الاثنين، 19 يوليو 2010

تاريخ ما أطلق عليه أسم الأسرار الكنسيه السبعة - مقدمة - الميرون


صورة توضح أهتمام الفرعونى بخلط المواد السائلة لأستخدامها للأغراض الدينية والطبية
مقدمة
تعريف بما يطلق عليه أسم الأسرار السبعة
ينقسم ما يطلق عليه أسم الأسرار السبعة ألى قسمين رئيسيين ،
القسم الأول :- هو فرائض ثابتة مارستها الكنيسة الأولى بأمر المسيح نفسه وتبعه التلاميذ والرسل والكنيسة من بعده 
القسم الثانى :- وهوعبارة عن مبادىء مستحدثة كان تأثير البيئة التى أحاطت بالمسيحية فى القرون الوسطى أثرها فى أيجادها ، بالأضافة لما تعرضت له الكنيسة من أحداث وما أستجد من مواقف تعرضت لها الكنيسة ورجالها من القادة
وقد تم أدماجهما معآ للأستفادة من رسوخ القسم الأول فى أذهان المؤمنين ، وكونه يتحدث عن فرائض ثابتة ، لأضفاء الشرعية على باقى ما أضيف من مبادىء فأطلقوا على الكل أسم الأسرار السبعة
ومن الجدير بالذكر أن الأسرار السبعة لم يكن لها وجود قبل المجمع الذى يطلق عليه أسم التريدنتينى ( المجمع التاسع عشر ) 1545 - 1563 فى المرسوم 11 الصادر فى تشرين الثانى 1563 وكان الرقم سبعة عبارة عن أقتراح قديم ل" بطرس لمبارد " أسقف " باريس "
الثلاثة الممارسات الكتابية التى أضيفت لما أطلق عليه أسرار
1 - فريضة المعمودية :- يقول المسيح فى متى 28 : 19 " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بأسم الآب والأبن والروح القدس " وقد مارس التلاميذ معمودية الوافدين على المسيحية كما فى أعمال 2 : 8 " توبوا وليعتمد كل واحد منكم على أسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس " وكذلك فعل التابعون من بعد مثل الرسل ورجال الكنيسة الأولون كما فى أعمال 16 : 33 " فأخذهما فى تلك الساعة من الليل وغسلهما ( بولس وسيلا بعد خروجهما من السجن بواسطة سجان فيلبى ) من الجراحات وأعتمد فى الحال هو والذين له أجمعون " 
فريضة العشاء الربانى :- لقد قام المسيح بنفسه برسم قواعد الممارسة وبالطبع كان حيآ فى وسطهم بالجسد فلا نفهم من قوله عن الجسد والدم ألا الرمز ولكنه أمر أتباعه بممارسة هذه الفريضة فى لوقا 22 : 19 " وأخذ خبزآ وشكر وكسر وأعطاهم قائلآ هذا هو جسدى الذى يبذل عنكم أصنعوا هذا لذكرى " وقد مارسه التلاميذ والتابعون كما فى كورنثوس الأولى 11 : 23 وما بعدها "لأننى تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضآ أن الرب يسوع فى الليلة التى أسلم فيها أخذ خبزآ وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى المكسور لأجلكم أصنعوا هذا لذكرى"
ونلاحظ أن كلآ من الفريضتين تحظيان بقبول كامل لدى كل مسيحى على مر التاريخ وحتى يومنا هذا رغم أختلاف الشكل والأجراءات الناتج عن أختلاف بين الثقافات المختلفة ، بالأضافة لبعض الأختلافات على تفسير بعض الرموز.
الممارسة الثالثة هى مسحة المرضى :- وكانت تتم بأحدى المادتين أما الزيت ، أو الخمر، أو كليهما معآ.
المثل الأول هو لأستخدام الزيت :- حيث نجد النص الشهير الذى يؤخذ بواسطة المتبعين لهذه الممارسة هو ما ورد فى رسالة يعقوب 5 : 14 " أمريض أحد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة ( ولم يقل " كهنة " وفى الأصل اليونانى " برسبيتيروس" لتأكيد هذه الترجمة ) ،  فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت بأسم الرب وصلاة الأيمان تشفى المريض والرب يقيمه ".
المثل الثانى هو لأستخدام الخمر :- وهو النص الذى يحوره البعض ويغيرون صياغته ( وهم فى كل عصر يفعلون هكذا حتى الآن مثلآ يدعون الآن أن المسيح قال " لا طلاق ألا لعلة الزنا " حتى يصلوا لأقناع المجتمع زورآ أن المسيحية تحرم الطلاق وهذا سيرد الحديث عنه فيما يسمى بسر الزيجة ، وهنا توجد فئة تغير الصياغة لتحليل شرب الخمر فيقولون " شرب قليل من الخمر يصلح المعده " ) مع أن النص يفيد الأستخدام الظاهرى وليس الشرب وهو موجود فى تيموثاوس الأولى 5 : 23 " لا تكن فيما بعد شراب ماء بل أستعمل قليلآ من الخمر لأجل معدتك وأسقامك الكثيرة "، وكان يستخدم كمطهر وبديلآ للعرق فى الحميات من الخارج  وهو على سبيل المسحة للعلاج.
المثل الثالث هو لأستخدام كلآ من الخمر والزيت معآ :- المثل المشهور الذى علم به المسيح الناس عن المحبة للقريبين والبعيدين وغرباء الجنس والمغايرين لنا فى الديانة حيث يقول عن السامرى الغريب الجنس فى لوقا 10 : 33 ، 34 " ولكن سامريآ مسافرآ جاء أليه (أى الى اليهودى المصاب ) ولما رآه تحنن فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتآ وخمرآ وأركبه على دابته وأتى به ألى فندق وأعتنى به " وهكذا نرى أن أستخدام الزيت والخمر كان فى الطب الشعبى فى ذلك الحين ، وقد طور الأطباء فى العصر الحديث تلك الدهانات الزيتية والمواد الكحولية المستخدمة فى العلاج الظاهرى فى صورة المراهم والسوائل التى يستخدم الكحول مذيبآ لها .
     

صورة توضح أماكن الرشم بزيت الميرون من كتاب القس  دوماديوس بباوى " المعانى الروحية للحركات الطقسية " مراجعة الأنبا سارافيم أسقف الأسماعيلية
                                      

                        مقدمة - المسحة فى العهد القديم
 ( لقد قمت بأستخدام الآيات الكتابية فى هذا البحث فى مواضعها الصحيحة، لأن لا الميرون ولا المعمودية كان لهما وجود فى العهد القديم ، ولكن بعض هذه الآيات أستند أليها أصحاب فكرة الميرون، لذلك كتبتها باللون الأزرق ووضعت رقمآ يشير للموضع الذى زيفه الميرونيون للوى ذراع النص ، وتعليق بدعتهم على شماعة نصوص كتابية لم يكن مقصودآ بها ما وصلوا ألى محاولة أثباته وعلى القارىء الحكم بنفسه)
لم تكن هناك "معمودية" فى العهد القديم بل كان هناك " ختان" فالمعمودية هى رمز الدخول ألى العهد فى المسيحية وأعلان بدخول الفرد ألى جماعة شعب الله كما كان الختان فى العهد القديم.
وعليه فقد كان جدير بمن يبحثون فى العهد القديم عما يرتبط بالمعمودية من شعائر أن يبحثوا عما كان يرتبط بالختان ، لكنهم لم يفعلوا ذلك بل بحثوا عن أجراء كان يخص الخاصة دون العامة مما يشير ألى بطلان أستنادهم.
ومع ذلك لم يخل العهد القديم من الرمز للمعمودية وهذا ما نجده فى كورنثوس الأولى 10 : 1، 2 " فأنى لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة وجميعهم اجتازوا البحر وجميعهم اعتمدوا لموسى فى السحابة وفى البحر"  وهذه الأشارة وغيرها خلت تمامآ من المسحة كأجراء تالى أو كأجراء لاحق على عكس ما ذهب أليه الطقسيون.
والجدير بالذكر كذلك أن المسحة لم تكن أجراءآ جديدآ أبتدعته الشريعة الموسوية بل كان معروفآ فيما قبل عند الشعوب المختلفة القديمة التى كانت تقيم فى المنطقة من كنعانيون وفلسطينيون وسكان ما بين النهرين ....ألخ بالأضافة لمصر الفرعونية .
فقد كان هناك طقس خاص يقام للفرعون الجديد بوصفه أبنآ ل " رع " ويقام بواسطة كهنة " رع " تستخدم فى هذا الطقس سوائل معينه للدهانات منها زيوت عطرية طيارة ذات رائحة طيبة كرمز لتمييز الفرعون عن سائر الشعب بل عن أفراد الأسرة الملكية ككل ولا يجب أن ننسى أن شعب بنى أسرائيل كانوا تحت قيادة موسى خارجين من أرض مصر بعدما أقاموا فيها ردحآ من الزمان لعدة أجيال خلت من قبل حادثة الخروج .
                      المسحة فى العهد القديم
كانت المسحة او الدهان بالزيوت تتم للأشخاص وللأشياء فى العهد القديم كدليل على التخصيص أو التقديس للشخص أو الشىء لله ومن أمثلة ذلك ما يلى :-
1- تقديس الأماكن والمواضع :-        فى سفر التكوين 28 :  18 " وبكر يعقوب فى الصباح وأخذ الحجر الذى وضعه تحت رأسه وأقامه عمودآ وصب  زيتآ على رأسه ( أى رأس العمود المقام ) " وهنا لم تكن الشريعة الموسوية بعد قد خرجت ألى الوجود، حيث أن" يعقوب " هو أبو الأسباط الذين أنحدر منهم "موسى بن عمرام" من سبط" لاوى" أبن" يعقوب "،  فليس المرجع الذى فكر فيه يعقوب وهو يصب الزيت يعود لعقيدة خاصة  ناشئة عند بنى أسرائيل من بعد بموجب الأعلان الألهى لموسى ، وأنما كانت من حصيلة ثقافته ، أو الحضارة التى كان ينتمى أليها وهى حضارة الفلسطينيون ، والكنعانيون ، وشعوب الأرض الذين أحتك بهم ، وتعامل معهم  ، بالأضافة لما ورثه عن والده ووالدته رفقة التى جلبت كذلك من أرض الرافدين بما يشير ألى شيوع هذا التقليد آنئذ بين شعوب الشرق الأوسط القدماء .
2- تقديس خيمة الأجتماع وأثاثها والكهنة اللاويين :- فى سفر الخروج 30 : 22 - 32 يقول " كلم الرب موسى قائلآ وأنت تأخذ لك 3أفخر الأطياب . مرآ قاطرآ خمسمائة شاقل ( وحدة موازين )، قرفة عطرة نصف ذلك مائتين وخمسين ( وحدةموازين تعادل نصف الكمية السابقة )، وقصب الذريرة مائتين وخمسين ، وسليخة خمسمائة بشاقل القدس ( وحدة الموازين الشائعة فى أستخدام القدس ) ، ومن زيت الزيتون هينآ ( وحدة مكاييل ) ، وتصنعه دهنآ مقدسآ للمسحة عطر عطارة صنعة العطار،دهنآ مقدسآ للمسحة يكون ، تمسح به خيمة الأجتماع وتابوت الشهادة والمائدة وكل آنيتها والمنارة وآنيتها ومذبح البخور ومذبح المحرقة وكل آنيته والمرحضة وقاعدتها وتقدسها فتكون قدس أقداس كل من مسها يكون مقدسآ ، وتمسح هرون وبنيه وتقدسهم ليكهنوا لى ( هذا هو هدف المسحة ) وتكلم بنى أسرائيل قائلآ يكون هذا لى دهنآ مقدسآ فى أجيالكم. على جسد أنسان لا يسكب وعلى مقاديره لا تصنعوا مثله عندكم . كل من ركب مثله ومن جعل منه على أجنبى يقطع من شعبه "
ومن الواضح أن هذا الدهن أو هذه المسحة كان هدفها التمييز بالتخصيص لتقديس الأشخاص أو الأثاث أو الخيمة نفسها ، ,ان الوسيلة المتبعة كانت أسلوب العطارة وهو نفس الأسلوب الذى أستخدمه التقليديون فيما بعد فى عمل زيت الميرون وبالرغم من أن هناك أشتراك فى بعض المواد المستخدمة فى كلتا الحالتين ألا انهما ( أى زيت المسحة بالمقارنة مع زيت الميرون ) مختلفان فى بقية التراكيب ، كما أنه من الملاحظ أن كل شىء أو أى شخص تم دهنه يصير سببآ لتقديس الآخرين  - ولو على نحو مؤقت - على عكس القداسة التى ينالها الممسوح فهى تظل حتى فناءه ، كما نلاحظ أن أستخدامها للبشر كان قاصرآ على طقس الكهنوت اللآوى وأن هناك تحذيرآ شديد اللهجة من أستخدامه لأى شخص آخر أو حتى سكبه على جسد أى أنسان آخر غير الكهنة اللاويين وخاصة الأجانب وتحذير شديد من محاولة تقليدها بواسطة أى أنسان سواء بالتركيب أو الأستخدام .
3- تقديس المجن ( من أدوات الحرب الدفاعية ) :- والمجن هو ترس كبير لحماية الجسم كله من ضربات سيوف الأعداء وكانوا يمسحونه عندما كانوا يدخلون حرب للدفاع عن أنفسهم ، ولا سيما وقد كانت البيئة آنذاك بيئة صحراوية تتنقل فيها الأمم سعيآ وراء العشب والماء، والحرب والغنائم ، والسلب والنهب ، مما نتج عنه الكثير من المشاحنات وكان مسح المجن وسيلة لأظهار قداسة تلك الحروب ( أما فى عصر المسيح فقد ألغى وأنهى الحروب تمامآ وعلم الناس أن يرفضوا أصلآ الحروب أو حتى الرد على العدوان ) فنجد من نصوص تلك الفترة فى صموئيل الثانى  1 : 21 " لأنه هناك طرح مجن الجبابرة مجن شاول بلا مسح بالدهن " وهى من مرثاة داود على موت شاول الملك ، ويشير داود ألى ان مجن شاول لم يكن مقدسآ .وفى أشعياء 21 : 5 " يرتبون المائدة يحرسون الحراسة يأكلون يشربون - قوموا أيها الرؤساء أمسحوا المجن " والمقصود بالمسح هنا هو جعل هذه المجن طاهرة مقدسة ، بفعل زيت المسحة ، لأن الحرب التى كان يشير اليها النبى فى ذلك الزمن من العهد القديم كانت حرب مقدسة، والدليل على ذلك نجده فى سفر التثنية عندما يقول عن ترتيبات مثل هذه الحرب فى تثنية 23 : 9 " أذا خرجت فى جيش على أعدائك فاحترز من كل شىء ردىء ( يقصد البعد عن النجس او التطهير ) ".
4- مسح أو تقديس الملوك وتقليدهم منصب الملك : -
القصة الرمزية المعروفة التى تشير ألى أن المسح بالزيت هو علامة التتويج للملك فى سفر القضاة 9 : 8،9 " مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكآ فقالت الزيتونة أملكى علينا ، فقالت الزيتونة أأترك دهنى الذى يكرمون بى الله والناس وأذهب لكى أملك على الأشجار ".
وفى سفر صموئيل الثانى 2 : 4 " وأتى رجال يهوذا ومسحوا هناك داود ملكآ على بيت يهوذا ".
وفى سفر ملوك الأول 19 : 16 ، 17 " فقال الرب أذهب راجعآ فى طريقك ألى برية دمشق وأدخل أمسح حزائيا ملكآ على آرام وأمسح ياهو بن نمشى ملكآ على أسرائيل وأمسح أليشع بن شافاط من آبل محولة نبيآ عوضآ عنك ".
ويتضح مما سبق أن المسح كان بمثابة أعلان للتتويج لتبوء مكانة الملك كما هو واضح أيضآ أن زيت المسحة المقدس الذى كان يستخدم فى تدشين خيمة الأجتماع وتقديس الكهنة ليس هو الزيت الذى كان يستخدم لأقامة الملوك للأسباب الأتية :-  أولآ :- لأن الرب أمر بعدم أستخدامه لأجنبى وهنا نجد ملك آرام أيضآ يمسح بالزيت.
ثانيآ :- لأن الذى كان يقوم بعمل المسحة شخص آخر غير المنوط لهم أستخدام زيت المسحة المقدس.
ثالثآ :-لأن فئة الملوك والأنبياء لم تكن من بين الفئات التى كان يسمح لها بأن تدهن بزيت المسحة المقدس ما لم يكن هناك أمر مباشر مخصوص من الرب للكاهن بأن يقوم بذلك ولم يكن أيليا كاهنآ ليستخدم هذه التركيبة المقدسة.
وبناء عليه فقد كان هناك أكثر من تركيبة لأكثر من ممارسة للمسح بما يفيد أن أستخدام الزيوت للأشارة ألى التأكيد على تولى شخص زمام وظيفة معينة كانت أمرآ شائعآ على المستوى الشعبى وليس كمجرد وصية خاصة بأجراءات تعبدية كانت تتم بأمر من الله  ولغرض عبادته .
رابعآ:- أن قبول حزائيل الأرامى لهذا التقليد يفيد شيوعه بين الأمم الأخرى غير شعب الله بما يشير ألى أن أصل هذا التقليد تراثى فولكلورى يعود للعرف الأجتماعى الذى ساد بين شعوب الشرق الأوسط .
وأهمية المسحة تتضح فيما يلى :- 
 أولآ :- أنها كانت تعتبر جريمة أن يستخدم أحدهم زيت المسحة المقدسة ( وهو غير زيت المسحة العادية الشائعة الأستخدام بين شعوب الأرض فى الشرق الأوسط ) لأغراضه الخاصة لأنه بهذه التركيبة قد صار مقدسآ أى مخصصآ للخدمة الدينية .
ثانيآ :- أن المسحة سواء كانت المسحة المخصصة للعبادة أو غيرها كانت بمثابة علآمة على السلطان الذى يقر به الشعب بالضرورة حيث أن تلك العلامة كانت شائعة فى عرف تلك المجتمعات القبلية ، وكمثال على ذلك ما هو مذكور فى سفر الملوك الثانى 9 : 11 - 13 عن حادثة ظنها أحد الملوك بأنها حادثة عابرة عندما مر عليه النبى ( الذى تصور هذا الملك قبل المناداة به ملكآ أن النبى لم يكن سوى رجل مخبول أو مجنون ) فبمجرد أن أعلن النبأ هتف الجميع ونادوا به ملكآ.
ثالثآ :- كانت نتيجة المسحة أن يصير لها من القوة بحيث تعطى القداسة للمسوح بها فيصبح العرف الأجتماعى بشأن قداسته مرتبط بالخضوع لله ذاته فيصبح له من الشخصية القانونية ما يؤهله لأكتساب حصانة لا تتوفر للأنسان العادى، راجع سفر الخروج 30 : 22 - 32 ( الذى سبق سرده ) وفى صموئيل ألأول 25 : 6 يقول داود عن شاول الملك المرفوض ما يلى  " فقال لرجاله حاشا لى من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدى مسيح الرب فأمد يدى أليه مسيح الرب هو ".
ومن الواضح فى المثال الأخير أن شاول كان قد حظى بالمسحة من يد الكاهن فكانت مسحته مسحة مقدسة بناء على أمر من الرب وهذا نجده فى صموئيل الأول 10 : 1 " فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على رأسه وقبله وقال . أليس لأن الرب قد مسحك  على ميراثه رئيسآ ". فقد كان أحيانآ يكون الملك بأمر من الله وبأستخدام الوسائل الشرعية لأجراء هذه المسحة كما فى مزمور 105 : 15 " قائلآ لا تمسوا مسحائى ولا تسيئوا لأنبيائى ". ومزمور 23 : 5 " مسحت بالدهن رأسى كأسى ريآ ". بينما أستخدم التعبير ذاته تدهن أو دهن أى مسح بالزيت فى صورة مجازية غير حقيقية كما فى مزمور 92 : 10 " وتنصب مثل البقر الوحشى قرنى . تدهنت بزيت طرى " وواضح أنه كان يتحدث عن الدهن بالزيوت العطرية المستخدمة كمواد للتجميل .
لقد كانت المسحة فى العهد القديم هى وسيلة رمزية تشير ألى التكليف بخدمة أو وظيفة من الله مصحوبة بعمل روحه كما فى صموئيل الأول 10 : 1 ، 9 ، 16 : 3 ، أشعياء 61 : 1 . وهذا هو المعنى الذى أنتقل ألى العهد الجديد كما سنرى.
                      المسحة فى العهد الجديد
فى الفترة التاريخية التى تقع بين العهدين القديم والجديد حدث الكثير من المستجدات على  المجتمع اليهودى فى فلسطين ، كانت سببآ فى تغير العادات والتقاليد أو تعديلها فلقد ربطت المصالح الأقتصادية بين اليهود الذين عادوا من السبى مع أمم أخرى تعرفوا عليها وأخذوا بعض عاداتهم وتبنوا بعض مظاهر الحضارة التى كانت ترتبط بهم وجاء الأستعمار الرومانى بقيادة الأسكندر الأكبرالذى بدأ غزواته وتكوين أمبراطوريته عام 336 قبل الميلاد وتوفى بعد أستكمالها عام323 قبل الميلاد وشملت أمبراطوريته كل بلاد الشرق التى كان جزء كبير منها خاضع للأمبراطورية الفارسية بالأضافة لبلاد الشام ومصر.
ومن كتابات المؤرخ الرومانى " بلينى "  نعرف أن شعوب الشرق فى ذلك الوقت كانوا يستخدمون الزيوت العطرية ويحتفظون بها فى قارورة مصنوعة من الألباستر محكمة الغلق، تتزايد قيمتها بالتخزين ، كما ذكر كيف كانت تلك الأعشاب المجلوبة من الهند مثل عشب " ناردوستاكيس جاتامانسى" وهو الذى أطلق عليه العبرانيون أختصارآ أسم " ناردين " الذى كان مرتبطآ ب " فاليريان " حيث كان يستورده من الهند .
وفى ذلك الوقت زادت كمية الدهانات التى تتخذ من المادة الزيتية والعطرية أساسآ فى تركيبها وتعددت أغراض أستخدامها ، فكان يوصى بأن يدهن الجلد بزيت الزيتون العادى بعد الأستحمام ، وكان يستخدم كعلاج للمساعدة فى جبر الكسور نتيجة الأصابة فى العظام والكدمات كما سبق أن تحدثنا عن مسحة المرضى بالأضافة لزيت المسحة المقدسة الذى يجمع بين زيت الزيتون وزيوت العطور ، وكذلك العطور والأطياب فى قاعدتها الأساسية .
 وأستخدم العبرانيون والرومانيون العطور حتى للموتى1 ( لوقا 19 : 38 - 40 " وجاء أيضآ نيقوديموس الذى آتى يسوع ليلآ وهو حامل نحو مئة منا ( وحدة مكاييل للسوائل ) فأخذا يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا " 2لوقا 23 : 56 " فرجعن وأعددن حنوطآ وأطيابآ  وفى السبت أسترحن حسب الوصية "( مع أن هذه الحنوط لم تستخدم ولكنهم قاموا بتحضيرها فقط ) وأطلق عليها العبرانيون أسم " بيستيكى" أى "طيب" كما فى مرقس 14 :3 " وفيما كان فى بيت عنيا فى بيت سمعان الأبرص وهو متكىء جاءت أمرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن . فكسرت القارورة وسكبته على رأسه "، يوحنا 12 : 3 " فأخذت مريم منا ( وحدة مكاييل ) من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمى يسوع ومسحت قدميه بشعرها فأمتلأ البيت من رائحة الطيب "  وهذه الكلمة تشير لكونه على شكل مادة سائلة أو أعشاب جافة .
ويعكس أنجيل متى 26 : 7 حالة أستخدام العطور للترحيب بالضيوف بينما يعكس تعقيب المسيح معنى التكفين كغرض لأستخدام هذه العطور " تقدمت أليه أمرأة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على رأسه وهو متكىء " عدد 13 " فأنها أذ سكبت هذا الطيب على جسدى أنما فعلت ذلك لأجل تكفينى "، لوقا 7 : 37 " وأذا أمرأة فى المدينة كانت خاطئة أذ علمت أنه متكىء فى بيت الفريسى جاءت بقارورة طيب "
ومما يؤكد وجود هذه المادة وأستخدامها أنها كانت تستخدم أساسآ لغرض دينى وهو مسحة الكهنة اللاويين ، ولكن فى العهد الجديد أشارت تعاليم الفريسيين على عدم أستخدام هذه المواد المعطرة أثناء الصيام لتأكيد معنى التذلل والأنسحاق .
فقد كانت عادة العبرانيين فى الأعياد أن يسكبوا من هذا الطيب على رؤوس الزائرين لهم معتقدين أن ذلك يجلب عليهم السروركما فى مزمور 133 : 2 " مثل الدهن الطيب النازل على اللحية لحية هرون النازل ألى طرف ثيابه " هذا المعنى أستمر أستخدامه فى العهد الجديد بحسب وصية المسيح لا بحسب وصايا الفريسيين كما فى متى 6 : 17 " وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك وأغسل وجهك "،وفى بعض الأحيان كانت مظاهر الترحيب تجمع بين أستخدام الزيت وأستخدام العطر كما فى لوقا 7 : 46 "بزيت لم تدهن رأسى . وأما هى فقد دهنت بالطيب رجلى ".
لقد أستندت الكنيسة فى العهد الجديد ألى ذلك التراث الذى تجمع لديها من فكر العهد القديم بالأضافة لما صار شائعآ فى الأستخدام فى هذا الزمان المبكر من تاريخ الكنيسة فمثلآ وجدت فى العهد القديم النصوص التى فى صموئيل الأول 10 : 1 " فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على رأسه وقبله وفال أليس لأن الرب قد مسحك على ميراثه أسرائيل " وعدد 9 " وكان عندما أدار كتفه لكى يذهب من عند صموئيل أن الله قد أعطاه قلبآ آخر وأتت جميع هذه الآيات فى ذلك اليوم "وهنا ربطت الكنيسة بين المسحة المقدسة التى كانت بواسطة رئيس الكهنة والتى كانت تستخدم لأقامة الملوك أو الكهنة بعملية التغيير هذ ه التى تحدث بفعل الروح القدس فى قلب المؤمن فأطلقت على همل الروح هذا أسم " المسحة " أو " مسحة القدوس " 
، 16 : 3 " وادع يسى ألى الذبيحة وأنا أعلمك ماذا تصنع وامسح لى الذى أقول لك عنه " وأرتباط المسحة هنا بقيادة الله للنبى كان مرتبط كذلك فى أذهان المؤمنين فى العهد الجديد بقيادة وعمل الروح القدس فى الكنيسة
، أشعياء 61 : 1 " روح الرب على لأنه مسحنى لأبشر المساكين أرسلنى لأعصب منكسرى القلب  لأنادى للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالأطلاق .هنا نجد رسالة الخدمة التى يقوم بها المسيح الذى تم فيه هذا القول بحسب تفسيره بنفسه له فى المجمع ، وصارت مرتبطة بالنشاط الكرازى بعمل الروح القدس فى الرسل والتلاميذ وخدام الرب فيما بعد .
زكريا 4 : 1 - 14 وهو أصحاح كامل يتحدث عن منارة ذات سبعة سرج مثل منارة خيمة الأجتماع أو الهيكل وعندها زيتونتان عن اليمين وعن اليسار، عندما يخرج حجر الزاوية ويهتف له الكل ، ويسأل زكريا الرب ماذا تكون الزيتونتان الماثلتين عن يمين وعن يسار المنارة فيجيبه بالقول "هما أبنا الزيت الواقفان عند سيد الأرض كلها" وفهمت الكنيسة معنى ذلك بأن تفسير هذا القول أنما ينطبق على كنيسة العهد القديم أى شعبه القديم وكنيسة العهد الجديد أى شعبه الجديد وما دام الزيتون كشجرة ترمز لكل من العهدين فهو دليل على النعمة وعمل الروح القدس المستديم حيث يرمز الزيت للبركة والنعمة بسبب ديمومته ومقاومته للتبخر .
وفى سفر الأعمال " يسوع الذى من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذى جال يصنع خيرآ ويشفى جميع المتسلط عليهم أبليس "
 والواضح أنه لم يمسح بزيت مادى حقيقى بل كما قال عن نفسه مستشهدآ بنبوة أشعياء أن روح الرب هو الذى قام بالمسح وليس من خلال مواد أرضية فانية حتى لو كانت زيتآ من الزيت المقدس الذى كان يقدس خيمة الأجتماع والكهنة ، وهنا يؤكد المعنى ويقول بصريح العبارة أنه مسح بالروح القدس والقوة.
فى رسالة يوحنا الأولى 2 : 20 ، 27  " وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شىء " ، وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة لكم أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شىء وهى حق وليست كذبآ كما علمتكم تثبتون قيه " وهنا نجد الأشارة واضحة لأن المسحة التى نالها المسيح بالروح القدس هى نفس المسحة التى من القدوس أيضآ والتى ينالها المؤمنين وكما أن المسحة التى كانت فى العهد القديم ثابتة فمسحة القدوس ثابتة وكما كانت تلهم الرجال الممسوحين بالمعرفة فالمعرفة أيضآ تكون من خلال الروح القدس دون وسائط مادية يوحنا 16 : 13 " وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم ألى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع  يتكلم به ويخبركم بأمور آتية "
هذا هو كلام التاريخ وكلام الكتاب فما الذى يقوله أصحاب مدرسة الميرون ؟
              ماذا يقول أصحاب مدرسة الميرون
الميرون هى كلمة مستعارة من اللغة اليونانية ومعناها " دهن أو طيب أى عطر" ويقولون أنه بديل لوضع اليد لحلول الروح القدس أعمال 8 : 14 - 19 " ولما سمع الرسل الذين فى أوروشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله أرسلوا أليهم بطرس ويوحنا اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكى يقبلوا الروح القدس لأنه لم يكن قد حل بعد على أحد منهم . غير أنهم كانوا معتمدين بأسم يسوع حينئذ وضعا الأيادى عليهم فقبلوا الروح القدس " ، أعمال 9 : 17 فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال أيها ألأخ شاول قد أرسلنى الرب يسوع الذى ظهر لك فى الطريق الذى جئت فيه لكى تبصر وتمتلى من الروح القدس " ، 19 : 5 - 7 " فلما سمعوا أعتمدوا بأسم الرب يسوع ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون وكان جميع الرجال نحو أثنى عشر " 
فالحديث عن وضع الأيادى غير مرتبط بمسحة كما هو ظاهر فى النص .
كما أن القول بأن المسحة هى البديل لمكانة الرسل وعوضآ عن وضع يدهم فهو زعم باطل فما معنى أطلاقهم ألفاظ الخلافة للرسل فى شخص أساقفتهم وما معنى الأدعاء بها أن كانت قد زالت ، وأضطرتهم لأستبدالها بما أطلق عليه الميرون.
وأذا كانت المجامع الكنسية المتعاقبة بعد أحداث هذه البدعة فى النصف الأول من القرن الرابع قد شددت على وجوب مسحة الميرون بعد المعمودية مباشرة ووصفت أستخدامها بعد المعمودية فى زمن مؤجل بالبدعة ( راجع قرارات المجمع القسطنطينى الأول الذى أقر ممارسة الميرون عام  ميلآدية فى عهد تيموثاوس أسقف الأسكندرية 381 ميلادية ) فهل معنى أجراء الرسل لهذه المسحة بعد حدوث المعمودية ( معمودية يوحنا الذى كان قد قتل من زمن) مخالفة لمبادىء هذا المجمع المصون المقدس؟؟؟
ومن الواضح من الشواهد التى أستندوا أليها أن حلول الروح القدس لم يكن وقفآ على وضع الايدى فى ذاتها وأنما على التعليم المصاحب الذى يتفوه به واضع اليد والصلاة ومواهب الروح القدس الظاهرة ( راجع شاهدهم الأخير ) .
ويقولون أن الآباء القديسون حفظوا الحنوط التى كفن بها جسد المخلص(1) وأذابوها مع الطيب الذى أحضرته النسوة (2) فى زيت الزيتون وصلوا عليه فى علية صهيون وصيروه دهنآ مقدسآ خاتمآ للمعمودية.
ويظهر من الشاهدين المستخدمين كشماعة لتعليق المعتقد عليهما أن النص الأول يتحدث عن عطر سائل قد تم أستنفاذه بدهن جسد المسيح ولا يمكن لأحد أستخلاصه منه بعد ذلك .
وان النص الخاص بالحنوط وهى مواد جامده لم يستخدم مطلقآ للمسيح لأنهم قبل أستخدامهم له وجدوه قد قام.
أذآ قصة حفظ هذه المواد هى قصة أسطورية لم ترد فى أى مرجع تاريخى غير مشبوب ، وتستحيل منطقيآ أستيعابها لكل ذى منطق سليم.
ويقول كاتب كتاب طقس الميرون والغلاليلاون فى عهد قداسة البابا المعظم شنوده الثالث . الناشر بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة الصفحة التاسعة " ولما حضر كاروز الديار المصرية مارمرقس ألى مصر ( الذى يصورونه خالى الوفاض عند مقابلته للأسكافى الذى صار خليفته بحسب روايتهم ) أحضر معه جانبآ من الحنوط  الطاهر وظل هذا القدر من الذخيرة المقدسة فى مصر حتى عهد البابا أثناسيوس الرسولى البابا العشرين من باباوات الأسكندرية الذى أعد ما يلزم من الأطياب التى أمر بها الله موسى رئيس الأنبياء ليصنع منها الدهن المقدس 3 ( وبمراجعة النص المذكور يتضح أنه على الزيت الخاص بمسحة التقديس لخيمة الأجتماع والآنية والكهنة . أرجع للنص لتعرف أحكامها ) وأتفق مع الآباء بطاركة كراسى رومية وأنطاكية والفسطنطينية ( وواضح من شهادتهم أنها من بين البدع المستحدثة فى كراسيهم وأن أتفاقهم كان على سبيل أضافة هذا البدعة لصميم العقيدة المسيحية )وتم تقديس الميرون بالأسكندرية بتلاوة أسفار العهد القديم والجديد ؟؟؟!!!! والصلاة لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليال وأدع البابا أثناسيوس الخميرة المقدسة التى لامست جسد المخلص فى القبر ( حسب الأسطورة المستحيلة التى أوردناها سابقآ ) وأرسل للآباء البطاركة جزء وافرآ من الميرون ونسخة العمل المقدس فتلقاه الآباء بأبتهاج ".
ونخلص من هذه القصة أولآ لم يكن هناك وجود لما أطلقوا عليه خميرة مقدسة لدى هؤلاء الأساقفة ألا أثناسيوس 
وهنا يأتى السؤال ما مصير المعتمدين فى هذه البلاد التى لم تكن تملك ما يطلق عليه أسم الخميرة المقدسة؟
ثم السوأل الثانى هو ما علاقة الحنوط الذى لم يلامس جسد المسيح مطلقآ فى هذه القضية ؟أن أفترضنا ( جدلآ)  أنه آل لمارمرقس بجسد المسيح وهو الشىء الذى لم يلامس جسد المسيح مطلقآ فى لوقا 24 : 1 ، 2 ، 3  " ثم فى أول الأسبوع أول الفجر أتين ( أى المريمات ) الى القبر حاملات الحنوط الذى أعددنه ومعهن أناس فوجدن الحجر مدحرجآ عن القبر فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع ".
  ثم ما علاقة قراءة أسفار الكتاب المقدس بهذا الطقس الجديد والكتاب المقدس نفسه يخلو من ذكره على وجه الأطلاق؟
ثم يستطرد الكاتب فيذكر أن المخطوطات القديمة تثبت أن الميرون المقدس قد تكرر عمله فى عهد الباباوات التالين ويورد ذكرهم وأقدم واحد فيهم هو البابا ( كما يطلقون عليه حديثآ أى فيما بعد ) ثاؤفيلس الثالث والعشرين أى بعد أثناسيوس بأسقفين عندما تم أستقرار هذه العقيدة .
ومن الواضح أن أثناسيوس هو مبتكر الميرون ولكن لم يستقر وجدان المصريين على قبوله ألا بعد أصرار الخلفاء فى أتباعه ومرور فترة من الزمن كانوا فيها يرددون أنه منذ أيام الرسل ( كذبآ ) يأتى ثاؤفيلس بعد وفاة أثنين من البطاركة بعد أثناسيوس ليدشن هذه العقيدة بأعادة طبخة الميرون على مثال ما فعل أثناسيوس بعده بزمن طويل .
كما نلاحظ عجز مؤيدى الميرون هؤلاء فى أيجاد أى سابق علي البابا ( كما صاروا يطلقون عليه ) الثالث والعشرين أن هناك من قام قبله بنفس العمل !!!؟؟؟
الملاحظ أن مرجعهم فى تكوين هذه الخلطة هو ما جاء فى خروج 30 : 22 الذى سبق الأشارة له وذكره .
وهذه التركيبة التى أمر الله موسى ألا يصنعها أحد غيره وبالتالى هرون ونسله 
كما أننا نلاحظ أن الأبتكار المصرى أضاف الكثير من المواد الأخرى المضافة لهذه التركيبة دون سند من الكتاب أو غيره.
بالأضافة لأن التركيبة الأصلية لم تكن تخص المعتمدين لأن المعمودية لم تكن فى العهد القديم ولأنها صارت بديلآ للختان وأن الختان يخلو من هذه المسحات.
المراجع : -
يصل عددها ألى 22 مرجع من أهم مراجع هذا الموضوع تاريخيآ وعقيديآ وكتابيآ وقد
 ورد ذكر بعضها عند الأقتباس أثناء السياق وهناك مراجع أخرى مثل :-
1-Kutsch, Salbung als Rechtsakim . A.T ( ZATW,Beiheft87), 1963
H.N.and A.L. Moldenke,"Plants of the Bible,PP.148f - 2
3-R.K. Harrison,M.Th.,Ph.D.D.,The Professor of the Old Testament , Wycliffe College, University of Toronto in his article " Ointment " in the New English Bible Dictionary,Interversity press , London ,1976.
4- J .A.Motyer, M.A.,B.D.,Principal of Trinity College, Bristol ., his article " Anointing " in the N.B.D ., London, 1976

أترك تعليقآ .       د.ق. جوزيف المنشاوى.

ليست هناك تعليقات: