الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

الخلاف بين المبادىء والشخصنة

الصورة توضح السنابل שִׁבֹּלֶת "شبولت" 


قضاة : 12 : 1 – 7
1وَاجْتَمَعَ رِجَالُ أَفْرَايِمَ وَعَبَرُوا إِلَى جِهَةِ الشِّمَالِ، وَقَالُوا لِيَفْتَاحَ: «لِمَاذَا عَبَرْتَ لِمُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ وَلَمْ تَدْعُنَا لِلذَّهَابِ مَعَكَ؟ نُحْرِقُ بَيْتَكَ عَلَيْكَ بِنَارٍ». 2فَقَالَ لَهُمْ يَفْتَاحُ: «صَاحِبَ خِصَامٍ شَدِيدٍ كُنْتُ أَنَا وَشَعْبِي مَعَ بَنِي عَمُّونَ، وَنَادَيْتُكُمْ فَلَمْ تُخَلِّصُونِي مِنْ يَدِهِمْ. 3وَلَمَّا رَأَيْتُ أَنَّكُمْ لاَ تُخَلِّصُونَ، وَضَعْتُ نَفْسِي فِي يَدِي وَعَبَرْتُ إِلَى بَنِي عَمُّونَ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِي. فَلِمَاذَا صَعِدْتُمْ عَلَيَّ الْيَوْمَ هذَا لِمُحَارَبَتِي؟».
4وَجَمَعَ يَفْتَاحُ كُلَّ رِجَالِ جِلْعَادَ وَحَارَبَ أَفْرَايِمَ، فَضَرَبَ رِجَالُ جِلْعَادَ أَفْرَايِمَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «أَنْتُمْ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ. جِلْعَادُ بَيْنَ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى». 5فَأَخَذَ الْجِلْعَادِيُّونَ مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ لأَفْرَايِمَ. وَكَانَ إِذْ قَالَ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ: «دَعُونِي أَعْبُرْ». كَانَ رِجَالُ جِلْعَادَ يَقُولُونَ لَهُ: «أَأَنْتَ أَفْرَايِمِيٌّ؟» فَإِنْ قَالَ: «لاَ» 6كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: «قُلْ إِذًا: شِبُّولَتْ» فَيَقُولُ: «سِبُّولَتْ» وَلَمْ يَتَحَفَّظْ لِلَّفْظِ بِحَقّ. فَكَانُوا يَأْخُذُونَهُ وَيَذْبَحُونَهُ عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ. فَسَقَطَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَفْرَايِمَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا. 7وَقَضَى يَفْتَاحُ لإِسْرَائِيلَ سِتَّ سِنِينٍ. وَمَاتَ يَفْتَاحُ الْجِلْعَادِيُّ وَدُفِنَ فِي إِحْدَى مُدُنِ جِلْعَادَ.
القصة بإختصار أن بنى عمون كانوا يضايقون بنى إسرائيل حتى تحرك يفتاح الجلعادى بصفته قاضى بنى إسرائيل ( فى عهد القضاة قبل أن يملك عليهم ملوك وكان القضاة هم الذين يحكمون) فقد كانت مسئوليته حماية الشعب أو بمعنى أصح إتخاذ القرار بإدارة شئون هذا الشعب .
ومن الواضح فى النص أنه أرسل لرجال أفرايم بخصوص شن حرب على هؤلاء ( راجع عدد 2 ) ولكنهم كانوا سلبيون ولم يجيبوه بشىء ، فتحرك هو وقام بحشد رجال الحرب للتخلص من مضايقات بنى عمون التى كانت تصيب فى الأساس الإفرايميين ، فكان من المفروض أن يحصل منهم على الشكر ، ولكن على العكس شعروا بإنتقاص فى كرامتهم لأنهم لم يتمكنوا من تخليص أنفسهم بل خلصهم رجال يفتاح !!!!!!!
وكانت هذه العقدة النفسية نوعآ من الشخصنة التى تحدث وسط شعب الله فى كل عصر من العصور .
وكان نتيجتها أنهم جيشوا حشودهم لمحاربة يفتاح نفسه !!!!! فلماذا يأخذ هو تلك الكرامة !! لعب عدو الخير فى رؤوسهم وأقنعهم أنهم هم الذين يستحقون هذا المجد وهذا الفضل فى هزيمة بنى عمون .
فلم يكن أمام يفتاح سوى الدفاع عن نفسه وعن جيشه فلاقاهم ، وكان بنو جلعاد ( عشيرة من عشائر بنى بنيامين أما أفرايم فكان عشيرة من عشائر نسل يوسف) ، وهزمهم .
لكنه لم يكتفِ بهزيمتهم ، بل شخصن الموقف هو الآخر فوقع فى فخ الشخصنة التى بدأ بها رجال أفرايم ، وإعتبر أن ردهم عليه وإرسلهم لطلائع قواتهم هو إساءة شخصية له ولجنوده من بنى بنيامين أى رجال جلعاد .( راجع النص)
الصورة توضح تخطيط رى الحقول على هيئة تفريعات للرى والتى كان يطلق عليها العبرانيون إسم 
שִׁבֹּלֶת "شبولت" أى السنبلة
5فَأَخَذَ الْجِلْعَادِيُّونَ مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ لأَفْرَايِمَ. وَكَانَ إِذْ قَالَ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ: «دَعُونِي أَعْبُرْ». كَانَ رِجَالُ جِلْعَادَ يَقُولُونَ لَهُ: «أَأَنْتَ أَفْرَايِمِيٌّ؟» فَإِنْ قَالَ: «لاَ» 6كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: «قُلْ إِذًا: شِبُّولَتْ» فَيَقُولُ: «سِبُّولَتْ» وَلَمْ يَتَحَفَّظْ لِلَّفْظِ بِحَقّ. فَكَانُوا يَأْخُذُونَهُ وَيَذْبَحُونَهُ عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ. فَسَقَطَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَفْرَايِمَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا.فقد كان الإفرايميون من أهل الشمال وكانوا يفضلون نطق حرف  שֶׁ  أنه سين مثلآ كما يقال يوروساليم بدل يوروشليم أو سلوم بدل شلوم بينما كان أهل الجنوب ومنهم البنيامينيون جميعآ ينطقون نفس الحرف على أساس أنه شين .
فكان نطق الهاربين من جحيم الحرب والذين كانوا يحاولون عبور مساقى الحقول والتى كان يصممها المزارعون على هيئة سنبله أى
שִׁבֹּלֶת "شبولت" لم يكن بنو إفرايم يسمونها هكذا بل يسمونها بحسب نطقهم "سبولت" وهذا النطق فضح من منهم من أهل أفرايم ومن منهم من الجلعادين ، فحدثت المأساة وقتل رجال بنيامين أو جلعاد من الإفرايميين إخوتهـــــــــم 42000 رجل ، الشخصنة كانت الشيطان الذى أدى لهذه الكارثة ، وهى نفس المأساة التى أدت لإنفصال مملكة الجنوب عن مملكة الشمال ، وهى التى أدت بهم إلى السبى ، فإحذروا الشخصنة ، ولتكن المبادىء وحدها هى التى نهتم بفحصها حتى يتبين لكل فرد فينا ما يناسبه من تلك المبادىء ولكن بدون شخصنــــــــة .

الاثنين، 31 مارس 2014

تأملات فى الصوم المسيحى

صيام الأربعين
خدعوك فقالوا : صيام الأربعين هو كما صام المسيح
وصدقت الخدعة وإنطلت عليك لأنك تنظر للصيام بنظرة الإستهانة فقد حولوه عبر العصور إلى نوع من أنواع تغيير أصناف الطعام ليس إلا
وبذلك هان عليك أن لا ترى فى صيام الرب إعجاز ومعجزة ، فأنت تتصور الصيام الذى صامه أنه من صنف هذا التبديل فى الأطعمة فلم تفطن لحدوث معجزة هى معجزة صيام الرب يسوع أربعين نهارآ وأربعين ليلة ، ويقول الكتاب فى لوقا 4 : 1 ، 2 "
1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا."
فهو لم يأكل شيئآ مطلقآ طيلة فترة الصيام ، والإمتناع عن الطعام يؤدى للإحساس بالجوع لأن النعدة تكون خاوية تمامآ فلا خبز جاف أو حاف ولا شربة ماء ، ثم هو يصرح بصريح العبارة بقوله "
وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ "
الصيام فى اللغة هو الإمتناع عن الطعام والشراب مطلقآ لمدة زمنية معينة ، فالطعام الذى تتناوله بعد إستيقاظك من النوم ، سواء مباشرة أو بعد فترة زمنية هو: طعام الإفطار فما دمت قد أكلت فإنك لست بصائم ، هذا المعنى ليس فى اللغة العربية وحدها ، ولكن فى كل لغات العالم
breakfast طعام الإفطار = break= كسرتyour fasting  =صيامك
أيـــــآ كانت المادة التى تسببت فى كسر صيامك فهى إفطار
لكن معجزة صيام الرب يسوع أربعين نهارآ وأربعين ليلة ، ليست بالمعجزة الغير المسبوقة
فقد حدثت قبل ذلك عدة مرات بواسطة رجال الله الأتقياء ، لكن كان الله وراء كل تلك الحوادث ، بل أعطى لهؤلاء المقدرة على القيام بذلك لأجل هدف أسمى وهو تأييد رسالتهم أمام مجتمعاتهم بحدوث هذه المعجزة التى لا يتمكن أى إنسان عادى من الإتيان بها
فها هو "موسى" كليم الله
كان يكلم الله فى حوريب ........ ولكن !!!!!!!!!! لم يكن هناك من أفراد الشعب من يسمع الله معه
فكيف يصدق الشعب أن هناك قوة خارقة كانت تتعامل معه فى حوريب ؟؟
ولذلك يخبرنا فى سفر الخروج 34 : 27 ، 28 بما يلى : "
27وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ لِنَفْسِكَ هذِهِ الْكَلِمَاتِ، لأَنَّنِي بِحَسَبِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَكَ وَمَعَ إِسْرَائِيلَ». 28وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً. فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ."
كان صيامه هو من نفس نوع الصيام الذى صامه رب المجد " أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً"
لم يكن صومه بهدف تحقيق رغبته فى القيام بممارسة روحية فريدة ، ولكنه وجد نفسه مـــــُلتزمآ بالبقاء أمام الله وكان الوقت يمر عليه والله يمنحه الإستمرارية فى الحياة لكى يستخدمه الله أمام شعبه بوصفه رجلآ صاحب رسالة جاءته من الله ، والبرهان على ذلك إستمراره فى الحياة حتى نهاية هذه الفترة الأربعينية
ويفسر الرب يسوع للشيطان تلك القدرة الفائقة بقوله فى لوقا 4 : 4 "3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قِائِلاً:«مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ».
لقد حاول الشيطان أن يلقى بالوهم للشعب القديم بأن هناك طعامآ ما كان يتناوله أولئك العظماء الذين إستخدمهم الله ، حتى لو كان هذا الطعام ناتجآ من الحجارة .
لقد قام الشيطان بلوى ذراع الحقيقة من خلف النصوص الكتابية المقدسة تمامآ كما يفعل البعض عندما يبحثون عن ضالتهم لمحاولة إثبات أفكارهم البعيدة عن فكر الله ، فيبحثون عن آيات تتشابه ظاهريآ مع ما يقولون لمحاولة فرض أفكارهم البشرية ، فلقد قال الله على لسان "موسى" بلغة شعرية رقيقة سامية فى نشيده الوارد عن الأعمال المعجزية التى صنعها الله لشعبه أثناء عبوره لبرية سيناء فى سفر التثنية 32 : 13 ، 14 " 13أَرْكَبَهُ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ فَأَكَلَ ثِمَارَ الصَّحْرَاءِ، وَأَرْضَعَهُ عَسَلاً مِنْ حَجَرٍ، وَزَيْتًا مِنْ صَوَّانِ الصَّخْرِ، 14وَزُبْدَةَ بَقَرٍ وَلَبَنَ غَنَمٍ، مَعَ شَحْمِ خِرَافٍ وَكِبَاشٍ أَوْلاَدِ بَاشَانَ، وَتُيُوسٍ مَعَ دَسَمِ لُبِّ الْحِنْطَةِ، وَدَمَ الْعِنَبِ شَرِبْتَهُ خَمْرًا."
كان قصد موسى من خلال الوحى التعبير عن عظمة لطف الله وتدبيره لإحتياجات شعبه بحيث هيأ لهم خيرآ وفيرآ من خلال النباتات الصحراوية وعسل النحل الذى كان يأوى للمغائر فى الجبال ومادة البربوليس الزيتية التى يفرزها النحل لسد الشقوق الموجودة فى الصخور والتى تمنع الحشرات من التهجم على خلاياه ، وقد كانت ولا تزال مادة من مواد العلاج للكثير من الأمراض خاصة الأمراض الجلدية ، والزبدة الناتجة من البقر والغنم والزيوت الموجودة فى جنين القمح وهى من المواد الفعالة فى بناء الخلايا للأطفال والشيوخ على حدِ سواء ، بالإضافة لعصير العنب (دم العنب) وفوائده العظيمة
لقد كانت لغة المجاز والتشبيه والإستعارة واضحة فى إنتقاء المفردات اللغوية بوصف هذا النص من النصوص الشعرية ، ذات الطابع الرومانسى أحيانآ رغم أنها كانت وحيآ سابقآ على إبداعات الشعراء المحدثين أصحاب المدارس الرومانسية للشعر وكان ذلك حوالى عام 1550 ق.م على لسان "موسى "
فعوضآ عن تأمل المؤمن فى عظمة وجلال هذا الكلام الصادر عن الوحى ، فإن الشيطان يرتد به إلى الخلف حتى يكون هذا النص معبرآ عن صناعة الله لخبز (حرفى) من حجارة (حرفيه) .
الصيام هو ممارسة حقيقية فى حياة المؤمن أشار إليها الرب يسوع فى قوله لتلاميذ يوحنا بخصوص الصيام فى متى 9 : 14 – 17 "14حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ:«لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. 16لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْب عَتِيق، لأَنَّ الْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ الثَّوْبِ، فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 17وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعًا».

إذآ كان الرب يسوع لا يأمر تلاميذه بالصوم أثناء فترة وجوده معهم بالجسد ، وهذا هو ما دفع تلاميذ يوحنا لإنتقاده .
وكان رد الرب يسوع يفيد توقعه لصيامهم عندما يصعد إلى السموات من وسطهم
والواضح أن تكوين الكنيسة كمؤسسة متميزة ذات صفات فريدة وخاصة لم يحدث قبل إنشائها بعد حلول الروح القدس يوم الخمسين – أى بعد صعوده- إذآ كان الصيام من بين الأشياء التى إستجدت على تلاميذ الرب بعدما إنتهت فترة معايشتهم للرب يسوع جسديآ وبذلك كانوا يصومون بعدما إرتفع العريس عنهم
ولكن الرب يسوع يشرح الأمر تفصيلآ لتلاميذ يوحنا من خلال مثلين آخرين – ليس فقط بنو العرس الذين لا يصومون أثناء فترة إستعدادهم لإقامة حفل الزفاف – ولكن بمثلين آخرين
المثل الآخر هو : مثل الثوب العتيق المهترىء عندما يقوم أحدهم بترقيعه من خلال رقعة من قماش جديد  كثيف النسج ( الملء)  وهو بدون شك يشير إلى عهد قديم قريب للإنحلال ( راجع عبرانيين 8 :  )  10لأَنَّ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. 11وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ. 12لأَنِّي أَكُونُ صَفُوحًا عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». 13فَإِذْ قَالَ «جَدِيدًا» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ الاضْمِحْلاَلِ "
الثوب العتيق هو الذى شاخ الذى هو قريب من الإضمحلال – كما يقول فى العبرانيين – بينما الجديد لا يستند على تعاليم من البشر أو بواسطتهم ولكن نواميس مكتوبة فى قلب كل واحد منهم ، فهم لا يحتاجون من يعلمهم ، بل صارت شريعة الله معروفة تمامآ لكل فرد فيهم ، وهكذا فهم قادرون على إدراك الوقت المناسب للصوم على خلاف ذلك النوع من الصوم الذى كان تلاميذ يوحنا يمارسونه من خلال أوامر يوحنا المعمدان
أما المثل الآخير فهو : الخمر العتيقة والخمر الجديدة ، وهو مثل لازم جدآ لأن معناه يؤدى لفهم جانب آخر فى الصوم لا يعكسه المثل السابق عليه
فالخمر لأنها مادة كحولية ذائبة فى سائل به نسبة معينة من الماء قد حافظت على سلامتها فلم تفسد طالمى حافظت على مكوناتها الطبيعية ، وبذلك تكون الآنية التى كانوا يستخمونها لحفظ تلك الخمر فيها قد تم تطهيرها من خلال بقايا الخمر العتيقة فى مسامها فقد كان الماء يتسرب تدريجيآ من خلال ثقوب الآنية الفخارية "الزقاق" التى كانوا يستخدمونها فى ذلك الوقت وهو مختلط بالمادة الكحولية 
ولذلك فهى تختلف فى تركيزها عن الخمر الجديدة
فإذا تم وضع الخمر الجيدة فى نفس الإناء يبدآ الفساد فى الحلول على مكونات الخمر التى إختلطت ببقايا الخمر العتيقة وبدآ الماء الموجود فى مكوناتها وهو لا يحمل التركيز الشديد للكحول ، والذى كان يمر من خلال نفس تلك المسام وبذلك يبدأ العفن يحل فى الإناء ثم يحل بالتالى بالخمر ، ولكن درجت العادة فى ذلك الوقت على إستخدام الخمر العتيق فى البداية أثناء حفلات العرس ، ذلك لأن لها طعم مـُـميز فاخر ، فإذا سكر المدعوين وطالبوا بالمزيد من الخمر ، فإن أصحاب العرس يأتون بالخمر الجديدة ليخلطوها بالبقية المتبقية من الخمر العتيقة لكى يتم شرابها بسرعة فى نفس الوقت قبل أن تفسد
فالمثل الآخير يتميز بأنه يضيف لعتصر مناسبة التوقيت للخلط بين ما هو قديم وما هو جديد لزمن معين ، يضيف عنصر آخر وهو إمكانية إفساد التعاليم الخاصة بالعهد الجديد عند وضعها فى إناء (قلب إنسان) تشبع بفكر العهد القديم
وهو بذلك لا يحرم ولا يجرم فكر العهد القديم ولكنه ينهى عن إستقبال فكر العهد الجديد بمنطق من تقبلوا فكر العهد القديم من قبل
فالممارسات التعبدية فى العهد القديم كانت صالحة تمامآ لشعب العهد القديم ومن بين تلك الممارسات كان الصيام ، وكانت تلك الممارسات تؤدى مهمتها بكفاءة فى زمنها ، ولكن فى العهد الجديد لا يجب أن يتعبد المؤمنين فيه من خلال نفس المنطلق الذى كان سائدآ لدى أفراد شعب العهد القديم
فقد حررنا الإبن وبالحقيقة صرنا أحرارآ لسنا نتعبد له كعبيد بل أبناء ، وليس من خلال بشر آخرين ، بل نتعامل معه مباشرة فقد صار الله أبآ لنا ولا نصوم ذلك الصوم ( الذى ينتج عن الزقاق العتيق) الذى إنتقده إشعياء فى نبوته 58 : 1 – 12 1«نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُمْسِكْ. اِرْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوق وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ، وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. 2وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا، وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرًّا، وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ. 3يَقُولُونَ: لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟ هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً، وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. 4هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ، وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ. 5أَمِثْلُ هذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْمًا يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ، يُحْنِي كَالأَسَلَةِ رَأْسَهُ، وَيْفْرُشُ تَحْتَهُ مِسْحًا وَرَمَادًا. هَلْ تُسَمِّي هذَا صَوْمًا وَيَوْمًا مَقْبُولاً لِلرَّبِّ؟ 6أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. 7أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ.
8«حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. 9حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ 10وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. 11وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. 12وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى.
الصوم فى المسيحية
دأب الكتبة والفريسيون فى زمن المسيح على المبالغة فى مظاهر التقشف فى أوقات الصيام ( كانوا يصومون يومين إسبوعيآ ) وكانوا يعتبرون هذه المظاهر المتقشفة هى من ضمن متطلبات الصوم ، وفى الواقع فإنهم كانوا يصطنعونها لإعلان أنهم فى حالة صيام حتى ينظر إليهم الناس بإحترام بإعتبارهم أتقياء
وقد عالج الرب يسوع هذا التقليد السىء الذى أضافه هؤلاء على الشريعة الموسوية دون مقتضى وذلك فى عظته على الجبل حيث قال فى متى 6 : 16 – 18 "
16«وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. 17وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، 18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً."
ونلاحظ فى هذا النص قوله " وَمَتَى صُمْتُمْ " ومعنى ذلك أن الرب يسوع لا يمنع الصيام ولا يحاربه ، لكنه ينتقد بعض الممارسات التى كان يمارسها بعض الصائمين فى أيامه وقد أطلق عليهم لقب " المرائين" وقد كانوا من الكتبة والفريسيين . لأنه يخاطبهم مثلآ فى متى 23 : 27 ، 28 "  27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا "
كانوا يطلبون من وراء تظاهرهم بالصوم ( أو) حتى لو كان بعض الخلصين منهم يصومون فعلآ ، لكن المظهر الذى كانوا يتكلفون (يبالغون فى تظاهرهم ) أن ينالوا إستحسان الناس (على الأقل) لكى يمدحهم البشر
ولنا فى الصوم بحسب فكر العهد الجديد تعليق هو :
أن الرب يسوع وسائر تلامذته ورسله المكرمين ذكروا كلمة صلوا – صلاة إلى آخر مشتقات هذه الكلمة كثيرآ للحديث عن الصلاة ، ولكنهم وكان الرب يسوع على رأسهم لم يذكر أى مرة كلمة صوم أو إحدى مشتقاتها بدون ذكر كلمة صلاة أو إحدى مشتقاتها
فالصوم ( وهكذا فهمت الكنيسة الأولى) لا ينفصل عن الصلاة
حتى فى عصورتنظيم العبادة فى زمن العصور الوسطى للكنيسة المسيحية شرعوا تنظيم العبادة فى كل أيام نظموه للصيام
الصوم إذآ هو حالة من الإستغراق فى الصلاة والعلاقة مع الله ، هذه الحالة هى التى تستدعى الفرد للإمتناع عن الطعام لأنه يجد لديه أهمية خاصة شخصية أو كنسية تستدعى التفرغ فى الصلاة والعبادة
وهكذا ينصح الرب يسوع تلاميذه عقب فشلهم فى إخراج أرواح شريرة  وإخراجه هو لهذه الأرواح عندما سألوه عن سر فشلهم فى مرقس 9 : 28 ، 29 " 28وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتًا سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَلَى انْفِرَادٍ:«لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 29فَقَالَ لَهُمْ:«هذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».
وحتى النص الذى يتحدث فيه عن الصوم فى عظته على الجبل ذكره فى معرض حديثه عن الصلاة فى متى 6 : 5 – 15
 د.ق.جوزيف المنشاوى




الأحد، 30 ديسمبر 2012

الميلاد حدث أسمى من منطق البشر

فيديو  إنجليزى we wish you a Merry Christmas  

الميلاد حدث عجيب وفقآ لمنطق الإنسان ، فقد تعود الإنسان توقع ولادة الأطفال من المرأة التى تزوجت أو تعاملت مع الرجل ، لأن المولود لا يمكن أن يولد بدون إتحاد إرادة المرأة مع إرادة الرجل ، لذلك كان أول من إلتفت لغرابة واقعة الميلاد العذراء القديسة مريم ذاتها ، عندما بشرها بالميلاد "جبرائيل" الملاك المُرسل من عند الله ، فها هى تقول له:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»
فيجيبها :
اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ
إنه إذآ حدث فريد عجيب فوق منطق البشر ، لكن الله عودنا من خلال تعامله مع شعبه - عبر التاريخ الطويل من معاملاته مع الإنسان - بداية من خليقته وحتى يومنا هذا ، أنَّه يقوم بعمل عجيب عظيم دائمآ فى نفس الوقت الذى يعجز فيه منطقنا وفهمنا وإدراكنا على فهم طبيعة ما يعمله الله .
فلم تكن خليقة الإنسان الأول من التراب خاضعة لفهم أو منطق الإنسان .
ولم تكن هداية إبراهيم النبى جَدُّ الأنبياء من الأمور العاديه.
ولا كان يوسف فى الجُبِّ ثم فى السجن نتيجة منطقية لسلوكه.
ولا كان الشعب المستعبد تحت سلطة فرعون قاسى لها مبررات وربما كان بعضهم يتسائل لماذا سمح الله بكل هذا لشعبه.
لكن الله كان جديرآ بتشكيل آدم كمخلوق عاقل ، وكان خليلآ لإبراهيم ، وكان واهبآ ليوسف مكانة سامية ، لم يكن أحد من البشر يظنها غيره ، وكان خروج الشعب عبر بحر سوف ( الأحمر حاليآ) ، وكانت عبوديتهم وتسخيرهم فى صناعة الطوب اللبن سببآ لرقيهم لبناء حضارة لم يكن أجدادهم وآبائهم مؤهلين لها ، فقد كانوا يسكنون الخيام ، ولكن بعد العبودية تعلموا فنون البناء بل وكتابة لغتهم بخط بدائى ( بروتو كنعانى) بدلآ من كون لغة أسلافهم لغة منطوقة غير مكتوبه ، فكتب موسى بتلك الأحرف التوراة وتعلم كل حكمة المصريين .
هناك إذآ عمل إلهى عظيم يكمن وراء تلك الأمور التى لا يستطيع البشر إخضاعها لمنطقهم .
ولد المسيح بعد أن صار التاريخ مهيئآ للحظة ميلاده فالإستعمار الرومانى الذى لم ترغبه الشعوب بدأ بواسطة الإسكندر وخلفائه البطالمة والسلوقيين ، فى محاولة دمج ثقافات الشعوب الشرقية مع الحضارة اليونانية الغربية ، فتكونت اللغة الهيلينستية التى تمت ترجمة نبوات الأنبياء فى العهد القديم والتوراة إليها ، فكانت الترجمة السبعينية التى صارت مرجعآ لكل مثقفى العالم القديم عند محاولة تفهم جذور النبوات بخصوص ميلاد المسيح ، وصارت هذه اللغة فى ذات الوقت وسيلة يستخدمها كتبة الإنجيل وكل العهد الجديد بلغة يسهل تداولها فى كل أرجاء الإمبراطوريه ، وعزز الرومان حماية الطرق التى تؤدى لكافة البلاد لتأمين نقل الحاميات الرومانية من جند وعتاد فكانت طرقآ مؤهلة لإنتقال المبشرين بالمسيحية من بعد ، أولئك الذين لا يحملون سيفآ ولا سلاحآ بل خدمتهم أحداث التاريخ التى كان البشر لا يفضلونها ، وكانت لا تخضع لمنطق أهوائهم .
وكان الصراع الفكرى بين فرق اليهود وطوائفهم من فريسيين وهيروديسيين وصدوقيين وكتبة يعبر عن وصول الفكر اليهودى لمرحلة الحيرة والإرتباك والتشكك الذى أدى بهذه الفرق للتناحر ، كما أضافت الثقافة الهيلينيستية بما فيها من دمج للثقافات الشرقية كالبودية والكونفوشيوسية والزرادشتيه وغيرها مع الفكر اليهودى لينجم عنها جماعات تعتزل المجتمع وتسكن الصحارى كجماعة الأسينيين وغيرها ، ودخول معتقدات جديدة لفكر المجتمع اليهودى مثل عقيدة معمودية التوبة التى نادى بها يوحنا المعمدان وصارت من أهم الأسس فى الفكر المسيحى من بعد ، وكان المجتمع فى لهفة وسط حيرته وإرتباكه لوجود شخصية تضع النبوات التى بدأ فى التشكك منها فى إطارها السليم ، كانت شخصية المسيا الذى حدثتهم عنه النبوات ، فأين هو ؟.
كل تلك المقدمات التى كان يرفضها منطق المواطن اليهودى كان من ورائها عزم الله على تنفيذ خطته من خلال ميلاد المسيح.
ليس ذلك فقط بل نرى فى حادثة الميلاد عند حدوثها كثير من الأمور العجيبه
فها هو النجم الذى يقود المجوس !.
والمجوس هم من أتباع زرادشت !، فكيف تحولوا فجاءة لأول جماعة تبشر وتعلن ميلاد المسيح! ، ووصل تبشيرهم هذا إلى قصر هيرودس الملك الأدومى الذى كان يحكم اليهود بسلطة روما عندما ذهبوا إليه متسائلين 
:«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ»ومن خلال ذلك السؤال جمع هيرودس حكماء البلاد وحفظة الناموس وكتب الأنبياء ليحيل لهم هذا السؤال فأجابوه :«فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».
فحتى إجابتهم أفصحت عن نفس الغرابة التى يتبعها الله فوق منطق الإنسان لتنفيذ خطته بهذا العمل الفذ فبيت لحم قرية صغيرة وليست من الحواضر أو المدن الكبرى حيث يسكن الأغنياء والأقوياء فى تلك المدن الكبرى! .
والشىء الغريب الآخر الذى حدث فى القصر الهيرودسى بسبب  الميلاد هو خوف هيرودس الملك وكل أورشليم حاضرة أو عاصمة البلاد فى ذلك الوقت من الطفل الوليد!   
 فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ.
والأمر الغريب كذلك أن يواصل هؤلاء الرجال الأثرياء الذين عبرت هداياهم عن مقامهم إلى الطفل فى المزود وهو حجرة الخزين أو مخزن المواد التموينية فى بيت أسرة يوسف النجار! وعندما يصلون إلى هناك يسجدون له! ويقدمون له هداياهم بنفس البروتوكول الذى كان الزوار يتبعونه عند زيارة الملوك! 
وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.
والشىء الغريب كذلك كان إختيار الملائكة لنفر من البسطاء الذين يمتهنون مهنة الرعى ليبشرونهم بمولد المسيح ويرشدونهم لمكان مولده ! حتى يكونوا كذلك مثل الأغنياء الغرباء الذين سبقت وفادتهم له وزيارته 
وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ.فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ.
ميلاد عجيب حتى فى توقيته وكل الأحداث المصاحبة له والمكان المختار لحدوثه والأشخاص الذين تعاملوا معه .
وهكذا يكون عجيبآ فقد تنبأ عنه النبى إشعياء 
لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا.
وليست غرابة أحداث هذه الأيام التى نحياها فى بلادنا بعيدة عن توقعنا لعمل عجيب يصنعه الله يفوق كل تطلعاتنا .
كل عام وحضراتكم بخير 
د.ق. جوزيف 
المنشاوى  

الثلاثاء، 15 مايو 2012

الروح القدس


الروح القدس معنى الكلمه
الأصل العبرانى للكلمة هو רוּחַ קָדְשׁ ( رُواح قَديش )
والتعبير 
רוּחַ يمكن ترجمته هواء - نسيم - نَفَس - روح - نفس - عقل
وأما الأصل اليونانى هو 
τοῦ ἁγίου πνεύματος ( توه أجيو بنيوماتوس )
والتعبير 
πνεύματος
يمكن ترجمته هواء - نَفَس - روح - جوهر مبدأ عقلى 
والأرتباط بين معنى تعبير روح والتعبير العربى ريح لأن أصل الكلمتين هو واحد

الروح والأسماء المضافة له
إستخدم الكتاب المقدس فى عهديه القديم والجديد عدة أسماء كانت تضاف لكلمة روح بشكل عام وليس المقصود بها الروح القدس لكن الروح بمعنى الجوهر العقلى لمبدأ معين لتمييز دوره أو إبراز وظيفته مثال :- 
روح العر افه ( أعمال ١٦ : ١٦  )
روح الضلال ( يوحنا الأولى  ٤ : ٦  ، تيموثاوس الأولى٤ : ١ ) 
روح ضد المسيح ( يوحنا الأولى٤ : ٣  ) 
روح منكسره ( مزمور ٥١ : ١٧  ) 
روح الفشل تيموثاوس الثانية١ : ٧ ) 
روح سبات ( روميه ١١ : ٨ )
روح العبودية ( روميه ٨ : ١٥ )  

روح الملائكة " سواء الملائكة الأبرار أو الأشرار " ( عبرانيين ١ : ١٤ ، مزمور ١٠٤ : ٤ ، مرقس٨ : ٢ وأعمال ١٩ : ١٢) 

الروح القدس والأسماء المضافة له
روح الله ( تكوين١ : ٢)
روحه أو روحى ( والضمير المتصل يعود على الله ) ( سفر العدد١١ : ١٧ ، ٢٥ إشعياء ٤٤ : ٣ ، زكريا ٤ : ٦  )
روح قدسه 
(  إشعياء ٦٣ : ١٠) 

الروح القدس ( أعمال ١ : ٨  ) 
روح الموعد القدوس ( أفسس ١ : ١٣) 
روح الحياة ( روميه٨ : ٢ ) 
روح المسيح ( روميه ٨ : ٩ ) 
روح التبنى ( روميه٨ : ١٥  ) 
الروح المعزى " روح الحق " ( يوحنا ١٤ : ٢٦  ) 

جوهره ( أصله وطبيعة تكوينه )
بكلمة واحده هى الـــــلــــــه
فهو الله المحيى كما يقول قانون الإيمان النيقاوى ، هو الله العامل فى العالم من نشأة الخليقة وقبلها أى منذ الأزل وحتى الآن وإلى الأبد 
كان فى الآب وقت الخليقة فعالآ يثبت وجود الله فى الكون بجملته وظل يقود رجال الله ويتحكم فيهم ليخبروا الناس بوصاياه وكان فى المسيح بحسب الجسد سببآ لولادته ووجوده الجسدى كله حيث يقول عنه الكتاب قبل ولادة المسيح  ( لوقا١ : ٣٥ ) " 
5فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. " .بل كانت كل حياته إنعكاسآ ملموسآ لفاعلية هذا الروح  ( كولوسى  ١ : ١٩ ) " لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ. وأعلن المسيح عن فكره عندما قال فى لوقا٤: ١٧ - ١٩  مكررآ نبوة النبى إشعياء عنه " 17فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِيهِ: 18«رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، 19وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ».فكل ذلك العمل منسوب سببه لروح الرب  الذى ميزه عن باقى البشر بكونه يملك كل الملء ملء الروح القدس فى كيانه تمامآ ، فهو :-
مسيح الله يبشر المساكين بقوة فاعلية هذا الروح فيه
يشفى منكسرى القلوب به
له سلطان لتحير أسرى الخطية
وأسرى العمى
وإعطاء صورة صادقة كاملة لفكر الله
ونادى بأن الله روح فى يوحنا ٤: ٢٤ " 
 24اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». 

أفكار بشرية وهرطقات حول الروح القدس 
أنكر مكدونيوس أقنومية الروح القدس بناء على عدم ذكر ذلك فى قانون مجمع نيقية  " بالحقيقة نؤمن بالله الآب ضابط الكل .....ألخ وبالإبن الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور نور من نور إله حق من إله حق .....ألخ
فانعقد مجمع القسطنطينية ٣٨١ م فأضاف " نعم نؤمن  بالروح القدس الرب المحيى المنبثق من الأب .
ثم أضيف التعبير من الآب والإبن فى مجمع توليدو٥٨٩ م بعد الإنشقاق الذى حدث فى مجمع خلقدونيه 
وقد ثار جدل كبير فى الكنيسة المسيحية بداية من القرن العشرين بسبب إنتشار الدراسات التى فتحت أذهان الباحثين بخصوص أقوال الآباء على مر القرون حول الروح القدس والجدير بالذكر أن أقوال هؤلاء ليست وحيآ إلهيآ ثابتآ بل لا تخلو فى كثير من المرات من مؤثرات بشرية تأثروا بها من خلال الفكر الفلسفى الذى كان منتشرآ فى مجتمعاتهم التى كانت تحتوى على العديد من الأفكار اللاهوتية لمختلف المدارس الفلسفية ، فاختلطت الفلسفة بالدين ونقلها آباء الكنيسة للكنيسة ، وكانت تلك الأفكار الدخيلة لا تستمر فى الكنيسة بل تأخذ فترة من الزمان ثم تتلاشى وتعود الكنيسة لبساطتها الأولى .
لكن الثورة الإعلامية التى حدثت فى القرن العشرين مكنت الكثيرين من رجال الفكر للعودة لتراث نسته الكنيسة لآباءها بعض هذه الأقوال كان من شأنها تدعيم الفكر التقليدى ( سواء كان هذا التوجه ينتمى لجوهر الفكر المسيحى عند الرب يسوع وأتباعه أو كان دخيل على هذا الفكر ووجد له مكانآ فى قلوب رجال الكنيسة ) ، إلى جانب أفكار أخرى تعتبر ناقدة للأفكار التى تتبناها الكنيسة التقليدية ( سواء لأن هذه الأفكار تنتمى للأصول الفكرية للمسيحية أو التى كانت ناشئة عن هرطقات ) ، وصارت الكنيسة بذلك تواجه تحديات ، تتطلب من القائمين عليها أن يقوموا بعمليات للتصحيح والغربلة التى لا تخلو من مخاطر ومشاحنات .

النفخة التى أخرجها رب المجد للتلاميذ
للتعبير عن روحه ( الروح القدس )

فى يوحنا 20 : 22 "  وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ:«اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ."
لقد اتفقنا منذ البداية على أن علاقة الرب يسوع بالروح اللقدس هى علاقة خاصة جدآ
١ - غيرمماثلة من حيث ملء الروح القدس له عن أى حالة من حالات البشر التى تسعى للملء ( راجع كولوسى ١ : ١٩ )
٢- ولا توجد علاقة إنسانية بالروح القدس تماثل علاقة الرب يسوع بالروح القدس ، سواء من قبل الولادة أوبالتملك الكلى فى كا ما يقوم به من أعمال تختص بملكوت الله كما تنبأ عنه النبى إشعياء فى إشعياء ٦١ : ١ - ٣  " 1رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. 2لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. 3لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ، لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ، غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيد " والتى  أكدها المسيح بنفسه فى لوقا ٤ : ١٧ - ١٩
٣- من بين الألقاب التى أُطلِقَت على الروح القدس ،  اللقب الذى أطلق على روح المسيح نفسه فى روميه ٨ : ٩ " 
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ." .
لدرجة أن الإيمان ذاته عندما يسكن فى قلوب المؤمنين يتم التعبير عنه بسكنى روح المسيح فى المؤمنين أو الروح القدس كما فى روميه ٨ : ١٠ " وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ.".
وواضح أن هناك فارق بين مانح الروح ( المسيح ) والممنوحة له الروح ( المؤمنين )

٤- لم يحدث أن حاول أحد من التلاميذ أو المؤمنين أن حاول أن يدَّعى أنه قادر على منح الروح لأحد ، لا بالجدال الفكرى ولا بالنفخة ولا حتى بوضع اليد
مع أنهم وضعوا أياديهم وقت الصلاة لأجل أن يقبل الله أن يمنح بعض الناس الروح القدس فالقوة كانت فى إستجابة الله لهذه الصلاة وليست فى أى عمل قاموا به لأنهم ليسوا هم المانحون ولأن الروح القدس هو عطية من الله وليس من البشر راجع أعمال ٨ : ١٧ "
 17حِينَئِذٍ وَضَعَا الأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ." ٥ - التعليم الكتابى يصرح بوضوح أن عطية الروح القدس تتوقف على رغبة الله فى منحه وليست رغبة البشر راجع كورنثوس الأولى ١٢ : ١١ " وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ." .
روميه ١٢ : ٣ " 
فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ."
٥-كانت الفخة التى من فم رب المجد هى روح المسيح أى الروح القدس لكن هذه النفخة لك يكن المقصود بها أن تسكن فيهم بل هى رمز لحدث آت يذكرهم به ألا وهو حلول الروح القدس عليهم ، فهو قد أوصاهم من قبل ألا يبرحوا أورشليح حتى ينالوا الروح القدس ، فالروح القدس هو روح المسيح الذى يبقى فى الكنيسة ( راجع أعمال ١ : ٤ : ٨ " 
وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، 5لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ». 6أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ:«يَارَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» 7فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، 8لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».
إنه الوجود المستمر لروحه الذى كان يعمل للأستنارة لمن ىدعاهم ويعرفهم ليقبلوا كلمته لأنه لا يستطيع أحد أن يأتى إليه ويؤمن به ما لم يكن هو الذى أعطاه أن يكون له هذا اليقين لذلك فقد سبق أن وعدهم بحلول الروح القدس روح الله روح الآب روح التبنى .......إلى آخر هذه المسميات فى يوحنا ١٦ : ٦ - ٨ " 
6
لكِنْ لأَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هذَا قَدْ مَلأَ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ. 7لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ:" لذلك فقد كان حلول الروح القدس هو الحدث الحقيقى الذى كان مرموز له بالنفخة ومتى حلَّ الحدث بطُل الرمز لذلك فإنى أقول لكل من ينفخ ليوهم الناس أنه يمنح الروح القدس :- 
إنك تظن أنك مثل المسيح الذى حل فيه ملء الروح جسديآ وهذا غير صحيح 
وتظن أن الهواء الخارج من فمك هو روح المسيح أو الروح القدس وذلك ليس صحيح فهو مع أقصى درجات التسامح هواء زفير صادر عن بشر فهو روح أو ريح بشرى نخشى أن يكون روح ضلال أو روح سبات أو روح عرافة ( وراجع الأسماء الأخرى التى تضاف لكلمة روح بخلاف روح الله الروح القدس ) . 
آراء غريبة أخرى حول الروح القدس
يتبع 

كشف أثرى جديد بخصوص قيامة المسيح "لوح حجرى يرجع للقرن السابق على الميلاد"


من إيثان برونرتاريخ النشر: 6 يوليو 2008القدس 
- تم العثور على لوح حجرى طوله  ثلاثة أقدام به 87 سطر مخطوط مكتوب  بالعبرانية ويعتقد العلماء أنه يرجع للمدة السابقة مباشرة لولادة السيد المسيح .
 وقد أدى إلى حدوث ضجة في الأوساط التى تهتم بالعلوم الكتابية والأثرية، لا سيما وأنه قد تحدث عن المسيا الذي سيقوم من بين الأموات بعد ثلاثة أيام.
دومينيك بوتنر لصحيفة نيويورك تايمز
عندما إشترى " ديفيد جيسلسوهن
David Jeselsohn" هذا اللوح الحجرى القديم، كان لا يعلم  أهميته. ولكنه ظن أنه مجرد وصف يهودي مسيانى كان سائدآ  فى هذه الفترة ، إلا أنه من المتوقَع أن يسهم هذا اللوح في إعادة تقييم هذه الأحداث سواء لوجهة نظر الناس  أوالعلماء  ، اليهود منهم أو المسيحيين على حدِ سواء عن يسوع ، لأنه يذكر قصة موته وقيامته ، وبذلك لم تصبح تلك الرواية المذكورة فى الأناجيل  قصة جديدة أو فريدة فى نوعها ،  وإنما صارت جزءَ من التقاليد اليهودية التى كان معترفآ بها في ذلك الوقت .
 وجد هذا اللوح على الأرجح بالقرب من البحر الميت في الأردن ، ووفقا لبعض العلماء الذين عاينوه ودرسوه، يصفونه بأنه نموذجآ نادرآ مصنوعآ من حجر تمت الكتابة عليه بالحبر الذى كان مستخدمآ فى تلك الحقبة - وهو نفس مادة الحبر التى تم إستخدامها فى مخطوطات البحر الميت ، ولكنها مكتوبة هذه المرة على الحجر.
هى كتابة ، بدون حفر منتظمة فى عمودين منتظمين، على غرار الأعمدة التى تنقسم إليها صفحات  التوراة .
 ولكن الحجر كان قد تعرّض للكسِر، وتُمِصَت بعضآ من كلماته الموجودة فى نصه، مما يعنى أنه لا يزال هناك مجالآ مفتوحآ للجدل حول تلك الكلمات .
كما تم التأكد من صحته على نحو أكيد ، فالوارد فيه يساعدنا على فهم جذور المسيحية أثناء تلك الأزمة السياسية المدمرة التى واجهها اليهود في ذلك الوقت مما يزيد من أهميته .
وقال "دانييل بويارين
Daniel Boyarin"، أستاذ علم دراسات التلمود في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن هذا اللوح الحجرى هو جزء من مجموعة تمدنا بالمزيد من الأدلة لفهم الوحي  ، كما تمكننا من الفهم الأفضل ليسوع ، من خلال القراءة الدقيقة لتاريخ اليهود في عصره .
"قد يُسبب دراسة هذا اللوح نوعآ من الصدمة لبعض المسيحيين ، ربما  - لأن فيه ما يمثل تحديآ لبعض مكونات علم اللاهوت - ولكن فى الوقت ذاته سوف يؤدى هذا الكشف للشعور بالراحة لدى الناس العاديين ، لأن هذه الكتابات تُشَّكِلُ إنعكاسآ للفكر اليهودى التقليدي الذى كان منتشرآ فى ذلك الحين ".
إنَّ كافة القطع الأثرية التى تنتمى لهذه الفترة من كتابات يهودية بخصوص المسيا ، تنعكس أهميتها على عامة الناس ، وعلى أهل العلم فى المجتمع على حد سواء ، وتتعدد وتتعارض فى نفس الوقت آراء العلماء ، التى بحكم طبيعتها تثير بعض القلق حول إمكانية عدم مصداقية المحتويات الفكرية التى يحتويها هذا المخطوط أوإحتمال تزويره لأفكار كانت مطروحة فى زمانه  أو إحتمال عدم وجود أهمية تاريخية له ، وسوف يمضى  بعض الوقت - كما هو مُرَجَح - قبل أن تتمكن الدراسة  من تقييم هذا اللوح ، لكى يكون من المُحتَمل إسهامه فى إلقاء مزيد من الضوء  على تلك الفترة .
 فبعد مرور فترة بلغت حوالى   60 عاما بعد إكتشاف مخطوطات البحر الميت، وكانت هذه المدة من السنوات حافلة بالجدل ، الذى لا يزال قائمآ حتى الآن حول تلك المخطوطات  ومؤلفيها ، ومعانى محتوياتها .
وكانت عبارة عن مخطوطات وثائقية تم العثور عليها على هيئة لفائف،  في كهوف وادى قمران على الضفة الغربية للأردن ، وكانت تحتوي على بعض من المخطوطات - التى تمكنت من الإحتفاظ بسلامتها وصلاحيتها - على نسخ من الكتاب المقدس الذى تمت كتابته قبل القرن الأول الميلادي ، وقد إقتبست الكتب الرئيسية  الشائعة فى تلك الفترة والتى كانت من ضمن هذه المخطوطات من الكتب الرئيسية الموجودة في الكتاب المقدس ،  تلك المجموعة من اللفائف كانت تصف ألوانآ من  الممارسات وأنواعآ من المعتقدات لطائفة يهودية كانت معاصرة  ليسوع  ( تعليق للمعرب : هذه الطائفة كان إسمها الأسينين وهم يسكنون الصحراء فى مجتمع قريب من فكرة الرهبنة التى عرفها البوذيون فى بلاد الشرق ، وقد توصل الباحثون للتأكيد بأن مخطوطات البحر الميت كانت تخصهم ) .
وبذلك أعطتنا وصفآ لحالة ذلك المجتمع فى هذه الفترة من الزمان - وكانت حالته قيد الجدل حتى اليوم - فعلى سبيل المثال، فهناك سؤال يطرح نفسه وهو: هل كان الكاتب أو الكُتَّاب لذلك اللوح من بين  أعضاء نفس الطائفة أو الرهبنة التى قامت من قبل بكتابة مخطوطات وادى قمران ؟ ؟ 
لقد تم عقد مؤتمر بمناسبة مرور 60 عاما على اكتشاف مخطوطات وادى قمران  يوم الاحد الماضى في متحف اسرائيل في القدس، حيث تم عرض هذا اللوح الحجرى، وثار الجدل حول ما ذكره من قيامة للمسيح فى رأى أى باحث ناقد من المهتمين بتقييم الأثر ، وسوف يستمر هذا الجدل .
 فهذا اللوح الحجرى لم يتم إكتشافه حديثآ بل تم كشفه منذ حوالى عقد من الزمان وقد اشتراه أحد علماء الآثار من  تاجر أردنى للآثار ، وكان هذا العالم بالطبع من هواة جمع الأثار ، وهو من الاسرائيليين المقيمين بسويسرا ثم وضعه في منزله بزيوريخ .
 ولكنه بدأ فى الإهتمام  بفحصه بوصفه  باحثآ ، لهذا الأثر الموجود لديه عن كثب  منذ سنوات قليلة ، فكتب بحثآ فيه العام الماضي ، مما جذب أنظار بعض المهتمين بهذا النوع من الأبحاث إهتمامآ عالميآ ، حتى أصبح هناك الآن سلسلة من المقالات العلمية بخصوص ما هو مدون على الحجر، من المنتظر  أن تصدر منشورة في الأشهر المقبلة .
 ويقول " ديقيد جيسيلسوهن  
David Jeselsohn " وهو المالك لهذا الأثر "لم أتمكن من عمل شىء أكثرمما فعلته حتى الآن  منذ أن حصلت عليه" . " لم أكن أدرك مدى أهميته لهذه الدرجة حتى عرضته على " أدا ياردينى  Ada Yardeni"  وهى متخصصة فى  خطوط الكتابة العبرية، منذ بضع سنوات وهى التى قررت ما أسرت به إلىّ بقولها : " لقد حصلت على محتويات أغلب مخطوطات البحر الميت وهى مدونة على هذا الحجر،" ، بالإضافة لإحدى الرؤى  لنهاية العالم  المنسوبة للملاك جبرائيل بالإعتماد على نبوات العهد القديم لا سيما فى كتب  الأنبياءء دانيال، زكريا وحجي .
ولقد شاركت "السيدة ياردينى "العالم "بنيامين اليتسور" فى تحليل محتويات المكتوب على هذا الحجر ،  فقد كان خبيرآ في خطوط الكتابة العبرية، فأرجع تلك الخطوط للغة العبرانية التى كانت تكتب بهذا الشكل في عهد الملك هيرودس، والذي توفي عام  4 قبل الميلاد .
وقد نشر كليهما تحليله بخصوص تلك اللغة العبرية بما تتميز به من مواصفات فى علم  للتاريخ وعلم الآثار الإسرائيلية ، وكان   تحليلهما عبارة عن تحليلين طويلين بخصوص ذلك اللوح  الحجرى منذ أكثر من سنة مضت في "كاثدرا
Cathedra"، وقد توصلا لأن شكل الكتابة واللغة، والنص  يجعلها تؤرخ  بالقرن الأول قبل الميلاد في وقت متأخر وتحتوى على جدل قديم حول قيامة المسيا من الموت ، وقد تم عمل  فحص كيميائي بواسطة "يوفال غورين"، وهو أستاذ في علم الآثار في جامعة تل أبيب ومن المتخصصين في التحقق من التحف القديمة، وقام بنشر نتيجة تفاصيل فحصه فى  مجلة مراجعة البحوث " Peer review Journal ".
 وقال انه لا يوجد لديه أى سبب يدعو للشك في صحة أهمية هذا اللوح الحجرى أثريآ .
وكان في " كاثدرا
Cathedra" السيد  "إسرائيل كنوهل Israel Knohl " ، وهو أستاذ ناقد بدراسات الكتاب المقدس بالجامعة العبرية في القدس، وهو يقول " إننى سمعت لأول مرة عن اللوح الحجرى من السيدة ياردينى والسيد اليتسور  وهو الذى سمى هذا اللوح  باسم "رؤيا جبرائيل"، والسيد "كنوهل Knohl" هو صاحب هذه الفكرة فى تسميته بهذا الإسم ، عند حديثه عن هذا اللوح  في كتابه الذى  نشره في عام 2000 ، وقد أثبت بذلك أن  فكرة معاناة المسيا كانت مطروحة فى الفكر اليهودى قبل المسيح نفسه ، وتنتمى هذه الكتابات لنوع الأدب الربانى الخاص بالكتبة الربيين تعود لزمن مبكر ، مثلها مثل  مخطوطات البحر الميت. ولكن لم تؤثر نظريته فى علماء الكرستولوجيا ، ولم تلفت أنظارهم ، على النحو الذى كان يأمله ، ويرجع ذلك جزئيا انه ليس لديه أدلة من النصوص المذكورة قبل السيد المسيح .
ويقول عندما قرأت "رؤيا جبرائيل"، ، إعتقدت انه لا توجد هناك حاجة لنصوص مثل تلك لكى تدعم نظريته، وبذلك نشر وجهة نظره هذه في العدد الأخير من مجلة الدين "  
The Journal of Religion  " .
إنَّ محاولات السيد كنوهل
Knohl هى جزء من حركة علمية واسعة ، تركز على دراسة المناخ السياسي الذى كان سائدآ في أيام يسوع ، حتى تصل من خلاله لأهمية تفسير النصوص من خلال إدراك روح هذا العصر المسياني .
 فقد كان التمرد اليهودى الذى حدث بعد وفاة هيرودس ، حيث كانوا يسعون للتخلص من نير الإمبراطورية الرومانية التى كان يدعمها هذا الملك ، وهكذا كان بوفاة هيرودس أن تزايد الأمل فى نفوس اليهود للوصول إلى حلمهم فى الإستقلال لتحقيق الحلم المسيانى .
ويشرح السيد "كنوهل " مستعينآ بما هو مكتوب على هذا الحجر ، كيف تمكن اليهود من رسم صورة تجسد شكل المسيا ، ليكون رجلا يدعى " سمعان
Simon " وهو من تم قتله على يد قائد من قواد جيش "هيرودس"، وفقا ل "يوسيفوس  Josephus" ، المؤرخ الذى عاش في القرن الأول الميلادى .
فربما كان الكاتب لهذا اللوح ينتمى لأتباع سمعان هذا ، والسيد" كنوهل" يرى أن الكاتب يظن أن مقتل "سمعان" ( المعرب للتوضيح : هو سمعان المكابى الذى خاض مع المكابيين حروبآ مع الرومان المستعمرين ) كان يرمز لحالة من حالات معاناة المسيا للألم ، باعتبار تلك المعاناة من بين  الخطوات الضرورية لتحقيق الخلاص للوطن ،ويستدل بذلك بما ورد فى السطور 19 وحتى 21 من المكتوب على هذا اللوح -
حيث يقول  " في ثلاثة أيام سوف يعرف هذا الشر هزيمته بواسطة العدالة "- والسطور الأخرى التي تتحدث عن الدم والذبح الذى يؤدى لتحقيق العدالة فى النهاية  .وحتى يرفع السيد "كنوهل"  من أهمية ما هو مدون على هذا اللوح  ، فإنه يركز على ما ورد فى السطر ال 80، حيث يبدأ بوضوح بعبارة
ל. של.שית ימינ "L'shloshet " ( أى  )  ثلاثة أيام.
 ولكن الكلمة التالية خطها لم تتمكن قرائتها السيدة ياردينى والسيد اليتسور ،  ولكن السيد "كنوهل"، وهو خبير في لغة الكتاب المقدس والتلمود، يقول بأنها من المحتم تكون  الكلمة هى "
ה יה " " hayeh"، أو "حياه" . ولكن الهجاء غير عادي بالنسبة للعبرانية الحديثة ، بينما كان هذا الهجاء متناسبآ مع ما تعود عليه الذين كتبوا فى هذا العصر ، وهاتين هما أصعب كلمتين فى قرائتهما فى هذا النص .
 ويقول السيد "كنوهل" إنه إستطاع فك رموز هذه الكلمات ، فالسطر الذى يليه يقول : "في ثلاثة أيام يجب عليك أن تحيا، أنا، جبرائيل، الذى أأمر".
ومن بين تلك الكلمات الصعبة فى قرائتها "  من هو رئيس الملائكة الناطقة ؟ "   افيأتى فى السطر التالي قوله : "ها تسارين  
hasarin"، أى أمير الأمراء أو الأمير الأعظم .
ويعتبر كتاب دانيال، هو أحد أهم المصادر التى تحدثت عن الملاك "جبرائيل" ، فهو إذآ  "أمير الأمراء" المقصود أو المُشار إليه ، ويقول السيد "كنوهل"  إن تلك الكلمات المدونة على اللوح الحجرى ، تتحدث عن وفاة زعيم من اليهود  ولكنه سيقوم من الأموات بعد ثلاثة أيام .
كما يقول أيضا أن هناك إختلاف كبير بين وصف معاناة المسيا لللآم  التى عرفها اليهود فى ثقافتهم الكتابية وبين تلك المعاناة التى ترسمها هذه الكلمات للمسيا بوصفه سليلآ قويآ لداود الملك " . 
وهذا هو سر إختلاف وجهة نظر اليهود الأساسية فيما قبله المسيحيون عن المسيا بوصفه يسوع ، ويقول انه بينما يجلس هو في مكتبه في معهد "شالوم هارتمان" في القدس فهناك زميل أقدم منه ، هو "يحزقيل كوفمان"  أستاذ دراسات الكتاب المقدس في الجامعة العبرية وهو يتفق معه أن العقيدة بشأن القيامة بعد ثلاثة أيام من الموت كانت قد أُرسيت فى تلك الفترة قبل ميلاد المسيح . وهو يناقض ما وصلت إليه خلاصة كل المنح الدراسية التى قاموا بمناقشتها من قبل بخصوص العهد الجديد  تقريبا . فما تبناه السيد المسيح وأتباعه كان له أصول وأسس سبق إرساؤها ".
 وتقول السيدة ياردينى  أنها قد أُعجِبَت بهذه  القراءة واعتبرتها بالفعل من أصدق الإحتمالات لتلك الكلمات الغير مقروءةوذلك بحل لغز كلمة  
ה יה  "hayeh"، أو "الحياة".
 ولا يهم الجدل الدائر حول ما إذا كان المقصود بهذا النص محاولة التدليل أو البرهنة على أن " سمعان "  هو المسيا أم لا ، فهى مع ذلك تجعل من هذا الإفتراض فرض ضعيف الإحتمال .
بينما يقول "موشي بار آشر" ، رئيس الاكاديمية الاسرائيلية لللغة العبرانية وهو فى الوقت ذاته استاذ اللغة العبرية والآرامية في الجامعة العبرية ذاتها ، بأنه قد قضى وقتا طويلا في دراسة النص وتوصل للتأكد من أصليته ، وأصوله  التي يرجع تاريخها الى تاريخ لا يتجاوز القرن الأول السابق على الميلاد وسوف ينشر بحثآ له يتكون من 25 صفحة ورقة عن هذا اللوح الحجرى  في الأشهر المقبلة .
أما فيما يتعلق بإفتراض السيد "كنوهل " ، فإن السيد "بار آشر" يحترم وجهة النظر التى إقترحها ولكن بشىء من الحذر . ويقول "هناك مشكلة واحدة،" "فهناك فى بعض الأماكن الحيوية داخل النص هناك نقصان . وأنا أفهم ميل " كنوهل " إهتمامه بمحاولة معرفة وكشف تلك الأفكار السابقة على العهد المسيحى لمحاولة تفهمه ، ولكن هناك ما لا يقل عن  ثلاثة أسطر من النص تحتوى على كلمات أخرى مطموسة بالأضافة لكلمات أخرى تعتبر فى عداد المفقودين ".
 ويقول "موشيه أيدل" ، أستاذ الفكر اليهودي في الجامعة العبرية، إن كل جزء صغير دقيق فى هذه المخطوطة يحتاج لعشرات من المقالات والكتب لتفسيره والتعليق عليه ،بخصوص اللوح الحجرى الذى يُطلق عليه إسم   "رؤيا جبرائيل" وكذلك مع الأخذ فى الإعتبار تحليل السيد "كنوهل ". ويقول " إن لدينا هنا حجر حقيقي أصيل مع نص حقيقي أصلى وهذا هو أهم ما فى هذا الأمر .أما السيد " كنوهل " فيقول أنه ليس من المهم كثيرآ ما إذا كان كاتب هذا النص المكتوب على الحجر يقصد بأن يجعل من " سمعان " مسيا ، لكن المهم أنه أوضح وعبر عن وجود فكرة راسخة فى ذلك الوقت بأن المُخَلِصُ الذي يموت سوف يقوم بعد ثلاثة أيام وهذا هو الفكر الذى كان سائدآ فى زمن المسيح .
 ويلاحظ أنه في الانجيل، نجد يسوع يتوقع  الألم  والمعاناة ، وعلماء العهد الجديد يظن بعضهم أن تصور أتباع المسيح لهذه المعاناة تعود لزمن لاحق لزمن المسيح ه بسبب ظنهم عدم وجود مثل هذه الفكرة في عصره .
ولكن كان هناك لهذه الفكرة ولوح  "رؤيا جبرائيل"تبرهن على ذلك .
 ويقول " كنوهل " إنَّه كان عليه أن يضحى بحياته حتى الموت ليكون دمه علامة على الفداء وبذلك ينال اليهود الخلاص" " وهذا يدل على ابن يوسف (  تعليق للمعرب : التسمية التى أطلقها كنوهل اليهودى للمسيح ) . أنه رأى وأدرك ووعى تمامآ حتمية حدوث ذلك . مما يعطي العشاء الأخير معنى مختلف تماما . لفكرة الدم المبذول فهو ليس من أجل خطايا الناس ولكن لأجل تحقيق الخلاص لاسرائيل ".
د.ق.جوزيف المنشاوى

الأحد، 1 أبريل 2012

إجابه لسؤال عن وجود الشيطان

يُرجع علماء المصريات أصل كلمة "إبليس" فى اللغة العربية إلى الإله "بيسو" أو "بيس" الفرعونى وهو إفريقى المنشأ ذو وجه أقرب للأسد مع لحية كثيفة وشعر غزير وذيل طويل وإعتقدوا أنه يحمى من الثعابين والأشباح وإعتبروه إلهآ للطرب والفرح والمتعة وحاميآ للأطفال والنساء عند الولادة ومن هنا نشأ لدى العرب فكرة أن كل مولود يمسه الشيطان
 http://www.youtube.com/watch?v=FfoARlaCrCQ  إستمتع بالترنيمة بالضغط على الرابط
مقدمة وتحليل لغوى


أرسل لى الأخ روبرت ميلاد سؤالآ عن الشيطان هل هو له وجود ؟
والواقع فأن الشيطان ككائن تتحدث عنه الديانات الحديثة كان معروفآ من قبل فى الديانات الوثنية والفرعونية فهناك الثنائية فى الديانة الزرادشتيه عن الخير والشر ، النور والظلمة .. ألخ وإله الشر "ست" عند الفراعنة و"بيسو"الذى يجلب المتعة من خلال العمل الشرير ، ولكن الأساس الدينى الذى نستطيع أن نعتد به كأصل لفكرة وجود الشيطان هو ما ورد ذكره فى التوراة .
ولأن التوراة مكتوبة باللغة العبرانية فإن التحليل اللغوى لكلمة " شَطَن"שטן العبرانية يعنى يحقد أو يعادى - خصم أو عدو ، وعندما تطلق الكلمة على شخص كلقب له שטן فهذا يعكس كونه خصمآ أو نقيضآ أما إذا أطلقت على الكائن الشرير השטן فهى تعنى إبليس أو الشيطان.
إلا أن الكلمة كذلك إستُخدِمِت للتعبير عن أمور أخرى لا تتصل بالألقاب أو الأسماء أو الصفات بل كانت الأصل فى فعل يشتكى ومنها يُشتَق المعنى "شكوى"  שטנה كما فى سفر عزرا ٤ : ٦  حيث يقول " 
6وَفِي مُلْكِ أَحَشْوِيرُوشَ، فِي ابْتِدَاءِ مُلْكِهِ، كَتَبُوا شَكْوَى عَلَى سُكَّانِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ."
وجاءت كأسم لأحد الآبار كما فى تكوين٢٦ : ٢١  "
ثُمَّ حَفَرُوا بِئْرًا أُخْرَى وَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا أَيْضًا، فَدَعَا اسْمَهَا «سِطْنَةَ»."
وجود الشيطان ١- إثبات وجوده من خلال مسمياته المختلفة الواردة فى الكتب المقدسة  
وجود الشيطان ثابت فى النص الكتابى للتعبير عن شخصية حقيقية لها فعل ووجود قبل خليقة الأيام الست وفى هذا يشير كاتب رسالة يهوذا عن أصل الشيطان وجنوده بقوله فى عدد 6 من رسالته بالقول " 
6وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ."
ومن ثَمَ فهو يشير إلى أصل الشيطان وجنوده بوصفهم من الملائكة فيما مضى ولكنهم وقعوا تحت العقاب لسقوطهم فى خطية العصيان ، وهو التفكير الذى ساد فى العصر المسيحى ولا يزال .
والكتاب المقدس يطلق عليه العديد من الأسماء والصفات 
فالشيطان بمعنى خصم ورد ذكره فى سفر أيوب١ : ٦ ، أخبار الأيام الأول ٢١ : ١ ومتى٤ : ١٠ .
وبمعنى القاذف أو المجَرِب أو المشتكى فى متى ٤ : ١ 
وبمعنى الشرير فى متى ٦ : ١٣ 
وبوصفه أبوليون أى المهلك أو أبدون أى الهلاك فى رؤيا ٩ : ١١ 
وبإسم بعلزبول ( وهو فى الأصل إسم للإله الذى كان يعبده سكان عقرون الفلسطينيون ) فى ملوك الثانى ١ : ٢ ومتى ١٢ : ٢٤ 
وبإسم بليعال فى كورنثوس الثانية ٦ : ١٥ 
وملاك الهاوية فى رؤيا ١٢ : ٣١ 
ورئيس سلطان الهواء فى أفسس ٢ : ٢ 
وبلقب " أسد زائر " فى بطرس الأولى ٥ : ٨ 
وبتعبير " الذى يخطىء من البدء " فى يوحنا الأولى ٣ : ٨ 
وبلقب " المشتكى " فى رؤيا ١٢ : ١٠ 
وبوصف " قتال الناس وكذاب " فى يوحنا ٨ : ٤٤ 
والحية فى كورنثوس الثانية ١١ : ٣ 
وبأسم الحية القديمة فى رؤيا ١٢ : ٩ 
وبأسم التنين العظيم فى رؤيا ١٢ : ٣ ، ٩ 
ووصفه ب " إله هذا العالم " فى كورنثوس الثانية ٤ : ٤ 
وقال عنه ان له سلطان الموت ( بمعنى يستطيع إضلال الناس حتى يموتوا روحيآ ) فى عبرانيين ٢ : ١٤ 
ولكن أشهر هذه المسميات هى "الشيطان" و "إبليس"
٢- إثبات وجوده من خلال عمله
ووجود الشيطان ثابت ليس فقط من مجرد تعدد مسمياته وورودها فى مواضع مختلفة من الكتاب المقدس ولكن للأسباب التالية :- 
١- أن الكتاب ينسب له أنه جرب آدم الأول بتشجيع حواء على التعدى على وصية الله  
راجع تكوين ٣ : ١٣ ، ١٤ 
فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.

وأنه كذلك حاول خداع المسيح بوصفه آدم الثانى  راجع متى ٤ : ١ - ١١ 
 
1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». 4فَأَجَابَ وَقَالَ:«مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، 6وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.
وأنه حاول أن يغربل التلاميذ مثل الحنطة ( تعبير عن الإمتحان الشديد ) راجع لوقا ٢٢ : ٣١ 
وَقَالَ الرَّبُّ:«سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! 

وأنه يجول كأسد زائر  ملتمسآ إبتلاع المؤمن راجع بطرس الأولى ٥ : ٨
 

8اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. 

وأنه يشتكى على المؤمنين ويضل العالم كله راجع رؤيا ١٢ : ٩ ، ١٠
 9فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.
 
وأنه منذ البدء كذاب وقتال للناس راجع يوحنا ٨ : ٤٤ 
44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَق، مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. 

وأن له مملكة مؤلفة من جنود فاعلين عاقلين يقصدون مقاومة ملكوت الله راجع متى ١٢ : ٢٥  ،٢٦
 25فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ. 26فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَانَ فَقَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟
 
وأنه سيدان فى اليوم الأخير وتتم معاقبته مع الأشرار الخطاة الهالكين راجع بطرس الثانية ٢ : ٤ 
 P PP P4Pلأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ،
 
P Pويهوذا ٦6وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ.
  ومتى ٢٥ : ٤١«ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، 
٢ - أنه شخصية تتمتع بالعقل وله شركاء مثله تحت إمرته وهوة السبب فى حدوث البصراع بين الخير والشر منذ البداية لتاريخ العالم وهو المرجع الأصلى لنشأة الديانات الوثنية وفى كتاب أيوب الذى يعود لزمن سابق على عصر موسى  يتحدث عن الشيطان كشخصية  تدعو إلى الشر وترغب فى صنعه خصوصآ للمؤمنين
لكن النصوص التى تتحدث فى أيوب عن تأثير الشيطان فى إيذاء الجسد ( أيوب ٢ : ٤ ، ٦ )
فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «جِلْدٌ بِجِلْدٍ، وَكُلُّ مَا لِلإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لأَجْلِ نَفْسِهِ. 5وَلكِنْ ابْسِطِ الآنَ يَدَكَ وَمَسَّ عَظْمَهُ وَلَحْمَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ». 6فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ».
ومن ذلك نستخلص ما يلى 
١- أنهم لا يستطيعوا أن يعملوا إلا بإذن الله 
٢- أن أعمالهم تتم وفقآ لنواميس طبيعية 
٣- أنهم لا يتمكنوا من إبطال حرية الإنسان فهوة مسئول تمامآ عن إختيار طريقهم 
د٠ق. جوزيف المنشاوى