الثلاثاء، 15 مايو 2012

الروح القدس


الروح القدس معنى الكلمه
الأصل العبرانى للكلمة هو רוּחַ קָדְשׁ ( رُواح قَديش )
والتعبير 
רוּחַ يمكن ترجمته هواء - نسيم - نَفَس - روح - نفس - عقل
وأما الأصل اليونانى هو 
τοῦ ἁγίου πνεύματος ( توه أجيو بنيوماتوس )
والتعبير 
πνεύματος
يمكن ترجمته هواء - نَفَس - روح - جوهر مبدأ عقلى 
والأرتباط بين معنى تعبير روح والتعبير العربى ريح لأن أصل الكلمتين هو واحد

الروح والأسماء المضافة له
إستخدم الكتاب المقدس فى عهديه القديم والجديد عدة أسماء كانت تضاف لكلمة روح بشكل عام وليس المقصود بها الروح القدس لكن الروح بمعنى الجوهر العقلى لمبدأ معين لتمييز دوره أو إبراز وظيفته مثال :- 
روح العر افه ( أعمال ١٦ : ١٦  )
روح الضلال ( يوحنا الأولى  ٤ : ٦  ، تيموثاوس الأولى٤ : ١ ) 
روح ضد المسيح ( يوحنا الأولى٤ : ٣  ) 
روح منكسره ( مزمور ٥١ : ١٧  ) 
روح الفشل تيموثاوس الثانية١ : ٧ ) 
روح سبات ( روميه ١١ : ٨ )
روح العبودية ( روميه ٨ : ١٥ )  

روح الملائكة " سواء الملائكة الأبرار أو الأشرار " ( عبرانيين ١ : ١٤ ، مزمور ١٠٤ : ٤ ، مرقس٨ : ٢ وأعمال ١٩ : ١٢) 

الروح القدس والأسماء المضافة له
روح الله ( تكوين١ : ٢)
روحه أو روحى ( والضمير المتصل يعود على الله ) ( سفر العدد١١ : ١٧ ، ٢٥ إشعياء ٤٤ : ٣ ، زكريا ٤ : ٦  )
روح قدسه 
(  إشعياء ٦٣ : ١٠) 

الروح القدس ( أعمال ١ : ٨  ) 
روح الموعد القدوس ( أفسس ١ : ١٣) 
روح الحياة ( روميه٨ : ٢ ) 
روح المسيح ( روميه ٨ : ٩ ) 
روح التبنى ( روميه٨ : ١٥  ) 
الروح المعزى " روح الحق " ( يوحنا ١٤ : ٢٦  ) 

جوهره ( أصله وطبيعة تكوينه )
بكلمة واحده هى الـــــلــــــه
فهو الله المحيى كما يقول قانون الإيمان النيقاوى ، هو الله العامل فى العالم من نشأة الخليقة وقبلها أى منذ الأزل وحتى الآن وإلى الأبد 
كان فى الآب وقت الخليقة فعالآ يثبت وجود الله فى الكون بجملته وظل يقود رجال الله ويتحكم فيهم ليخبروا الناس بوصاياه وكان فى المسيح بحسب الجسد سببآ لولادته ووجوده الجسدى كله حيث يقول عنه الكتاب قبل ولادة المسيح  ( لوقا١ : ٣٥ ) " 
5فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. " .بل كانت كل حياته إنعكاسآ ملموسآ لفاعلية هذا الروح  ( كولوسى  ١ : ١٩ ) " لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ. وأعلن المسيح عن فكره عندما قال فى لوقا٤: ١٧ - ١٩  مكررآ نبوة النبى إشعياء عنه " 17فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِيهِ: 18«رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، 19وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ».فكل ذلك العمل منسوب سببه لروح الرب  الذى ميزه عن باقى البشر بكونه يملك كل الملء ملء الروح القدس فى كيانه تمامآ ، فهو :-
مسيح الله يبشر المساكين بقوة فاعلية هذا الروح فيه
يشفى منكسرى القلوب به
له سلطان لتحير أسرى الخطية
وأسرى العمى
وإعطاء صورة صادقة كاملة لفكر الله
ونادى بأن الله روح فى يوحنا ٤: ٢٤ " 
 24اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». 

أفكار بشرية وهرطقات حول الروح القدس 
أنكر مكدونيوس أقنومية الروح القدس بناء على عدم ذكر ذلك فى قانون مجمع نيقية  " بالحقيقة نؤمن بالله الآب ضابط الكل .....ألخ وبالإبن الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور نور من نور إله حق من إله حق .....ألخ
فانعقد مجمع القسطنطينية ٣٨١ م فأضاف " نعم نؤمن  بالروح القدس الرب المحيى المنبثق من الأب .
ثم أضيف التعبير من الآب والإبن فى مجمع توليدو٥٨٩ م بعد الإنشقاق الذى حدث فى مجمع خلقدونيه 
وقد ثار جدل كبير فى الكنيسة المسيحية بداية من القرن العشرين بسبب إنتشار الدراسات التى فتحت أذهان الباحثين بخصوص أقوال الآباء على مر القرون حول الروح القدس والجدير بالذكر أن أقوال هؤلاء ليست وحيآ إلهيآ ثابتآ بل لا تخلو فى كثير من المرات من مؤثرات بشرية تأثروا بها من خلال الفكر الفلسفى الذى كان منتشرآ فى مجتمعاتهم التى كانت تحتوى على العديد من الأفكار اللاهوتية لمختلف المدارس الفلسفية ، فاختلطت الفلسفة بالدين ونقلها آباء الكنيسة للكنيسة ، وكانت تلك الأفكار الدخيلة لا تستمر فى الكنيسة بل تأخذ فترة من الزمان ثم تتلاشى وتعود الكنيسة لبساطتها الأولى .
لكن الثورة الإعلامية التى حدثت فى القرن العشرين مكنت الكثيرين من رجال الفكر للعودة لتراث نسته الكنيسة لآباءها بعض هذه الأقوال كان من شأنها تدعيم الفكر التقليدى ( سواء كان هذا التوجه ينتمى لجوهر الفكر المسيحى عند الرب يسوع وأتباعه أو كان دخيل على هذا الفكر ووجد له مكانآ فى قلوب رجال الكنيسة ) ، إلى جانب أفكار أخرى تعتبر ناقدة للأفكار التى تتبناها الكنيسة التقليدية ( سواء لأن هذه الأفكار تنتمى للأصول الفكرية للمسيحية أو التى كانت ناشئة عن هرطقات ) ، وصارت الكنيسة بذلك تواجه تحديات ، تتطلب من القائمين عليها أن يقوموا بعمليات للتصحيح والغربلة التى لا تخلو من مخاطر ومشاحنات .

النفخة التى أخرجها رب المجد للتلاميذ
للتعبير عن روحه ( الروح القدس )

فى يوحنا 20 : 22 "  وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ:«اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ."
لقد اتفقنا منذ البداية على أن علاقة الرب يسوع بالروح اللقدس هى علاقة خاصة جدآ
١ - غيرمماثلة من حيث ملء الروح القدس له عن أى حالة من حالات البشر التى تسعى للملء ( راجع كولوسى ١ : ١٩ )
٢- ولا توجد علاقة إنسانية بالروح القدس تماثل علاقة الرب يسوع بالروح القدس ، سواء من قبل الولادة أوبالتملك الكلى فى كا ما يقوم به من أعمال تختص بملكوت الله كما تنبأ عنه النبى إشعياء فى إشعياء ٦١ : ١ - ٣  " 1رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. 2لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. 3لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ، لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ، غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيد " والتى  أكدها المسيح بنفسه فى لوقا ٤ : ١٧ - ١٩
٣- من بين الألقاب التى أُطلِقَت على الروح القدس ،  اللقب الذى أطلق على روح المسيح نفسه فى روميه ٨ : ٩ " 
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ." .
لدرجة أن الإيمان ذاته عندما يسكن فى قلوب المؤمنين يتم التعبير عنه بسكنى روح المسيح فى المؤمنين أو الروح القدس كما فى روميه ٨ : ١٠ " وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ.".
وواضح أن هناك فارق بين مانح الروح ( المسيح ) والممنوحة له الروح ( المؤمنين )

٤- لم يحدث أن حاول أحد من التلاميذ أو المؤمنين أن حاول أن يدَّعى أنه قادر على منح الروح لأحد ، لا بالجدال الفكرى ولا بالنفخة ولا حتى بوضع اليد
مع أنهم وضعوا أياديهم وقت الصلاة لأجل أن يقبل الله أن يمنح بعض الناس الروح القدس فالقوة كانت فى إستجابة الله لهذه الصلاة وليست فى أى عمل قاموا به لأنهم ليسوا هم المانحون ولأن الروح القدس هو عطية من الله وليس من البشر راجع أعمال ٨ : ١٧ "
 17حِينَئِذٍ وَضَعَا الأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ." ٥ - التعليم الكتابى يصرح بوضوح أن عطية الروح القدس تتوقف على رغبة الله فى منحه وليست رغبة البشر راجع كورنثوس الأولى ١٢ : ١١ " وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ." .
روميه ١٢ : ٣ " 
فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ."
٥-كانت الفخة التى من فم رب المجد هى روح المسيح أى الروح القدس لكن هذه النفخة لك يكن المقصود بها أن تسكن فيهم بل هى رمز لحدث آت يذكرهم به ألا وهو حلول الروح القدس عليهم ، فهو قد أوصاهم من قبل ألا يبرحوا أورشليح حتى ينالوا الروح القدس ، فالروح القدس هو روح المسيح الذى يبقى فى الكنيسة ( راجع أعمال ١ : ٤ : ٨ " 
وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، 5لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ». 6أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ:«يَارَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» 7فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، 8لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».
إنه الوجود المستمر لروحه الذى كان يعمل للأستنارة لمن ىدعاهم ويعرفهم ليقبلوا كلمته لأنه لا يستطيع أحد أن يأتى إليه ويؤمن به ما لم يكن هو الذى أعطاه أن يكون له هذا اليقين لذلك فقد سبق أن وعدهم بحلول الروح القدس روح الله روح الآب روح التبنى .......إلى آخر هذه المسميات فى يوحنا ١٦ : ٦ - ٨ " 
6
لكِنْ لأَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هذَا قَدْ مَلأَ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ. 7لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ:" لذلك فقد كان حلول الروح القدس هو الحدث الحقيقى الذى كان مرموز له بالنفخة ومتى حلَّ الحدث بطُل الرمز لذلك فإنى أقول لكل من ينفخ ليوهم الناس أنه يمنح الروح القدس :- 
إنك تظن أنك مثل المسيح الذى حل فيه ملء الروح جسديآ وهذا غير صحيح 
وتظن أن الهواء الخارج من فمك هو روح المسيح أو الروح القدس وذلك ليس صحيح فهو مع أقصى درجات التسامح هواء زفير صادر عن بشر فهو روح أو ريح بشرى نخشى أن يكون روح ضلال أو روح سبات أو روح عرافة ( وراجع الأسماء الأخرى التى تضاف لكلمة روح بخلاف روح الله الروح القدس ) . 
آراء غريبة أخرى حول الروح القدس
يتبع 

ليست هناك تعليقات: