الجمعة، 5 أكتوبر 2018

الوثنية المعاصرة


يظن القارىء لهذا العنوان أننى أريد أن أتحدث عن صور وتمائيل وغيرها من وسائل مادية كــــــــان يوظفها الإنسان فى عصور الظلام لتكون آلهة يعبدها الناس أو يعبدون ما تمثله تلك الصور والأصنام ، لكننى لا أقصد ذلك مطلقآ .
الوثنية التى أتحدث عنها هى محاولة البشر لتصور الله الذى يعبدونه وفق تطلعاتهم وأهوائهم .
وأحيانآ نفاجىء بشخص بسيط ضاع منه شىء فيسألنا الصلاة لنعرف من الله أين ضاع هذا الشىء وكأن خادم الله قد تحول إلى عراف أو كاشف للغيب لأن الله فى تصوره هو ذلك الكيان الذى يصنع المعجزات التى تروق له شخصيآ وتتفق مع أهوائه ، نعم يصنع الله معجزات ولكن وفق منهجه وليس وفقآ لمنهج البشر.
وإذا غضبوا من إنسان يتصورون الله الذى يرسمونه فى خيالهم أنه مكلف بواسطتهم لينتقم من هذا الشخص فالله فى أذهانهم هو الإله الذى قاموا بتشكيله وفق أهوائهم تمامآ كما كان يفعل النحاتون بالحجارة فى العصور الغابرة ليحولوها إلى آلهة وهمية يخدعون بها البسطاء .تطلبون ولستم تجدون لأنكم تطلبون رديآ لتنفقوا فى شهواتكم .والأدهى من ذلك أنهم قد يلجأون لرجال الله بجهل يسألونهم العون حتى يحقق الله (الخاص بهم والذى رسموه فى خيالهم ) حتى يحقق ذلك الإله أمانيهم . وكأنه إله ملاكى مطلوب منه أن يحبهم وطلوب منه أيضآ أن يكره من يكرهونهم.
إن لكل وثنى معاصر إلهآ خاصآ به مجهزآ بالمواصفات التى تلائم ما يتمناه هذا الشخص الوثنى المعاصر من إلهه .
أما الله (الحقيقى) فهو الذى أعلن لنا ذاته من خلال الوحى .
فإذا كانت مواصفاته لا تناسبك فاعرف أن الله وحده فقط هو الذى يعلن تلك المواصفات حتى لو كانت تلك المواصفات تختلف عن تصوراتك أو منطقك المحدود لأنك مجرد مخلوق يعبر عن إيمانه بتصديق ما أعلنه الله عن ذاته وليس كل ما أعلنه لنا قابل للحليل البشرى المحدود . د.ق جوزيف المنشاوى 

الجمعة، 1 يناير 2016

المجوس



أول من بشر بالمسيحية كان المجوس وهم من غير اليهود
******************
متى 2 :1 ، 2 مع متى 2 : 10 – 12
-----------------
 
1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ،
Τοῦ δὲ Ἰησοῦ γεννηθέντος ἐν Βηθλέεμ τῆς Ἰουδαίας 
توو ديه إيســـوو جيـــــــننيثينتوس إن بيثلييـــــــم تايس إيوديـــــاس  
---
 فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ،
ἐν ἡμέραις Ἡρῴδου τοῦ βασιλέως, 
إن هيميرايس هـِـــرودوو تـــو باسيليـــــــوس
-------
 إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ
ἰδοὺ μάγοι ἀπὸἀνατολῶν 
إيدوو  ماجــوى أﭘـواهاتـــــــــولون
--------
 قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ
παρεγένοντο εἰς Ἱεροσόλυμα 
 
ﭘـاريجينونــــتو أيس  إيروســــولوما
2قَائِلِينَ:«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟
λέγοντες, Ποῦ ἐστιν  τεχθεὶς βασιλεὺς τῶν Ἰουδαίων; 
ليجونـــتيس ﭘـــوو إيستين هـُـ تيخثأيس باســـيليوس تــون إيودايــــــون
---------
 فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ
εἴδομεν γὰρ αὐτοῦ τὸν ἀστέρα  
أســــــــتيرا تـون أوتـــوو جـــار إيدوميــن
--------------
 فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».
καὶἤλθομεν προσκυνῆσαι αὐτῷ.  ἐν τῇ ἀνατολῇ
أوتــــــاو ﭘـروسكونايســـاى كاييلثوميـــــــن أناتــــولاى تاى إن
------------
10فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا
ἰδόντες δὲ τὸν ἀστέρα ἐχάρησαν 
إيدونتيس ديه تــون أستــــيرا إيخاريســــان
------------
فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. 11
χαρὰν μεγάλην σφόδρα. 
 
خاران ميجـــــالين سفــــودرا
----------------
 وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ،
καὶ ἐλθόντες εἰς τὴν οἰκίαν 
كاى إلثونتــــيس أيس تاين أويكـــيان
----------------
وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ.
εἶδον τὸ παιδίον μετὰ Μαρίας τῆς μητρὸς αὐτοῦ, 
إيدون  توه  ﭘـايديوس  ميتـــا  مـــارياس تاين ميتـــروس  أوتوو
------------
فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ.
καὶ πεσόντεςπροσεκύνησαν αὐτῷ, 
كاى ﭘـيســـــونتيسـﭘـروسيكونايسان أوتــــاوو
------------
ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ
καὶ ἀνοίξαντες τοὺς θησαυροὺς 
كاى أنويكسانتيـس  تووس ثايســــاورووس
--------
وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا:

αὐτῶν
 προσήνεγκαν αὐτῷ δῶρα, 
أوتاوون  ﭘـروساينيجـكان أوتــــــــــاوو دورا
-----------
 ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.
χρυσὸν καὶλίβανον καὶ σμύρναν.
خروسون كايليبــــــانون  كاى سمــــورنان
-------------
 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ
 καὶ χρηματισθέντες κατ' ὄναρ  
كاى كاتو   خريسماتيســـــثينتيس أونــار 
--------------
 أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ،
μὴ ἀνακάμψαι πρὸς Ἡρῴδην, 
ماى أناكاموبـــساى ﭘـروس  هرودايــن
---------------
انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.

δι' ἄλλης ὁδοῦ ἀνεχώρησαν εἰς τὴνχώραν αὐτῶν.
ديى هالياس هـُدوو أنيخاورايسان أيس تاينخـــــوران أوتوون
كنت أنتظر من طلبتنا أن يهتموا بالسؤال عن أولئك المجوس ، وكنت أنتظر أسئلة على نمط ونهج :  ما هى ديانة هؤلاء المجوس ؟ كيف توصلوا لتلك المعرفة ؟ هل ظلوا مؤمنين بالمسيح بعد رحيلهم من أورشليم ؟ ما هى الفائدة التى رآها الوحى فى ذكر هذه الحادثة ؟
ولكن يبدو أن للعام الجديد بهجته ورهبته فى نفس الوقت ، والحلوى والملابس الجديدة لــــــها حساباتها التى جعلت مساحة ما تبقى فى عقل القارىء لا تتسع لمثل تلك التساؤلات .
ولكن يعز علىّ أن تمر الأمور هكذا ..........
أول من إستخدم التعبير " مجوس"
μάγος كان هيرودتس المؤرخ *1وأطلق هذه التســـــمية على فئة تنتمى لإحدى العشائر التى كانت تسكن فى بلاد مادى جنوب شرق الإمبراطـــــــــورية الفارسية .
ولكن – كما يقول "إيليس" *
2- كانت تلك التسمية شائعة فى إطلاقها على الفئة التى تمــــــثل الحكمة والتى كانت تحظى بإحترام المجتمع فى بلاد الرافدين وفى عموم المنطقة الكلدانــــــية والبابلية والفارسية وهى فئة من يتمكنون من فك ألغاز الأحلام بوصفها رسائل غامضـــــة من الآلهة ، وكان المجتمع البابلى والفارسى يضع دانيال ورفقائه من بين تلك الفــــــــئة المـُـمـَـيزَة بالحكمة ( راجع دانيال 1 : 20 ، 2 : 27 ، 5: 15 )
1 : 20وَفِي كُلِّ أَمْرِ حِكْمَةِ فَهْمٍ الَّذِي سَأَلَهُمْ عَنْهُ الْمَلِكُ وَجَدَهُمْ عَشَرَةَ أَضْعَافٍ فَوْقَ كُلِّ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ الَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ. 21وَكَانَ دَانِيآلُ إِلَى السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ الْمَلِكِ.
2 : 27أَجَابَ دَانِيآلُ قُدَّامَ الْمَلِكِ وَقَالَ: «السِّرُّ الَّذِي طَلَبَهُ الْمَلِكُ لاَ تَقْدِرُ الْحُكَمَاءُ وَلاَ السّــَحَرَةُ وَلاَ الْمَجُوسُ وَلاَ الْمُنَجِّمُونَ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلْمَلِكِ.
5: 11 11يُوجَدُ فِي مَمْلَكَتِكَ رَجُلٌ فِيهِ رُوحُ الآلِهَةِ الْقُدُّوسِينَ، وَفِي أَيَّامِ أَبِيكَ وُجِدَتْ فِـــــــيهِ نَيِّرَةٌ وَفِطْنَةٌ وَحِكْمَةٌ كَحِكْمَةِ الآلِهَةِ، وَالْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ أَبُوكَ جَعَلَهُ كَبِيرَ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ وَالْكَلْدَانِيِّينَ وَالْمُنَجِّمِينَ. أَبُوكَ الْمَلِكُ. 12مِنْ حَيْثُ إِنَّ رُوحًا فَاضِلَةً وَمَعْرِفَةً وَفِطْنَةً وَتَعْبِيرَ الأَحْلاَمِ وَتَبْيِينَ أَلْغَازٍ وَحَلَّ عُقَدٍ وُجِدَتْ فِي دَانِيآلَ هذَا، الَّذِي سَمَّاهُ الْمَلِكُ بَلْطَشَاصَّرَ. فَلْيُدْعَ الآنَ دَانِيــــآلُ فَيُبَيِّنَ التَّفْسِيرَ».
5:  14 – 16"
14 قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ أَنَّ فِيكَ رُوحَ الآلِهَةِ، وَأَنَّ فِيكَ نَيِّرَةً وَفِطْنَةً وَحِكْمَةً فَاضِلَةً. 15وَالآنَ أُدْخِلَ قُدَّامِي الْحُكَمَاءُ وَالسَّحَرَةُ لِيَقْرَأُوا هذِهِ الْكِتَابَةَ وَيُعَرِّفُونِي بِتَفْسِيرِهَا، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُبَيِّنُوا تَفْسِيرَ الْكَلاَمِ. 16وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُفَسِّرَ تَفْسِيرًا وَتَحُلَّ عُقَدًا. فَــــإِنِ اسْتَطَعْتَ الآنَ أَنْ تَقْرَأَ الْكِتَابَةَ وَتُعَرِّفَنِي بِتَفْسِيرِهَا فَتُلَبَّسُ الأُرْجُوانَ وَقِلاَدَةً مِنْ ذَهَبٍ فِي عُنُـــقِكَ وَتَتَسَلَّطُ ثَالِثًا فِي الْمَمْلَكَةِ».
لقد أراد الله من وراء إتيان المجوس أن ينبه اليهود لما سبق الله وأنبأ به الأنبياء فى العـــــهد القديم حتى ينتبهوا لبداية عهد المسيا الجديد بولادته
بينما كان العهد الجديد فى عصر تالى لفترة بشارة المجموس فى سفر الأعمال يحظـُـــــر القيام بتلك المهام التى كان يقوم بها من أطلقوا عليهم لقب المجوس فى تاريخ شعب الله القديم تمسكآ بالشريعة الموسوية ( راجع تثنية 18 : 10 – 14 )
10لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَــائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ، 11وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى. 12لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هذِهِ الأَرْجَاسِ، الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ. 13تَكُــــــــونُ كَامِلاً لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ. 14إِنَّ هؤُلاَءِ الأُمَمَ الَّذِينَ تَخْلُفُهُمْ يَسْمَعُونَ لِلْعَائِفِينَ وَالْعَرَّافِينَ. وَأَمَّا أَنْــــتَ فَلَمْ يَسْمَحْ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هكَذَا.
ولأجل هذا السبب كانت وجهة نظر الكنيسة منذ تأسيسها مبنية على أساس فكرة تثبـــــيت ذلك الفكر المأخوذ من الشريعة الموسوية ( راجع أعمال 8 : 9 ، 13 : 6 ، 7 )
أعمال 8 : 9
، 13 ، 19 – 22
 
وَكَانَ قَبْلاً فِي الْمَدِينَةِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُونُ، يَسْتَعْمِلُ السِّحْرَ وَيُدْهِشُ شَعْبَ السَّامِرَةِ، قِائِلاً إِنَّــــهُ شَيْءٌ عَظِيمٌ!.
 
13  وَسِيمُونُ أَيْضًا نَفْسُهُ آمَنَ. وَلَمَّا اعْتَمَدَ كَانَ يُلاَزِمُ فِيلُبُّسَ، وَإِذْ رَأَى آيَاتٍ وَقُوَّاتٍ عَظِيمــــَةً تُجْرَى انْدَهَشَ.
 19 – 24  19قَائِلاً:«أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضًا هذَا السُّلْطَانَ، حَتَّى أَيُّ مَنْ وَضَعْتُ عَلَيْهِ يَدَيَّ يَقــــــــْبَلُ الرُّوحَ الْقُدُسَ». 20فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ:«لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ، لأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ تَقْتَنِيَ مَوْهِبَــةَ اللهِ بِدَرَاهِمَ! 21لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ قُرْعَةٌ فِي هذَا الأَمْرِ، لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيمًا أَمَامَ اللهِ. 22فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هذَا، وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ، 23لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ الْمُرِّ وَرِبَـــــــاطِ الظُّلْمِ». 24فَأَجَابَ سِيمُونُ وَقَالَ:«اطْلُبَا أَنْتُمَا إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِي لِكَيْ لاَ يَأْتِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِـــــمَّا ذَكَرْتُمَا».
أعمال 13 : 6 – 11 " 6وَلَمَّا اجْتَازَا الْجَزِيرَةَ إِلَى بَافُوسَ، وَجَدَا رَجُلاً سَاحِرًا نَبِيًّا كَذَّابًا يَهُودِيًّا اسْمُهُ بَارْيَشُوعُ، 7كَانَ مَعَ الْوَالِي سَرْجِيُوسَ بُولُسَ، وَهُوَ رَجُلٌ فَهِيمٌ. فَهذَا دَعَا بَرْنَابَا وَشَاوُلَ وَالْتَمَسَ أَنْ يَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ. 8فَقَاوَمَهُمَا عَلِيمٌ السَّاحِرُ، لأَنْ هكَذَا يُتَرْجَمُ اسْمُهُ، طَالِبًا أَنْ يُفْسِدَ الْوَالِيَ عَنِ الإِيمَانِ.
9وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا، فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ 10وَقَالَ:«أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَاعَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ 11فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ». فَفِي الْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ، فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ.
فسواء كان دانيال أو هيرودتوس فهما يتفقان على أن تسمية المجوس تختص بفئة لا تنتــمى للشعب اليهودى وأما التعبير " من المشرق " فإنه إذا كان يشير لبلاد الكلدانيين فمعنى ذلـــك أنهم قطعوا مسافة مسيرة أربعة أشهر ( راجع عزرا 7 : 6 – 9  ) .
6عَزْرَا هذَا صَعِدَ مِنْ بَابِلَ، وَهُوَ كَاتِبٌ مَاهِرٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَعْطَاهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ. وَأَعْطَاهُ الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ الرَّبِّ إِلهِهِ عَلَيْهِ، كُلَّ سُؤْلهِ. 7وَصَعِدَ مَعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهَــــــنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَالْمُغَنِّينَ وَالْبَوَّابِينَ وَالنَّثِينِيمِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لأَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ. 8وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِلْمَلِكِ. 9لأَنَّهُ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ ابْتَـــدَأَ يَصْعَدُ مِنْ بَابِلَ، وَفِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الْخَامِسِ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَسَبَ يَدِ اللهِ الصَّالِحَةِ عَلَيْهِ.
أما إذا كان المشرق يعنى بلاد فارس أو مادى فربما كانت 6 أشهر وليست أربعة أشهر وأما إذا كان المقصود بها بلاد العرب فربما تصل لمثل هذه المدة تقريبآ .
وهناك من أصحاب المدارس الذين يؤكدون أنهم لم يكونوا من بلد واحد وأنهم إلتقوا معآ عندما إقتربوا وكانت ضالتهم التى يبحثون عنها واحدة ، وكانت الدروب الصحراوية فى ذلك الوقــــت تتميز بمسارات مطروقة من قبل وكان يستخدمها التجار فى ترحالهم والسند الذى يســــــتندون إليه فى هذا الإفتراض هو تعدد الهدايا "ذهب – لبان – مر " .
ويكاد الجميع أن يتفقوا على أن هؤلاء كانوا يعملون بالعلم ويدرسون الفلك والطب والعلـــــــوم الأخرى لذلك هناك ترجمات تترجم كلمة
μάγοι الواردة فى هذا النص بكلمة الحكـــــــــــــــماء
Wise men  أو الملوك Kings  والتسمية الأخيرة هذه تبنتها الكنيسة المصـــــرية فى عصر مبكر وكانت تستند على ما ورد فى إشعياء 49 : 7 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ فَادِي إِسْرَائِيلَ، قُدُّوسُـــــــهُ، لِلْمُهَانِ النَّفْسِ، لِمَكْرُوهِ الأُمَّةِ، لِعَبْدِ الْمُتَسَلِّطِينَ: «يَنْظُرُ مُلُوكٌ فَيَقُومُونَ. رُؤَسَاءُ فَيَسْجُدُونَ. لأَجْلِ الرَّبِّ الَّذِي هُوَ أَمِينٌ، وَقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي قَدِ اخْتَارَكَ».
أما ديانة هؤلاء فقد كانت بدون شك غير يهودية ولو أن هناك من يجادل فى إنتمـــــــــاء بعض هؤلاء على الأقل للفكر اليهودى الذى ترك له آثارآ فى بلاد بابل من خلال دانيال ورفقائــــــــــه وإحتكاك الشعوب الأخرى بالمسبيين من اليهود أثناء الغزو البابلى ، ولكننا نستــــــــــــبعد هذا الإفتراض بسبب بــُعد المدى الزمنى الفاصل بين عودة اليهود من السبى بداية من عام 438 ق . م تقريبآ وهذا التاريخ .
إذآ كانوا غرباء الديانة وغرباء الجنس ولكن الله إستخدمهم بحسب مشيئته لتوصـــــــيل رسالة روحية هامة لأولئك الذين كانت النبوات بين أيديهم ويؤمنون بها .
وهنا يثار السؤال : هل ممكن أن يبلغ الله رسالته على لسان غير المؤمنين ؟ والإجابـــــــة هى نعـــم وألف نعم .  ألم يستخدم الله "بلعام بن بعور" العراف من قبل لإبلاغ"بالاق" بعدم جدوى محاربة شعب الله بل نطق بنبوءة فى سفر العدد 24 : 15 – 24
15
ثُمَّ نَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «وَحْيُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ. وَحْيُ الرَّجُلِ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنَيْنِ. 16وَحْيُ الَّذِي يَسْمَـــعُ أَقْوَالَ اللهِ وَيَعْرِفُ مَعْرِفَةَ الْعَلِيِّ. الَّذِي يَرَى رُؤْيَا الْقَدِيرِ سَاقِطًا وَهُوَ مَكْشُوفُ الْعَيْنَـــــــيْنِ: 17أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْـــرَائِيلَ، فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي الْوَغَى. 18وَيَكُونُ أَدُومُ مِيرَاثًا، وَيَكُونُ سِعِيرُ أَعْدَاؤُهُ مِيرَاثًا. وَيَصْنَعُ إِسْرَائِيلُ بِبَأْسٍ. 19وَيَتَسَلَّطُ الَّذِي مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَهْلِكُ الشَّارِدُ مِنْ مَدِينَةٍ».
20ثُمَّ رَأَى عَمَالِيقَ فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «عَمَالِيقُ أَوَّلُ الشُّعُوبِ، وَأَمَّا آخِرَتُهُ فَإِلَى الْهَلاَكِ». 21ثُمَّ رَأَى الْقِينِيَّ فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «لِيَكُنْ مَسْكَنُكَ مَتِينًا، وَعُشُّكَ مَوْضُوعًا فِي صَخْرَةٍ. 22لكِنْ يَكُـــونُ قَايِنُ لِلدَّمَارِ. حَتَّى مَتَى يَسْتَأْسِرُكَ أَشُّورُ؟». 23ثُمَّ نَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «آهِْ! مَنْ يَعِيشُ حِينَ يَـــفْعَلُ ذلِكَ؟ 24وَتَأْتِي سُفُنٌ مِنْ نَاحِيَةِ كِتِّيمَ وَتُخْضِعُ أَشُّورَ، وَتُخْضِعُ عَابِرَ، فَهُوَ أَيْضًا إِلَى الْهَلاَكِ».
ورغم ذلك الوحى لم يرحمه بنو إسرائيل بل أنفذوا فيه عقاب الشريعة بخصوص العرافــــــــين والسحرة ( راجع يشوع 13 : 22 ) 22وَبَلْعَامُ بْنُ بَعُورَ الْعَرَّافُ قَتَلَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّـــــيْفِ مَعَ قَتْلاَهُمْ.
أما هل ظلوا مؤمنين بالمسيح بعد زيارتهم له ؟ بالطبع آمنوا بولادة عظيم من عظمـــاء الأرض لكنهم لم يكن لديهم معرفة أكثر من تلك بخصوصه ، ولكن هذه المعلومة البسيطة تجــــاهه كان لها تأثير تبشيرى عجيب سواء فى وقت ولادته أو فيما بعد حتى تاريخ اليوم هذا التأثير الــــذى يفيد بأن الرب يسوع وولادته كان حدثآ تاريخيآ تحتاجه كل الشعوب بمختلف أديانها وأجناسها فقد جاء بالمحبة فى أرض عذبتها الكراهية وبالسلام لعالم مزقته الحروب والمشاحنات.

وكانت ديانة الزرادشتيين فى فارس تؤمن بأن الكون مبنيآ على إزدواجيات من المتناقضات النور والظلمة - الخير والشر ...... ألخ لذلك كانوا يوقدون نارآ بعد الغروب لكى تظل مشتعلة حتى الصباح لكى يطردوا بها الظلمات.
لذلك ساد فى الثقافة العربية أن المجوس كانوا يعبدون النار ، بينما كانت النار لديهم هى النور المتاح الذى يحقق إشتياقهم لعالم أمثل يسوده البر وتنتهى منه الظلمات .
وكان إهتمامهم بالفلك نابع من إهتمامهم بالنور ، ولأن الحضارة الهيلينستية دمجت ثقافات الشعوب القديمة فى الشرق فى عصر ولادة الرب يسوع لذلك كانت فكرة النور والظلمة من الأفكار التى جذبت المجتمع اليهودى ووجد الرب يسوع وتلاميذه ورسله الأطهار وجوب إستخدام هذه الأفكار السائدة بين الشعوب القديمة فى العالم فى تلك المرجلة لنشر رسالة الإيمان والبر .
فقد كان الرب يسوع المسيح هو النور فى الظلمة ولكن الظلمة لم تدركه ويتحدث يوحنا البشير فى رسائله عن أولاد النور وأولاد الظلمة ..... ألخ فكان إستخدامهم لهذا الفكر يشبه إستخدام بولس لفكرة وجود إله غــــــــير  معروف عند الأفسسيين لتنوصيل رسالة المسيح لهم على أساس أنه هو ذلك الإله الذى لا يعرفونه
وذكر العهد الجديد لهؤلاء هو تذكارآ حيآ لقدرة الله بالعمل فى قلوب الأمم المغايرين فى ديانتهم وأن المسيا لم يأتِ لجنس من الأجناس البشرية دون الجنس الآخر بل إن رسالتهم تلك كانــــت إرهاصآ بدخول الأمم للإيمان الذى لم يقبله اليهود كما يقول فى الإنجيل بحسب البشير يوحنا 1 :11 – 13  11إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. 12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطــــَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَســََدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.

--------------------------
Herodotus ( i.101,132) *1   
  * E.E.Ellis,his article in N.B.D " Magi" InterVarsity Press London,1976,pp765,766.

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

الخلاف بين المبادىء والشخصنة

الصورة توضح السنابل שִׁבֹּלֶת "شبولت" 


قضاة : 12 : 1 – 7
1وَاجْتَمَعَ رِجَالُ أَفْرَايِمَ وَعَبَرُوا إِلَى جِهَةِ الشِّمَالِ، وَقَالُوا لِيَفْتَاحَ: «لِمَاذَا عَبَرْتَ لِمُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ وَلَمْ تَدْعُنَا لِلذَّهَابِ مَعَكَ؟ نُحْرِقُ بَيْتَكَ عَلَيْكَ بِنَارٍ». 2فَقَالَ لَهُمْ يَفْتَاحُ: «صَاحِبَ خِصَامٍ شَدِيدٍ كُنْتُ أَنَا وَشَعْبِي مَعَ بَنِي عَمُّونَ، وَنَادَيْتُكُمْ فَلَمْ تُخَلِّصُونِي مِنْ يَدِهِمْ. 3وَلَمَّا رَأَيْتُ أَنَّكُمْ لاَ تُخَلِّصُونَ، وَضَعْتُ نَفْسِي فِي يَدِي وَعَبَرْتُ إِلَى بَنِي عَمُّونَ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِي. فَلِمَاذَا صَعِدْتُمْ عَلَيَّ الْيَوْمَ هذَا لِمُحَارَبَتِي؟».
4وَجَمَعَ يَفْتَاحُ كُلَّ رِجَالِ جِلْعَادَ وَحَارَبَ أَفْرَايِمَ، فَضَرَبَ رِجَالُ جِلْعَادَ أَفْرَايِمَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «أَنْتُمْ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ. جِلْعَادُ بَيْنَ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى». 5فَأَخَذَ الْجِلْعَادِيُّونَ مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ لأَفْرَايِمَ. وَكَانَ إِذْ قَالَ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ: «دَعُونِي أَعْبُرْ». كَانَ رِجَالُ جِلْعَادَ يَقُولُونَ لَهُ: «أَأَنْتَ أَفْرَايِمِيٌّ؟» فَإِنْ قَالَ: «لاَ» 6كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: «قُلْ إِذًا: شِبُّولَتْ» فَيَقُولُ: «سِبُّولَتْ» وَلَمْ يَتَحَفَّظْ لِلَّفْظِ بِحَقّ. فَكَانُوا يَأْخُذُونَهُ وَيَذْبَحُونَهُ عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ. فَسَقَطَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَفْرَايِمَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا. 7وَقَضَى يَفْتَاحُ لإِسْرَائِيلَ سِتَّ سِنِينٍ. وَمَاتَ يَفْتَاحُ الْجِلْعَادِيُّ وَدُفِنَ فِي إِحْدَى مُدُنِ جِلْعَادَ.
القصة بإختصار أن بنى عمون كانوا يضايقون بنى إسرائيل حتى تحرك يفتاح الجلعادى بصفته قاضى بنى إسرائيل ( فى عهد القضاة قبل أن يملك عليهم ملوك وكان القضاة هم الذين يحكمون) فقد كانت مسئوليته حماية الشعب أو بمعنى أصح إتخاذ القرار بإدارة شئون هذا الشعب .
ومن الواضح فى النص أنه أرسل لرجال أفرايم بخصوص شن حرب على هؤلاء ( راجع عدد 2 ) ولكنهم كانوا سلبيون ولم يجيبوه بشىء ، فتحرك هو وقام بحشد رجال الحرب للتخلص من مضايقات بنى عمون التى كانت تصيب فى الأساس الإفرايميين ، فكان من المفروض أن يحصل منهم على الشكر ، ولكن على العكس شعروا بإنتقاص فى كرامتهم لأنهم لم يتمكنوا من تخليص أنفسهم بل خلصهم رجال يفتاح !!!!!!!
وكانت هذه العقدة النفسية نوعآ من الشخصنة التى تحدث وسط شعب الله فى كل عصر من العصور .
وكان نتيجتها أنهم جيشوا حشودهم لمحاربة يفتاح نفسه !!!!! فلماذا يأخذ هو تلك الكرامة !! لعب عدو الخير فى رؤوسهم وأقنعهم أنهم هم الذين يستحقون هذا المجد وهذا الفضل فى هزيمة بنى عمون .
فلم يكن أمام يفتاح سوى الدفاع عن نفسه وعن جيشه فلاقاهم ، وكان بنو جلعاد ( عشيرة من عشائر بنى بنيامين أما أفرايم فكان عشيرة من عشائر نسل يوسف) ، وهزمهم .
لكنه لم يكتفِ بهزيمتهم ، بل شخصن الموقف هو الآخر فوقع فى فخ الشخصنة التى بدأ بها رجال أفرايم ، وإعتبر أن ردهم عليه وإرسلهم لطلائع قواتهم هو إساءة شخصية له ولجنوده من بنى بنيامين أى رجال جلعاد .( راجع النص)
الصورة توضح تخطيط رى الحقول على هيئة تفريعات للرى والتى كان يطلق عليها العبرانيون إسم 
שִׁבֹּלֶת "شبولت" أى السنبلة
5فَأَخَذَ الْجِلْعَادِيُّونَ مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ لأَفْرَايِمَ. وَكَانَ إِذْ قَالَ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ: «دَعُونِي أَعْبُرْ». كَانَ رِجَالُ جِلْعَادَ يَقُولُونَ لَهُ: «أَأَنْتَ أَفْرَايِمِيٌّ؟» فَإِنْ قَالَ: «لاَ» 6كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: «قُلْ إِذًا: شِبُّولَتْ» فَيَقُولُ: «سِبُّولَتْ» وَلَمْ يَتَحَفَّظْ لِلَّفْظِ بِحَقّ. فَكَانُوا يَأْخُذُونَهُ وَيَذْبَحُونَهُ عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ. فَسَقَطَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَفْرَايِمَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا.فقد كان الإفرايميون من أهل الشمال وكانوا يفضلون نطق حرف  שֶׁ  أنه سين مثلآ كما يقال يوروساليم بدل يوروشليم أو سلوم بدل شلوم بينما كان أهل الجنوب ومنهم البنيامينيون جميعآ ينطقون نفس الحرف على أساس أنه شين .
فكان نطق الهاربين من جحيم الحرب والذين كانوا يحاولون عبور مساقى الحقول والتى كان يصممها المزارعون على هيئة سنبله أى
שִׁבֹּלֶת "شبولت" لم يكن بنو إفرايم يسمونها هكذا بل يسمونها بحسب نطقهم "سبولت" وهذا النطق فضح من منهم من أهل أفرايم ومن منهم من الجلعادين ، فحدثت المأساة وقتل رجال بنيامين أو جلعاد من الإفرايميين إخوتهـــــــــم 42000 رجل ، الشخصنة كانت الشيطان الذى أدى لهذه الكارثة ، وهى نفس المأساة التى أدت لإنفصال مملكة الجنوب عن مملكة الشمال ، وهى التى أدت بهم إلى السبى ، فإحذروا الشخصنة ، ولتكن المبادىء وحدها هى التى نهتم بفحصها حتى يتبين لكل فرد فينا ما يناسبه من تلك المبادىء ولكن بدون شخصنــــــــة .

الاثنين، 31 مارس 2014

تأملات فى الصوم المسيحى

صيام الأربعين
خدعوك فقالوا : صيام الأربعين هو كما صام المسيح
وصدقت الخدعة وإنطلت عليك لأنك تنظر للصيام بنظرة الإستهانة فقد حولوه عبر العصور إلى نوع من أنواع تغيير أصناف الطعام ليس إلا
وبذلك هان عليك أن لا ترى فى صيام الرب إعجاز ومعجزة ، فأنت تتصور الصيام الذى صامه أنه من صنف هذا التبديل فى الأطعمة فلم تفطن لحدوث معجزة هى معجزة صيام الرب يسوع أربعين نهارآ وأربعين ليلة ، ويقول الكتاب فى لوقا 4 : 1 ، 2 "
1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا."
فهو لم يأكل شيئآ مطلقآ طيلة فترة الصيام ، والإمتناع عن الطعام يؤدى للإحساس بالجوع لأن النعدة تكون خاوية تمامآ فلا خبز جاف أو حاف ولا شربة ماء ، ثم هو يصرح بصريح العبارة بقوله "
وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ "
الصيام فى اللغة هو الإمتناع عن الطعام والشراب مطلقآ لمدة زمنية معينة ، فالطعام الذى تتناوله بعد إستيقاظك من النوم ، سواء مباشرة أو بعد فترة زمنية هو: طعام الإفطار فما دمت قد أكلت فإنك لست بصائم ، هذا المعنى ليس فى اللغة العربية وحدها ، ولكن فى كل لغات العالم
breakfast طعام الإفطار = break= كسرتyour fasting  =صيامك
أيـــــآ كانت المادة التى تسببت فى كسر صيامك فهى إفطار
لكن معجزة صيام الرب يسوع أربعين نهارآ وأربعين ليلة ، ليست بالمعجزة الغير المسبوقة
فقد حدثت قبل ذلك عدة مرات بواسطة رجال الله الأتقياء ، لكن كان الله وراء كل تلك الحوادث ، بل أعطى لهؤلاء المقدرة على القيام بذلك لأجل هدف أسمى وهو تأييد رسالتهم أمام مجتمعاتهم بحدوث هذه المعجزة التى لا يتمكن أى إنسان عادى من الإتيان بها
فها هو "موسى" كليم الله
كان يكلم الله فى حوريب ........ ولكن !!!!!!!!!! لم يكن هناك من أفراد الشعب من يسمع الله معه
فكيف يصدق الشعب أن هناك قوة خارقة كانت تتعامل معه فى حوريب ؟؟
ولذلك يخبرنا فى سفر الخروج 34 : 27 ، 28 بما يلى : "
27وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ لِنَفْسِكَ هذِهِ الْكَلِمَاتِ، لأَنَّنِي بِحَسَبِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَكَ وَمَعَ إِسْرَائِيلَ». 28وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً. فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ."
كان صيامه هو من نفس نوع الصيام الذى صامه رب المجد " أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً"
لم يكن صومه بهدف تحقيق رغبته فى القيام بممارسة روحية فريدة ، ولكنه وجد نفسه مـــــُلتزمآ بالبقاء أمام الله وكان الوقت يمر عليه والله يمنحه الإستمرارية فى الحياة لكى يستخدمه الله أمام شعبه بوصفه رجلآ صاحب رسالة جاءته من الله ، والبرهان على ذلك إستمراره فى الحياة حتى نهاية هذه الفترة الأربعينية
ويفسر الرب يسوع للشيطان تلك القدرة الفائقة بقوله فى لوقا 4 : 4 "3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قِائِلاً:«مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ».
لقد حاول الشيطان أن يلقى بالوهم للشعب القديم بأن هناك طعامآ ما كان يتناوله أولئك العظماء الذين إستخدمهم الله ، حتى لو كان هذا الطعام ناتجآ من الحجارة .
لقد قام الشيطان بلوى ذراع الحقيقة من خلف النصوص الكتابية المقدسة تمامآ كما يفعل البعض عندما يبحثون عن ضالتهم لمحاولة إثبات أفكارهم البعيدة عن فكر الله ، فيبحثون عن آيات تتشابه ظاهريآ مع ما يقولون لمحاولة فرض أفكارهم البشرية ، فلقد قال الله على لسان "موسى" بلغة شعرية رقيقة سامية فى نشيده الوارد عن الأعمال المعجزية التى صنعها الله لشعبه أثناء عبوره لبرية سيناء فى سفر التثنية 32 : 13 ، 14 " 13أَرْكَبَهُ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ فَأَكَلَ ثِمَارَ الصَّحْرَاءِ، وَأَرْضَعَهُ عَسَلاً مِنْ حَجَرٍ، وَزَيْتًا مِنْ صَوَّانِ الصَّخْرِ، 14وَزُبْدَةَ بَقَرٍ وَلَبَنَ غَنَمٍ، مَعَ شَحْمِ خِرَافٍ وَكِبَاشٍ أَوْلاَدِ بَاشَانَ، وَتُيُوسٍ مَعَ دَسَمِ لُبِّ الْحِنْطَةِ، وَدَمَ الْعِنَبِ شَرِبْتَهُ خَمْرًا."
كان قصد موسى من خلال الوحى التعبير عن عظمة لطف الله وتدبيره لإحتياجات شعبه بحيث هيأ لهم خيرآ وفيرآ من خلال النباتات الصحراوية وعسل النحل الذى كان يأوى للمغائر فى الجبال ومادة البربوليس الزيتية التى يفرزها النحل لسد الشقوق الموجودة فى الصخور والتى تمنع الحشرات من التهجم على خلاياه ، وقد كانت ولا تزال مادة من مواد العلاج للكثير من الأمراض خاصة الأمراض الجلدية ، والزبدة الناتجة من البقر والغنم والزيوت الموجودة فى جنين القمح وهى من المواد الفعالة فى بناء الخلايا للأطفال والشيوخ على حدِ سواء ، بالإضافة لعصير العنب (دم العنب) وفوائده العظيمة
لقد كانت لغة المجاز والتشبيه والإستعارة واضحة فى إنتقاء المفردات اللغوية بوصف هذا النص من النصوص الشعرية ، ذات الطابع الرومانسى أحيانآ رغم أنها كانت وحيآ سابقآ على إبداعات الشعراء المحدثين أصحاب المدارس الرومانسية للشعر وكان ذلك حوالى عام 1550 ق.م على لسان "موسى "
فعوضآ عن تأمل المؤمن فى عظمة وجلال هذا الكلام الصادر عن الوحى ، فإن الشيطان يرتد به إلى الخلف حتى يكون هذا النص معبرآ عن صناعة الله لخبز (حرفى) من حجارة (حرفيه) .
الصيام هو ممارسة حقيقية فى حياة المؤمن أشار إليها الرب يسوع فى قوله لتلاميذ يوحنا بخصوص الصيام فى متى 9 : 14 – 17 "14حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ:«لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. 16لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْب عَتِيق، لأَنَّ الْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ الثَّوْبِ، فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 17وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعًا».

إذآ كان الرب يسوع لا يأمر تلاميذه بالصوم أثناء فترة وجوده معهم بالجسد ، وهذا هو ما دفع تلاميذ يوحنا لإنتقاده .
وكان رد الرب يسوع يفيد توقعه لصيامهم عندما يصعد إلى السموات من وسطهم
والواضح أن تكوين الكنيسة كمؤسسة متميزة ذات صفات فريدة وخاصة لم يحدث قبل إنشائها بعد حلول الروح القدس يوم الخمسين – أى بعد صعوده- إذآ كان الصيام من بين الأشياء التى إستجدت على تلاميذ الرب بعدما إنتهت فترة معايشتهم للرب يسوع جسديآ وبذلك كانوا يصومون بعدما إرتفع العريس عنهم
ولكن الرب يسوع يشرح الأمر تفصيلآ لتلاميذ يوحنا من خلال مثلين آخرين – ليس فقط بنو العرس الذين لا يصومون أثناء فترة إستعدادهم لإقامة حفل الزفاف – ولكن بمثلين آخرين
المثل الآخر هو : مثل الثوب العتيق المهترىء عندما يقوم أحدهم بترقيعه من خلال رقعة من قماش جديد  كثيف النسج ( الملء)  وهو بدون شك يشير إلى عهد قديم قريب للإنحلال ( راجع عبرانيين 8 :  )  10لأَنَّ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. 11وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ. 12لأَنِّي أَكُونُ صَفُوحًا عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». 13فَإِذْ قَالَ «جَدِيدًا» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ الاضْمِحْلاَلِ "
الثوب العتيق هو الذى شاخ الذى هو قريب من الإضمحلال – كما يقول فى العبرانيين – بينما الجديد لا يستند على تعاليم من البشر أو بواسطتهم ولكن نواميس مكتوبة فى قلب كل واحد منهم ، فهم لا يحتاجون من يعلمهم ، بل صارت شريعة الله معروفة تمامآ لكل فرد فيهم ، وهكذا فهم قادرون على إدراك الوقت المناسب للصوم على خلاف ذلك النوع من الصوم الذى كان تلاميذ يوحنا يمارسونه من خلال أوامر يوحنا المعمدان
أما المثل الآخير فهو : الخمر العتيقة والخمر الجديدة ، وهو مثل لازم جدآ لأن معناه يؤدى لفهم جانب آخر فى الصوم لا يعكسه المثل السابق عليه
فالخمر لأنها مادة كحولية ذائبة فى سائل به نسبة معينة من الماء قد حافظت على سلامتها فلم تفسد طالمى حافظت على مكوناتها الطبيعية ، وبذلك تكون الآنية التى كانوا يستخمونها لحفظ تلك الخمر فيها قد تم تطهيرها من خلال بقايا الخمر العتيقة فى مسامها فقد كان الماء يتسرب تدريجيآ من خلال ثقوب الآنية الفخارية "الزقاق" التى كانوا يستخدمونها فى ذلك الوقت وهو مختلط بالمادة الكحولية 
ولذلك فهى تختلف فى تركيزها عن الخمر الجديدة
فإذا تم وضع الخمر الجيدة فى نفس الإناء يبدآ الفساد فى الحلول على مكونات الخمر التى إختلطت ببقايا الخمر العتيقة وبدآ الماء الموجود فى مكوناتها وهو لا يحمل التركيز الشديد للكحول ، والذى كان يمر من خلال نفس تلك المسام وبذلك يبدأ العفن يحل فى الإناء ثم يحل بالتالى بالخمر ، ولكن درجت العادة فى ذلك الوقت على إستخدام الخمر العتيق فى البداية أثناء حفلات العرس ، ذلك لأن لها طعم مـُـميز فاخر ، فإذا سكر المدعوين وطالبوا بالمزيد من الخمر ، فإن أصحاب العرس يأتون بالخمر الجديدة ليخلطوها بالبقية المتبقية من الخمر العتيقة لكى يتم شرابها بسرعة فى نفس الوقت قبل أن تفسد
فالمثل الآخير يتميز بأنه يضيف لعتصر مناسبة التوقيت للخلط بين ما هو قديم وما هو جديد لزمن معين ، يضيف عنصر آخر وهو إمكانية إفساد التعاليم الخاصة بالعهد الجديد عند وضعها فى إناء (قلب إنسان) تشبع بفكر العهد القديم
وهو بذلك لا يحرم ولا يجرم فكر العهد القديم ولكنه ينهى عن إستقبال فكر العهد الجديد بمنطق من تقبلوا فكر العهد القديم من قبل
فالممارسات التعبدية فى العهد القديم كانت صالحة تمامآ لشعب العهد القديم ومن بين تلك الممارسات كان الصيام ، وكانت تلك الممارسات تؤدى مهمتها بكفاءة فى زمنها ، ولكن فى العهد الجديد لا يجب أن يتعبد المؤمنين فيه من خلال نفس المنطلق الذى كان سائدآ لدى أفراد شعب العهد القديم
فقد حررنا الإبن وبالحقيقة صرنا أحرارآ لسنا نتعبد له كعبيد بل أبناء ، وليس من خلال بشر آخرين ، بل نتعامل معه مباشرة فقد صار الله أبآ لنا ولا نصوم ذلك الصوم ( الذى ينتج عن الزقاق العتيق) الذى إنتقده إشعياء فى نبوته 58 : 1 – 12 1«نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُمْسِكْ. اِرْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوق وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ، وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. 2وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا، وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرًّا، وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ. 3يَقُولُونَ: لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟ هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً، وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. 4هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ، وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ. 5أَمِثْلُ هذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْمًا يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ، يُحْنِي كَالأَسَلَةِ رَأْسَهُ، وَيْفْرُشُ تَحْتَهُ مِسْحًا وَرَمَادًا. هَلْ تُسَمِّي هذَا صَوْمًا وَيَوْمًا مَقْبُولاً لِلرَّبِّ؟ 6أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. 7أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ.
8«حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. 9حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ 10وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. 11وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. 12وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى.
الصوم فى المسيحية
دأب الكتبة والفريسيون فى زمن المسيح على المبالغة فى مظاهر التقشف فى أوقات الصيام ( كانوا يصومون يومين إسبوعيآ ) وكانوا يعتبرون هذه المظاهر المتقشفة هى من ضمن متطلبات الصوم ، وفى الواقع فإنهم كانوا يصطنعونها لإعلان أنهم فى حالة صيام حتى ينظر إليهم الناس بإحترام بإعتبارهم أتقياء
وقد عالج الرب يسوع هذا التقليد السىء الذى أضافه هؤلاء على الشريعة الموسوية دون مقتضى وذلك فى عظته على الجبل حيث قال فى متى 6 : 16 – 18 "
16«وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. 17وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، 18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً."
ونلاحظ فى هذا النص قوله " وَمَتَى صُمْتُمْ " ومعنى ذلك أن الرب يسوع لا يمنع الصيام ولا يحاربه ، لكنه ينتقد بعض الممارسات التى كان يمارسها بعض الصائمين فى أيامه وقد أطلق عليهم لقب " المرائين" وقد كانوا من الكتبة والفريسيين . لأنه يخاطبهم مثلآ فى متى 23 : 27 ، 28 "  27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا "
كانوا يطلبون من وراء تظاهرهم بالصوم ( أو) حتى لو كان بعض الخلصين منهم يصومون فعلآ ، لكن المظهر الذى كانوا يتكلفون (يبالغون فى تظاهرهم ) أن ينالوا إستحسان الناس (على الأقل) لكى يمدحهم البشر
ولنا فى الصوم بحسب فكر العهد الجديد تعليق هو :
أن الرب يسوع وسائر تلامذته ورسله المكرمين ذكروا كلمة صلوا – صلاة إلى آخر مشتقات هذه الكلمة كثيرآ للحديث عن الصلاة ، ولكنهم وكان الرب يسوع على رأسهم لم يذكر أى مرة كلمة صوم أو إحدى مشتقاتها بدون ذكر كلمة صلاة أو إحدى مشتقاتها
فالصوم ( وهكذا فهمت الكنيسة الأولى) لا ينفصل عن الصلاة
حتى فى عصورتنظيم العبادة فى زمن العصور الوسطى للكنيسة المسيحية شرعوا تنظيم العبادة فى كل أيام نظموه للصيام
الصوم إذآ هو حالة من الإستغراق فى الصلاة والعلاقة مع الله ، هذه الحالة هى التى تستدعى الفرد للإمتناع عن الطعام لأنه يجد لديه أهمية خاصة شخصية أو كنسية تستدعى التفرغ فى الصلاة والعبادة
وهكذا ينصح الرب يسوع تلاميذه عقب فشلهم فى إخراج أرواح شريرة  وإخراجه هو لهذه الأرواح عندما سألوه عن سر فشلهم فى مرقس 9 : 28 ، 29 " 28وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتًا سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَلَى انْفِرَادٍ:«لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 29فَقَالَ لَهُمْ:«هذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».
وحتى النص الذى يتحدث فيه عن الصوم فى عظته على الجبل ذكره فى معرض حديثه عن الصلاة فى متى 6 : 5 – 15
 د.ق.جوزيف المنشاوى




الأحد، 30 ديسمبر 2012

الميلاد حدث أسمى من منطق البشر

فيديو  إنجليزى we wish you a Merry Christmas  

الميلاد حدث عجيب وفقآ لمنطق الإنسان ، فقد تعود الإنسان توقع ولادة الأطفال من المرأة التى تزوجت أو تعاملت مع الرجل ، لأن المولود لا يمكن أن يولد بدون إتحاد إرادة المرأة مع إرادة الرجل ، لذلك كان أول من إلتفت لغرابة واقعة الميلاد العذراء القديسة مريم ذاتها ، عندما بشرها بالميلاد "جبرائيل" الملاك المُرسل من عند الله ، فها هى تقول له:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»
فيجيبها :
اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ
إنه إذآ حدث فريد عجيب فوق منطق البشر ، لكن الله عودنا من خلال تعامله مع شعبه - عبر التاريخ الطويل من معاملاته مع الإنسان - بداية من خليقته وحتى يومنا هذا ، أنَّه يقوم بعمل عجيب عظيم دائمآ فى نفس الوقت الذى يعجز فيه منطقنا وفهمنا وإدراكنا على فهم طبيعة ما يعمله الله .
فلم تكن خليقة الإنسان الأول من التراب خاضعة لفهم أو منطق الإنسان .
ولم تكن هداية إبراهيم النبى جَدُّ الأنبياء من الأمور العاديه.
ولا كان يوسف فى الجُبِّ ثم فى السجن نتيجة منطقية لسلوكه.
ولا كان الشعب المستعبد تحت سلطة فرعون قاسى لها مبررات وربما كان بعضهم يتسائل لماذا سمح الله بكل هذا لشعبه.
لكن الله كان جديرآ بتشكيل آدم كمخلوق عاقل ، وكان خليلآ لإبراهيم ، وكان واهبآ ليوسف مكانة سامية ، لم يكن أحد من البشر يظنها غيره ، وكان خروج الشعب عبر بحر سوف ( الأحمر حاليآ) ، وكانت عبوديتهم وتسخيرهم فى صناعة الطوب اللبن سببآ لرقيهم لبناء حضارة لم يكن أجدادهم وآبائهم مؤهلين لها ، فقد كانوا يسكنون الخيام ، ولكن بعد العبودية تعلموا فنون البناء بل وكتابة لغتهم بخط بدائى ( بروتو كنعانى) بدلآ من كون لغة أسلافهم لغة منطوقة غير مكتوبه ، فكتب موسى بتلك الأحرف التوراة وتعلم كل حكمة المصريين .
هناك إذآ عمل إلهى عظيم يكمن وراء تلك الأمور التى لا يستطيع البشر إخضاعها لمنطقهم .
ولد المسيح بعد أن صار التاريخ مهيئآ للحظة ميلاده فالإستعمار الرومانى الذى لم ترغبه الشعوب بدأ بواسطة الإسكندر وخلفائه البطالمة والسلوقيين ، فى محاولة دمج ثقافات الشعوب الشرقية مع الحضارة اليونانية الغربية ، فتكونت اللغة الهيلينستية التى تمت ترجمة نبوات الأنبياء فى العهد القديم والتوراة إليها ، فكانت الترجمة السبعينية التى صارت مرجعآ لكل مثقفى العالم القديم عند محاولة تفهم جذور النبوات بخصوص ميلاد المسيح ، وصارت هذه اللغة فى ذات الوقت وسيلة يستخدمها كتبة الإنجيل وكل العهد الجديد بلغة يسهل تداولها فى كل أرجاء الإمبراطوريه ، وعزز الرومان حماية الطرق التى تؤدى لكافة البلاد لتأمين نقل الحاميات الرومانية من جند وعتاد فكانت طرقآ مؤهلة لإنتقال المبشرين بالمسيحية من بعد ، أولئك الذين لا يحملون سيفآ ولا سلاحآ بل خدمتهم أحداث التاريخ التى كان البشر لا يفضلونها ، وكانت لا تخضع لمنطق أهوائهم .
وكان الصراع الفكرى بين فرق اليهود وطوائفهم من فريسيين وهيروديسيين وصدوقيين وكتبة يعبر عن وصول الفكر اليهودى لمرحلة الحيرة والإرتباك والتشكك الذى أدى بهذه الفرق للتناحر ، كما أضافت الثقافة الهيلينيستية بما فيها من دمج للثقافات الشرقية كالبودية والكونفوشيوسية والزرادشتيه وغيرها مع الفكر اليهودى لينجم عنها جماعات تعتزل المجتمع وتسكن الصحارى كجماعة الأسينيين وغيرها ، ودخول معتقدات جديدة لفكر المجتمع اليهودى مثل عقيدة معمودية التوبة التى نادى بها يوحنا المعمدان وصارت من أهم الأسس فى الفكر المسيحى من بعد ، وكان المجتمع فى لهفة وسط حيرته وإرتباكه لوجود شخصية تضع النبوات التى بدأ فى التشكك منها فى إطارها السليم ، كانت شخصية المسيا الذى حدثتهم عنه النبوات ، فأين هو ؟.
كل تلك المقدمات التى كان يرفضها منطق المواطن اليهودى كان من ورائها عزم الله على تنفيذ خطته من خلال ميلاد المسيح.
ليس ذلك فقط بل نرى فى حادثة الميلاد عند حدوثها كثير من الأمور العجيبه
فها هو النجم الذى يقود المجوس !.
والمجوس هم من أتباع زرادشت !، فكيف تحولوا فجاءة لأول جماعة تبشر وتعلن ميلاد المسيح! ، ووصل تبشيرهم هذا إلى قصر هيرودس الملك الأدومى الذى كان يحكم اليهود بسلطة روما عندما ذهبوا إليه متسائلين 
:«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ»ومن خلال ذلك السؤال جمع هيرودس حكماء البلاد وحفظة الناموس وكتب الأنبياء ليحيل لهم هذا السؤال فأجابوه :«فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».
فحتى إجابتهم أفصحت عن نفس الغرابة التى يتبعها الله فوق منطق الإنسان لتنفيذ خطته بهذا العمل الفذ فبيت لحم قرية صغيرة وليست من الحواضر أو المدن الكبرى حيث يسكن الأغنياء والأقوياء فى تلك المدن الكبرى! .
والشىء الغريب الآخر الذى حدث فى القصر الهيرودسى بسبب  الميلاد هو خوف هيرودس الملك وكل أورشليم حاضرة أو عاصمة البلاد فى ذلك الوقت من الطفل الوليد!   
 فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ.
والأمر الغريب كذلك أن يواصل هؤلاء الرجال الأثرياء الذين عبرت هداياهم عن مقامهم إلى الطفل فى المزود وهو حجرة الخزين أو مخزن المواد التموينية فى بيت أسرة يوسف النجار! وعندما يصلون إلى هناك يسجدون له! ويقدمون له هداياهم بنفس البروتوكول الذى كان الزوار يتبعونه عند زيارة الملوك! 
وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.
والشىء الغريب كذلك كان إختيار الملائكة لنفر من البسطاء الذين يمتهنون مهنة الرعى ليبشرونهم بمولد المسيح ويرشدونهم لمكان مولده ! حتى يكونوا كذلك مثل الأغنياء الغرباء الذين سبقت وفادتهم له وزيارته 
وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ.فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ.
ميلاد عجيب حتى فى توقيته وكل الأحداث المصاحبة له والمكان المختار لحدوثه والأشخاص الذين تعاملوا معه .
وهكذا يكون عجيبآ فقد تنبأ عنه النبى إشعياء 
لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا.
وليست غرابة أحداث هذه الأيام التى نحياها فى بلادنا بعيدة عن توقعنا لعمل عجيب يصنعه الله يفوق كل تطلعاتنا .
كل عام وحضراتكم بخير 
د.ق. جوزيف 
المنشاوى  

الثلاثاء، 15 مايو 2012

الروح القدس


الروح القدس معنى الكلمه
الأصل العبرانى للكلمة هو רוּחַ קָדְשׁ ( رُواح قَديش )
والتعبير 
רוּחַ يمكن ترجمته هواء - نسيم - نَفَس - روح - نفس - عقل
وأما الأصل اليونانى هو 
τοῦ ἁγίου πνεύματος ( توه أجيو بنيوماتوس )
والتعبير 
πνεύματος
يمكن ترجمته هواء - نَفَس - روح - جوهر مبدأ عقلى 
والأرتباط بين معنى تعبير روح والتعبير العربى ريح لأن أصل الكلمتين هو واحد

الروح والأسماء المضافة له
إستخدم الكتاب المقدس فى عهديه القديم والجديد عدة أسماء كانت تضاف لكلمة روح بشكل عام وليس المقصود بها الروح القدس لكن الروح بمعنى الجوهر العقلى لمبدأ معين لتمييز دوره أو إبراز وظيفته مثال :- 
روح العر افه ( أعمال ١٦ : ١٦  )
روح الضلال ( يوحنا الأولى  ٤ : ٦  ، تيموثاوس الأولى٤ : ١ ) 
روح ضد المسيح ( يوحنا الأولى٤ : ٣  ) 
روح منكسره ( مزمور ٥١ : ١٧  ) 
روح الفشل تيموثاوس الثانية١ : ٧ ) 
روح سبات ( روميه ١١ : ٨ )
روح العبودية ( روميه ٨ : ١٥ )  

روح الملائكة " سواء الملائكة الأبرار أو الأشرار " ( عبرانيين ١ : ١٤ ، مزمور ١٠٤ : ٤ ، مرقس٨ : ٢ وأعمال ١٩ : ١٢) 

الروح القدس والأسماء المضافة له
روح الله ( تكوين١ : ٢)
روحه أو روحى ( والضمير المتصل يعود على الله ) ( سفر العدد١١ : ١٧ ، ٢٥ إشعياء ٤٤ : ٣ ، زكريا ٤ : ٦  )
روح قدسه 
(  إشعياء ٦٣ : ١٠) 

الروح القدس ( أعمال ١ : ٨  ) 
روح الموعد القدوس ( أفسس ١ : ١٣) 
روح الحياة ( روميه٨ : ٢ ) 
روح المسيح ( روميه ٨ : ٩ ) 
روح التبنى ( روميه٨ : ١٥  ) 
الروح المعزى " روح الحق " ( يوحنا ١٤ : ٢٦  ) 

جوهره ( أصله وطبيعة تكوينه )
بكلمة واحده هى الـــــلــــــه
فهو الله المحيى كما يقول قانون الإيمان النيقاوى ، هو الله العامل فى العالم من نشأة الخليقة وقبلها أى منذ الأزل وحتى الآن وإلى الأبد 
كان فى الآب وقت الخليقة فعالآ يثبت وجود الله فى الكون بجملته وظل يقود رجال الله ويتحكم فيهم ليخبروا الناس بوصاياه وكان فى المسيح بحسب الجسد سببآ لولادته ووجوده الجسدى كله حيث يقول عنه الكتاب قبل ولادة المسيح  ( لوقا١ : ٣٥ ) " 
5فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. " .بل كانت كل حياته إنعكاسآ ملموسآ لفاعلية هذا الروح  ( كولوسى  ١ : ١٩ ) " لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ. وأعلن المسيح عن فكره عندما قال فى لوقا٤: ١٧ - ١٩  مكررآ نبوة النبى إشعياء عنه " 17فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِيهِ: 18«رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، 19وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ».فكل ذلك العمل منسوب سببه لروح الرب  الذى ميزه عن باقى البشر بكونه يملك كل الملء ملء الروح القدس فى كيانه تمامآ ، فهو :-
مسيح الله يبشر المساكين بقوة فاعلية هذا الروح فيه
يشفى منكسرى القلوب به
له سلطان لتحير أسرى الخطية
وأسرى العمى
وإعطاء صورة صادقة كاملة لفكر الله
ونادى بأن الله روح فى يوحنا ٤: ٢٤ " 
 24اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». 

أفكار بشرية وهرطقات حول الروح القدس 
أنكر مكدونيوس أقنومية الروح القدس بناء على عدم ذكر ذلك فى قانون مجمع نيقية  " بالحقيقة نؤمن بالله الآب ضابط الكل .....ألخ وبالإبن الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور نور من نور إله حق من إله حق .....ألخ
فانعقد مجمع القسطنطينية ٣٨١ م فأضاف " نعم نؤمن  بالروح القدس الرب المحيى المنبثق من الأب .
ثم أضيف التعبير من الآب والإبن فى مجمع توليدو٥٨٩ م بعد الإنشقاق الذى حدث فى مجمع خلقدونيه 
وقد ثار جدل كبير فى الكنيسة المسيحية بداية من القرن العشرين بسبب إنتشار الدراسات التى فتحت أذهان الباحثين بخصوص أقوال الآباء على مر القرون حول الروح القدس والجدير بالذكر أن أقوال هؤلاء ليست وحيآ إلهيآ ثابتآ بل لا تخلو فى كثير من المرات من مؤثرات بشرية تأثروا بها من خلال الفكر الفلسفى الذى كان منتشرآ فى مجتمعاتهم التى كانت تحتوى على العديد من الأفكار اللاهوتية لمختلف المدارس الفلسفية ، فاختلطت الفلسفة بالدين ونقلها آباء الكنيسة للكنيسة ، وكانت تلك الأفكار الدخيلة لا تستمر فى الكنيسة بل تأخذ فترة من الزمان ثم تتلاشى وتعود الكنيسة لبساطتها الأولى .
لكن الثورة الإعلامية التى حدثت فى القرن العشرين مكنت الكثيرين من رجال الفكر للعودة لتراث نسته الكنيسة لآباءها بعض هذه الأقوال كان من شأنها تدعيم الفكر التقليدى ( سواء كان هذا التوجه ينتمى لجوهر الفكر المسيحى عند الرب يسوع وأتباعه أو كان دخيل على هذا الفكر ووجد له مكانآ فى قلوب رجال الكنيسة ) ، إلى جانب أفكار أخرى تعتبر ناقدة للأفكار التى تتبناها الكنيسة التقليدية ( سواء لأن هذه الأفكار تنتمى للأصول الفكرية للمسيحية أو التى كانت ناشئة عن هرطقات ) ، وصارت الكنيسة بذلك تواجه تحديات ، تتطلب من القائمين عليها أن يقوموا بعمليات للتصحيح والغربلة التى لا تخلو من مخاطر ومشاحنات .

النفخة التى أخرجها رب المجد للتلاميذ
للتعبير عن روحه ( الروح القدس )

فى يوحنا 20 : 22 "  وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ:«اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ."
لقد اتفقنا منذ البداية على أن علاقة الرب يسوع بالروح اللقدس هى علاقة خاصة جدآ
١ - غيرمماثلة من حيث ملء الروح القدس له عن أى حالة من حالات البشر التى تسعى للملء ( راجع كولوسى ١ : ١٩ )
٢- ولا توجد علاقة إنسانية بالروح القدس تماثل علاقة الرب يسوع بالروح القدس ، سواء من قبل الولادة أوبالتملك الكلى فى كا ما يقوم به من أعمال تختص بملكوت الله كما تنبأ عنه النبى إشعياء فى إشعياء ٦١ : ١ - ٣  " 1رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. 2لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. 3لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ، لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ، غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيد " والتى  أكدها المسيح بنفسه فى لوقا ٤ : ١٧ - ١٩
٣- من بين الألقاب التى أُطلِقَت على الروح القدس ،  اللقب الذى أطلق على روح المسيح نفسه فى روميه ٨ : ٩ " 
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ." .
لدرجة أن الإيمان ذاته عندما يسكن فى قلوب المؤمنين يتم التعبير عنه بسكنى روح المسيح فى المؤمنين أو الروح القدس كما فى روميه ٨ : ١٠ " وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ.".
وواضح أن هناك فارق بين مانح الروح ( المسيح ) والممنوحة له الروح ( المؤمنين )

٤- لم يحدث أن حاول أحد من التلاميذ أو المؤمنين أن حاول أن يدَّعى أنه قادر على منح الروح لأحد ، لا بالجدال الفكرى ولا بالنفخة ولا حتى بوضع اليد
مع أنهم وضعوا أياديهم وقت الصلاة لأجل أن يقبل الله أن يمنح بعض الناس الروح القدس فالقوة كانت فى إستجابة الله لهذه الصلاة وليست فى أى عمل قاموا به لأنهم ليسوا هم المانحون ولأن الروح القدس هو عطية من الله وليس من البشر راجع أعمال ٨ : ١٧ "
 17حِينَئِذٍ وَضَعَا الأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ." ٥ - التعليم الكتابى يصرح بوضوح أن عطية الروح القدس تتوقف على رغبة الله فى منحه وليست رغبة البشر راجع كورنثوس الأولى ١٢ : ١١ " وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ." .
روميه ١٢ : ٣ " 
فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ."
٥-كانت الفخة التى من فم رب المجد هى روح المسيح أى الروح القدس لكن هذه النفخة لك يكن المقصود بها أن تسكن فيهم بل هى رمز لحدث آت يذكرهم به ألا وهو حلول الروح القدس عليهم ، فهو قد أوصاهم من قبل ألا يبرحوا أورشليح حتى ينالوا الروح القدس ، فالروح القدس هو روح المسيح الذى يبقى فى الكنيسة ( راجع أعمال ١ : ٤ : ٨ " 
وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، 5لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ». 6أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ:«يَارَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» 7فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، 8لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».
إنه الوجود المستمر لروحه الذى كان يعمل للأستنارة لمن ىدعاهم ويعرفهم ليقبلوا كلمته لأنه لا يستطيع أحد أن يأتى إليه ويؤمن به ما لم يكن هو الذى أعطاه أن يكون له هذا اليقين لذلك فقد سبق أن وعدهم بحلول الروح القدس روح الله روح الآب روح التبنى .......إلى آخر هذه المسميات فى يوحنا ١٦ : ٦ - ٨ " 
6
لكِنْ لأَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هذَا قَدْ مَلأَ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ. 7لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ:" لذلك فقد كان حلول الروح القدس هو الحدث الحقيقى الذى كان مرموز له بالنفخة ومتى حلَّ الحدث بطُل الرمز لذلك فإنى أقول لكل من ينفخ ليوهم الناس أنه يمنح الروح القدس :- 
إنك تظن أنك مثل المسيح الذى حل فيه ملء الروح جسديآ وهذا غير صحيح 
وتظن أن الهواء الخارج من فمك هو روح المسيح أو الروح القدس وذلك ليس صحيح فهو مع أقصى درجات التسامح هواء زفير صادر عن بشر فهو روح أو ريح بشرى نخشى أن يكون روح ضلال أو روح سبات أو روح عرافة ( وراجع الأسماء الأخرى التى تضاف لكلمة روح بخلاف روح الله الروح القدس ) . 
آراء غريبة أخرى حول الروح القدس
يتبع