الأحد، 1 أبريل 2012

إجابه لسؤال عن وجود الشيطان

يُرجع علماء المصريات أصل كلمة "إبليس" فى اللغة العربية إلى الإله "بيسو" أو "بيس" الفرعونى وهو إفريقى المنشأ ذو وجه أقرب للأسد مع لحية كثيفة وشعر غزير وذيل طويل وإعتقدوا أنه يحمى من الثعابين والأشباح وإعتبروه إلهآ للطرب والفرح والمتعة وحاميآ للأطفال والنساء عند الولادة ومن هنا نشأ لدى العرب فكرة أن كل مولود يمسه الشيطان
 http://www.youtube.com/watch?v=FfoARlaCrCQ  إستمتع بالترنيمة بالضغط على الرابط
مقدمة وتحليل لغوى


أرسل لى الأخ روبرت ميلاد سؤالآ عن الشيطان هل هو له وجود ؟
والواقع فأن الشيطان ككائن تتحدث عنه الديانات الحديثة كان معروفآ من قبل فى الديانات الوثنية والفرعونية فهناك الثنائية فى الديانة الزرادشتيه عن الخير والشر ، النور والظلمة .. ألخ وإله الشر "ست" عند الفراعنة و"بيسو"الذى يجلب المتعة من خلال العمل الشرير ، ولكن الأساس الدينى الذى نستطيع أن نعتد به كأصل لفكرة وجود الشيطان هو ما ورد ذكره فى التوراة .
ولأن التوراة مكتوبة باللغة العبرانية فإن التحليل اللغوى لكلمة " شَطَن"שטן العبرانية يعنى يحقد أو يعادى - خصم أو عدو ، وعندما تطلق الكلمة على شخص كلقب له שטן فهذا يعكس كونه خصمآ أو نقيضآ أما إذا أطلقت على الكائن الشرير השטן فهى تعنى إبليس أو الشيطان.
إلا أن الكلمة كذلك إستُخدِمِت للتعبير عن أمور أخرى لا تتصل بالألقاب أو الأسماء أو الصفات بل كانت الأصل فى فعل يشتكى ومنها يُشتَق المعنى "شكوى"  שטנה كما فى سفر عزرا ٤ : ٦  حيث يقول " 
6وَفِي مُلْكِ أَحَشْوِيرُوشَ، فِي ابْتِدَاءِ مُلْكِهِ، كَتَبُوا شَكْوَى عَلَى سُكَّانِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ."
وجاءت كأسم لأحد الآبار كما فى تكوين٢٦ : ٢١  "
ثُمَّ حَفَرُوا بِئْرًا أُخْرَى وَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا أَيْضًا، فَدَعَا اسْمَهَا «سِطْنَةَ»."
وجود الشيطان ١- إثبات وجوده من خلال مسمياته المختلفة الواردة فى الكتب المقدسة  
وجود الشيطان ثابت فى النص الكتابى للتعبير عن شخصية حقيقية لها فعل ووجود قبل خليقة الأيام الست وفى هذا يشير كاتب رسالة يهوذا عن أصل الشيطان وجنوده بقوله فى عدد 6 من رسالته بالقول " 
6وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ."
ومن ثَمَ فهو يشير إلى أصل الشيطان وجنوده بوصفهم من الملائكة فيما مضى ولكنهم وقعوا تحت العقاب لسقوطهم فى خطية العصيان ، وهو التفكير الذى ساد فى العصر المسيحى ولا يزال .
والكتاب المقدس يطلق عليه العديد من الأسماء والصفات 
فالشيطان بمعنى خصم ورد ذكره فى سفر أيوب١ : ٦ ، أخبار الأيام الأول ٢١ : ١ ومتى٤ : ١٠ .
وبمعنى القاذف أو المجَرِب أو المشتكى فى متى ٤ : ١ 
وبمعنى الشرير فى متى ٦ : ١٣ 
وبوصفه أبوليون أى المهلك أو أبدون أى الهلاك فى رؤيا ٩ : ١١ 
وبإسم بعلزبول ( وهو فى الأصل إسم للإله الذى كان يعبده سكان عقرون الفلسطينيون ) فى ملوك الثانى ١ : ٢ ومتى ١٢ : ٢٤ 
وبإسم بليعال فى كورنثوس الثانية ٦ : ١٥ 
وملاك الهاوية فى رؤيا ١٢ : ٣١ 
ورئيس سلطان الهواء فى أفسس ٢ : ٢ 
وبلقب " أسد زائر " فى بطرس الأولى ٥ : ٨ 
وبتعبير " الذى يخطىء من البدء " فى يوحنا الأولى ٣ : ٨ 
وبلقب " المشتكى " فى رؤيا ١٢ : ١٠ 
وبوصف " قتال الناس وكذاب " فى يوحنا ٨ : ٤٤ 
والحية فى كورنثوس الثانية ١١ : ٣ 
وبأسم الحية القديمة فى رؤيا ١٢ : ٩ 
وبأسم التنين العظيم فى رؤيا ١٢ : ٣ ، ٩ 
ووصفه ب " إله هذا العالم " فى كورنثوس الثانية ٤ : ٤ 
وقال عنه ان له سلطان الموت ( بمعنى يستطيع إضلال الناس حتى يموتوا روحيآ ) فى عبرانيين ٢ : ١٤ 
ولكن أشهر هذه المسميات هى "الشيطان" و "إبليس"
٢- إثبات وجوده من خلال عمله
ووجود الشيطان ثابت ليس فقط من مجرد تعدد مسمياته وورودها فى مواضع مختلفة من الكتاب المقدس ولكن للأسباب التالية :- 
١- أن الكتاب ينسب له أنه جرب آدم الأول بتشجيع حواء على التعدى على وصية الله  
راجع تكوين ٣ : ١٣ ، ١٤ 
فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.

وأنه كذلك حاول خداع المسيح بوصفه آدم الثانى  راجع متى ٤ : ١ - ١١ 
 
1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». 4فَأَجَابَ وَقَالَ:«مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، 6وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.
وأنه حاول أن يغربل التلاميذ مثل الحنطة ( تعبير عن الإمتحان الشديد ) راجع لوقا ٢٢ : ٣١ 
وَقَالَ الرَّبُّ:«سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! 

وأنه يجول كأسد زائر  ملتمسآ إبتلاع المؤمن راجع بطرس الأولى ٥ : ٨
 

8اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. 

وأنه يشتكى على المؤمنين ويضل العالم كله راجع رؤيا ١٢ : ٩ ، ١٠
 9فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.
 
وأنه منذ البدء كذاب وقتال للناس راجع يوحنا ٨ : ٤٤ 
44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَق، مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. 

وأن له مملكة مؤلفة من جنود فاعلين عاقلين يقصدون مقاومة ملكوت الله راجع متى ١٢ : ٢٥  ،٢٦
 25فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ. 26فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَانَ فَقَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟
 
وأنه سيدان فى اليوم الأخير وتتم معاقبته مع الأشرار الخطاة الهالكين راجع بطرس الثانية ٢ : ٤ 
 P PP P4Pلأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ،
 
P Pويهوذا ٦6وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ.
  ومتى ٢٥ : ٤١«ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، 
٢ - أنه شخصية تتمتع بالعقل وله شركاء مثله تحت إمرته وهوة السبب فى حدوث البصراع بين الخير والشر منذ البداية لتاريخ العالم وهو المرجع الأصلى لنشأة الديانات الوثنية وفى كتاب أيوب الذى يعود لزمن سابق على عصر موسى  يتحدث عن الشيطان كشخصية  تدعو إلى الشر وترغب فى صنعه خصوصآ للمؤمنين
لكن النصوص التى تتحدث فى أيوب عن تأثير الشيطان فى إيذاء الجسد ( أيوب ٢ : ٤ ، ٦ )
فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «جِلْدٌ بِجِلْدٍ، وَكُلُّ مَا لِلإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لأَجْلِ نَفْسِهِ. 5وَلكِنْ ابْسِطِ الآنَ يَدَكَ وَمَسَّ عَظْمَهُ وَلَحْمَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ». 6فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ».
ومن ذلك نستخلص ما يلى 
١- أنهم لا يستطيعوا أن يعملوا إلا بإذن الله 
٢- أن أعمالهم تتم وفقآ لنواميس طبيعية 
٣- أنهم لا يتمكنوا من إبطال حرية الإنسان فهوة مسئول تمامآ عن إختيار طريقهم 
د٠ق. جوزيف المنشاوى