الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

الخلاف بين المبادىء والشخصنة

الصورة توضح السنابل שִׁבֹּלֶת "شبولت" 


قضاة : 12 : 1 – 7
1وَاجْتَمَعَ رِجَالُ أَفْرَايِمَ وَعَبَرُوا إِلَى جِهَةِ الشِّمَالِ، وَقَالُوا لِيَفْتَاحَ: «لِمَاذَا عَبَرْتَ لِمُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ وَلَمْ تَدْعُنَا لِلذَّهَابِ مَعَكَ؟ نُحْرِقُ بَيْتَكَ عَلَيْكَ بِنَارٍ». 2فَقَالَ لَهُمْ يَفْتَاحُ: «صَاحِبَ خِصَامٍ شَدِيدٍ كُنْتُ أَنَا وَشَعْبِي مَعَ بَنِي عَمُّونَ، وَنَادَيْتُكُمْ فَلَمْ تُخَلِّصُونِي مِنْ يَدِهِمْ. 3وَلَمَّا رَأَيْتُ أَنَّكُمْ لاَ تُخَلِّصُونَ، وَضَعْتُ نَفْسِي فِي يَدِي وَعَبَرْتُ إِلَى بَنِي عَمُّونَ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِي. فَلِمَاذَا صَعِدْتُمْ عَلَيَّ الْيَوْمَ هذَا لِمُحَارَبَتِي؟».
4وَجَمَعَ يَفْتَاحُ كُلَّ رِجَالِ جِلْعَادَ وَحَارَبَ أَفْرَايِمَ، فَضَرَبَ رِجَالُ جِلْعَادَ أَفْرَايِمَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «أَنْتُمْ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ. جِلْعَادُ بَيْنَ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى». 5فَأَخَذَ الْجِلْعَادِيُّونَ مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ لأَفْرَايِمَ. وَكَانَ إِذْ قَالَ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ: «دَعُونِي أَعْبُرْ». كَانَ رِجَالُ جِلْعَادَ يَقُولُونَ لَهُ: «أَأَنْتَ أَفْرَايِمِيٌّ؟» فَإِنْ قَالَ: «لاَ» 6كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: «قُلْ إِذًا: شِبُّولَتْ» فَيَقُولُ: «سِبُّولَتْ» وَلَمْ يَتَحَفَّظْ لِلَّفْظِ بِحَقّ. فَكَانُوا يَأْخُذُونَهُ وَيَذْبَحُونَهُ عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ. فَسَقَطَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَفْرَايِمَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا. 7وَقَضَى يَفْتَاحُ لإِسْرَائِيلَ سِتَّ سِنِينٍ. وَمَاتَ يَفْتَاحُ الْجِلْعَادِيُّ وَدُفِنَ فِي إِحْدَى مُدُنِ جِلْعَادَ.
القصة بإختصار أن بنى عمون كانوا يضايقون بنى إسرائيل حتى تحرك يفتاح الجلعادى بصفته قاضى بنى إسرائيل ( فى عهد القضاة قبل أن يملك عليهم ملوك وكان القضاة هم الذين يحكمون) فقد كانت مسئوليته حماية الشعب أو بمعنى أصح إتخاذ القرار بإدارة شئون هذا الشعب .
ومن الواضح فى النص أنه أرسل لرجال أفرايم بخصوص شن حرب على هؤلاء ( راجع عدد 2 ) ولكنهم كانوا سلبيون ولم يجيبوه بشىء ، فتحرك هو وقام بحشد رجال الحرب للتخلص من مضايقات بنى عمون التى كانت تصيب فى الأساس الإفرايميين ، فكان من المفروض أن يحصل منهم على الشكر ، ولكن على العكس شعروا بإنتقاص فى كرامتهم لأنهم لم يتمكنوا من تخليص أنفسهم بل خلصهم رجال يفتاح !!!!!!!
وكانت هذه العقدة النفسية نوعآ من الشخصنة التى تحدث وسط شعب الله فى كل عصر من العصور .
وكان نتيجتها أنهم جيشوا حشودهم لمحاربة يفتاح نفسه !!!!! فلماذا يأخذ هو تلك الكرامة !! لعب عدو الخير فى رؤوسهم وأقنعهم أنهم هم الذين يستحقون هذا المجد وهذا الفضل فى هزيمة بنى عمون .
فلم يكن أمام يفتاح سوى الدفاع عن نفسه وعن جيشه فلاقاهم ، وكان بنو جلعاد ( عشيرة من عشائر بنى بنيامين أما أفرايم فكان عشيرة من عشائر نسل يوسف) ، وهزمهم .
لكنه لم يكتفِ بهزيمتهم ، بل شخصن الموقف هو الآخر فوقع فى فخ الشخصنة التى بدأ بها رجال أفرايم ، وإعتبر أن ردهم عليه وإرسلهم لطلائع قواتهم هو إساءة شخصية له ولجنوده من بنى بنيامين أى رجال جلعاد .( راجع النص)
الصورة توضح تخطيط رى الحقول على هيئة تفريعات للرى والتى كان يطلق عليها العبرانيون إسم 
שִׁבֹּלֶת "شبولت" أى السنبلة
5فَأَخَذَ الْجِلْعَادِيُّونَ مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ لأَفْرَايِمَ. وَكَانَ إِذْ قَالَ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ: «دَعُونِي أَعْبُرْ». كَانَ رِجَالُ جِلْعَادَ يَقُولُونَ لَهُ: «أَأَنْتَ أَفْرَايِمِيٌّ؟» فَإِنْ قَالَ: «لاَ» 6كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: «قُلْ إِذًا: شِبُّولَتْ» فَيَقُولُ: «سِبُّولَتْ» وَلَمْ يَتَحَفَّظْ لِلَّفْظِ بِحَقّ. فَكَانُوا يَأْخُذُونَهُ وَيَذْبَحُونَهُ عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ. فَسَقَطَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَفْرَايِمَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا.فقد كان الإفرايميون من أهل الشمال وكانوا يفضلون نطق حرف  שֶׁ  أنه سين مثلآ كما يقال يوروساليم بدل يوروشليم أو سلوم بدل شلوم بينما كان أهل الجنوب ومنهم البنيامينيون جميعآ ينطقون نفس الحرف على أساس أنه شين .
فكان نطق الهاربين من جحيم الحرب والذين كانوا يحاولون عبور مساقى الحقول والتى كان يصممها المزارعون على هيئة سنبله أى
שִׁבֹּלֶת "شبولت" لم يكن بنو إفرايم يسمونها هكذا بل يسمونها بحسب نطقهم "سبولت" وهذا النطق فضح من منهم من أهل أفرايم ومن منهم من الجلعادين ، فحدثت المأساة وقتل رجال بنيامين أو جلعاد من الإفرايميين إخوتهـــــــــم 42000 رجل ، الشخصنة كانت الشيطان الذى أدى لهذه الكارثة ، وهى نفس المأساة التى أدت لإنفصال مملكة الجنوب عن مملكة الشمال ، وهى التى أدت بهم إلى السبى ، فإحذروا الشخصنة ، ولتكن المبادىء وحدها هى التى نهتم بفحصها حتى يتبين لكل فرد فينا ما يناسبه من تلك المبادىء ولكن بدون شخصنــــــــة .