السبت، 28 يناير 2012

قضية الكنيسة الفاشلة

قضية الأحوال الشخصية فى الكنيسة المصرية هى قضية الكنيسة الفاشلة
فقد شاءت الكنيسة أن تتنصل من مسئوليتها فى توصيل المسيح لقلوب البشر رجال كانوا أو نساء وأبدلت وجود المسيح فى قلوب هؤلاء بالبشر من كهنة وأساقفة ومجالس ولجان وكل هؤلاء لا يصلحون كوسيلة لنشر السلام والمحبة فى القلوب ، لأن أبناء الكنيسة المتخاصمين لم يقبلوا أساسآ الروح القدس فى قلوبهم الذى يصنع هذا السلام ويزرع المحبة فى القلوب.
أنا ياسادة شيخ لى 42 عام من الخدمة المباشرة لشعب الله خارج أسوار الكنيسة المبنية ، وكنت ألاحظ عودة الوئام الأسرى لأولئك الذين يقبلون المسيح بالحقيقة فى قلوبهم ، أولئك الذين يتوصلون للعلاقة المباشرة الناجحة بينهم وبين الله ، أولئك الذين أختبروا الحياة الجديدة فى المسيح ، أولئك الذين ولدوا من جديد وعرفوا طريقهم لمحبة المسيح .
كم من بيوت أمتلئت بالمشاحنات والخلافات ، صارت تلك المعوقات أدراج الرياح عندما قبلت الأسرة شخص المسيح عضوآ له وجود حقيقى داخل الأسرة .
فشلت الكنيسة ولم تصلح فشلها ولم ترغب فى تحويله للنجاح لأنها واقعة تحت تجربة أو أغراء بشرى يجذبها للخلف ،وذلك الذى شدها للخلف هو  أنتهاز رجالها الأشاوس فرصة وجود فراغ فى داخل الأسر من المسيح فعوضوا بوجودهم وتدخلهم فى حياة هذه الأسر لتعويضهم عن وجود المسيح فتحولت الكنيسة من مستشفى للعلاج لم
حكمة تكيل الأتهامات لطرف على حساب الآخر وأشبع رجالها نقصاتهم ونقائصهم بالحلول كسادة فى يدهم الحل والربط لذلك الكيان المقدس الأسرى .
يجب أن تتوجه الكنيسة ورجالها لرب الكنيسة ساجدة متذللة بسبب خطيتها وتطلب التوبة بقلوب منسحقة .
صارت الكنيسة التى تتبنى فى الأصل مبدأ المحبة التى تستر ألى مكلمة تنشر الفضائح والأسرار الشخصية على الملأ ، بل تكتب تقارير ، ترجو من كتابتها أن تكون موضع ألأ
عتبار فى محاكم الأحوال الشخصية ، وهى تشير بأصبع الأتهام لأحد الأطراف ، وقد تكون مخطئة فى مزاعمها ، لأرتباط هذه التقارير بالعنصر البشرى الذى ليس له عصمة من الميل والهوى والنسيان وخطأ الأستنتاج ألى آخر تلك الأخطاء البشرية ، تقارير للفضح ونبش القبور .
يقول الكتاب 
" . 9مَنْ قَالَ: إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ. 10مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. 11وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ " رسالة يوحنا الأولى 2 : 9 - 11 .
كان ينبغى على الكنيسة أن تتعرف على السبب الحقيقى للكراهية ، وهو الحياة فى الظلمة ، وكان يجب عليها أن تشع بنورها لتغيير حياة المبغضين ، لكنها أهتمت بالظلمة ونسيت النور الذى هو رسالتها الأصيلة .
ويقول
"20إِنْ قَالَ أَحَدٌ:«إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ " رسالة يوحنا الأولى 4 : 20 . مادام رجال الكنيسة هم المتربعون على عروش أفئدة المسيحيين فأين مكان عرش المسيح فيها ؟ بالطبع سوف يشارك هؤلاء فى عروشهم التى خيموا بها فى قلوب البسطاء ، وثبتوا أوتاد هذه الخيام وحبالها أوحبائلها  ، أمور أخرى كثيرة ليس من بينها المسيح الحقيقى الذى يعلنه الكتاب ، لأنه لا يرضى أن يكون له شريك فى قلب المؤمن ، فحل معهم على تلك العروش الرغبات البشرية والأهواء والتطلعات والطموح والطمع والخبث وعدم الأمانة والكبرياء والمكر والتسلط والتشبه بأهل العالم والملذات البشرية والنواميس الجسدانية ألى آخر تلك الموبقات والمخربات للبيوت والمجتمعات .ومع الأسف تحولت الكنيسة للمشجع الأول لكل تلك الموبقات دون أن تفطن لذلك . فابتدعت الكنيسة الشفاعات والقداسة لرجال الدين وهم تراب ومزدرى وغير موجود ليحلوا محل المسيح فى قلوب المسيحيين ، وحل بجوار هذا كله محبة العالم والملذات ، فلا ضير فهؤلاء الباتعون  ( من كلمة باتع أى مقتدر ) قادرون على ستر أهوائهم والتضرع للمسيح نيابة عنهم وهم يعيشون حياة الملذات البشرية .
وللأسف كانت الكنيسة - 
فى مرات كثيرة - هى السبب فى أستفحال المشكلة بينما يختفى دورها المؤسف هذا تحت السطح ولا يلاحظه أحد مثلآ : - هناك العديد من الأمثلة لرجال أحيوا نساء عن طريق الكنيسة بما جعلهم ينتقصون من محبتهم لزوجاتهم ، والعكس بالعكس بالنسبة للمرأة .
تلك
المرأة التى لجأت للكنيسة لتشكو زوجها ( ولم يكن  من المناسب أن تجعل الكنيسة من نفسها هدفآ لتحول نفسها ألى محكمة ) . وفى الكنيسة وجدت الرجل سواء كان هو الكاهن أم أى شخص آخر ، يستمع لشكواها ويتعاطف معها فتجد فيه أنموذج التعاطف الذى تفتقر أليه مع زوجها ، وبالمثل يكون الأمر مع الزوج ، فبدلآ من علاج المشكلة تبدأ النفس البشرية فى البحث عن النقائص بل وبالأسهام فى ظهورها ، وأحيانآ أفتعالها فتتحول الكنيسة ألى مغارة لصوص كان يجب أن ترى رب المجد وهو يمسك بالسوط لأخراجهم من وسط هذا المجتمع المقدس الذى أشتراه المسيح بدمه .
  وتجاهد الكنيسة عوضآ عن تفعيل دورها فى حث المسيحيين لقبول المسيح بحق فى قلوبهم
لأيجاد دور لها على مستوى العالم ( الذى وضع فى الشرير ) ليكون لها دور فى وضع القوانين والوجود بين رجال السلطة والنظام المجتمعى السياسى أو على الأقل الأجتماعى السياسى ، بينما فقدت وأهملت دورها الروحى والتربوى داخل الأسوار التى قامت بتشييدها حولها .
مثلآ :- رجل يترك المسيحية سعيآ وراء أمراءة غير مسيحية ، أو أمرأة مسيحية تترك رجلها للسعى وراء رجل غير مسيحى  ،
وبدلآ من أن تكيل الكنيسة الأتهامات للبنيان الفكرى الذى زرعته فى عقول أتباعها هؤلاء الذين رفضوا تبعيتها ، فتكيل الأتهام للآخر الذى لم يكن سوى مجرد مستقبل لنفس خاوية فشلت الكنيسة ( الأم ) فى تغذيتها وأشباعها .
ألا من توبة نصوح للكنيسة النائمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يارب المجد كنيستك عادت لعصور الكتبة والفريسيين .
شرعت قوانين ونواميس لا تسطيع تحريكها بأصبعها .
 أحمالآ عسرة الحمل .
 يارب المجد شبع رجال الكنيسة من تقاضى أتعاب خدماتهم فأنتفخت كروشهم على حساب الرعية التى تجهزت مثل غنم للذبح.
 يارب المجد كنيستك صار فيها رجال يظنون أنهم أزواج بدلاء عن كل الأزواج .
وأباء يمسكون بسوط التأديب لكل الزوجات والأزواج على السواء .
 ظن رجالها أنهم صاروا حكامآ وضباطآ وأصحاب سيادة .
وأنت كنت فى العالم تسعى حافى القدمين ( أحيانآ ) .
ولدت فى مزود وعوملت كشاة تساق ألى الذبح .
 يارب المجد من فضلك أيقظ هؤلاء ليعودوا لأدوارهم الأصيلة .
وألا من فضلك أرسل سياطك لأخراجهم من مقادسك ،  من تلك المشكاة التى شئتها لكى تنشر بها النور على العالم .

د.ق.جوزيف المنشاوى
 

ليست هناك تعليقات: