الأحد، 25 مارس 2012

الكهنوت مع مقدمة بترنيمة من ترانيم فيروز - ارسل الله *** fayrouz - arsal alah with lyrics



  • الصورة لأحد كهنة اليهود وهو يقوم بإيقاد المنارة التى تتكون من سبعة مواقد والتى توجد على المائدة داخل القدس 
    مقدمة : معنى الكهنوت
    فى اللغات الأصلية والحديثة وتعريفه
    כהן كَهَن وتعنى باللغة العربية كَهَنَ وإستخدام الكلمة فى لغتها الأصلية العبرانية يعنى : يقف - يعد - يعمل الإعدادات - يُضَبِط - يرأس - عمل وممارسة التقدمة الدينية.

    إلا أن إستخدامات هذه الكلمة فى لغتها الأصلية لم تكن قاصرة على الكهنة فى الهيكل أو خيمة الإجتماع بل أستُخدِمَت لوصف وظيفة الريادة فى أعمال مدنية ومن بين المواضع التى أُستُخدِمَت فيها هذه الكلمة بهذا المعنى ما جاء فى سفر صموئيل التانى 8 : 18 " وبناياهو بن يهوياداع على الجلادين والسعاة وبنو داود كانوا كهنة" والمعنى المراد هنا هو إستوزارهم أو جعلهم بمثابة وزراء فى حكومته وهو عمل مدنى لكن العامل المشترك بينه وبين كهنة الخيمة أو الهيكل هو العمل الريادى .

      إيراتيو ( Ιερατευω )

     وهى تعنى بشكل مباشر وظيفة الكاهن الذى يقوم بممارسات وطقوس مقدسة بمعنى يكهن كما جاء فى لوقا 1 : 8 " يكهن فى نوبة فرقته أمام الله " ، ولم ترد هذه الكلمة أو أى مشتق لها لوصف أحد رجال الدين المسيحى فى العهد الجديد بل كان يقتصر ورودها على الكهنة الموسويين الذين كان لهم وجود فى أثناء حياة المسيح وتلاميذه ورسله من بعد .
    كَهُنَ - كَهَانَةُ أى صار كاهنآ ( تَكَهَنَ ) له : أخبره بالغيب ( تَكَهَنَ) بالأمر : أخبر به من جهة التوقع ، ( الكاهن ) من يتنبأ بالغيب ومن العرب من كان يسمى الطبيب والمنجم كاهنآ وعند اليهود والنصارى رجل الدين الذى إرتقى إلى درجة الكهنوت والجمع كُهَانُ وكَهَنَةُ وسجع الكهان : كلامهم المُزوَق المُتَكَلِف فى الجاهلية ، ( الكهانة ) : حرفة الكاهن ، ( الكهنوت) وظيفة الكاهن ، ( رجال الكهنوت ) : رجال الدين عند اليهود والنصارى ونحوهم .
    تعريف الكهنوت :يستخدم التعبير كهنوت فى الفكر المسيحى للدلالة على وظيفة دينية تقوم أساسها على تمييز طائفة من بين أفراد المجتمع ، تنتمى لفئة الرواد للجماعة ، بقصد التخصص المُطلق فى الإتصال بالله من خلال تقديم أدعية أو طقوس أو ذبائح أو قرابين ، بحيث لا يجوز لغيرهم القيام بهذه المهمة ، وبذلك يكونون هم الواسطة أو الوسيلة الوحيدة لباقى أفراد المجتمع للتواصل مع الله 
    الخلفية التاريخية لوظيفة الكهنوت 
    لم يكن الكهنوت أو الكهانة ، قاصر على أتباع الشريعة الموسوية ، بل كان لهذه الوظيفة جذور تاريخية يعود البعض منها للآباء الأولين ( عصر الأباء البطاركه  " من آدم حتى موسى " ) فقد ورد فى الكتاب المقدس الحديث عن قيام نوح ومن قبله هابيل بل وإبراهيم وإسحق ويعقوب .... ألخ بتقديم ذبائح وهى الوظيفة التى صارت فى العصر الموسوى قاصرة على الكهنة بما يعنى ممارسة هؤلاء للكهنوت بالرغم من إختلاف القواعد التى كانوا يستندون إليها فى هذه الممارسة عن تلك القواعد التى صارت معمول بها فى الناموس الموسوى .
    كما كان هناك بين الأمم الأولين ، الذين لا ينتمون لأمة اليهود من كان يمارس الكهانة ، وكان بعض هؤلاء تحظى ممارستهم لوظيفة الكهنوت بمصداقية معترف بها من الوحى مثل ممارسة ملكى صادق ملك شاليم للكهنوت( راجع تكوين 14 : 18 " وملكى صادق ملكُ شاليم أخرج خبزآ وخمرآ وكان كاهنآ لله العلى )  بينما كانت هناك فئة أخرى من الكهنة لدى شعوب أخرى كانت تؤدى هذه الوظيفة بما يخالف الدور المثالى الذى كان من المفروض أن تتبعه ، فقد كان هناك كهنة للأوثان مثل كهنة البعل وعشتاروث وكهنة الأوثان بشكل عام ، وكان دور هؤلاء يختلف عن دور كهنة العبادة لله ، فبينما كان كهنة الله هم المنوط إليهم الإفصاح عن شريعة الله للشعب ، كان كهنة الأوثان يدَّعون أنهم اللسان الناطق للوثن الذى لا يمكن للإنسان العادى من فهم ما يريد أن يبوح به ، فكانت وظيفتهم هى نوع من تجسيد الحياة للوثن الجامد ، وقد قام هؤلاء بأدوار تعتبر فى مفهوم العصر الحديث جرائم ضد الإنسانية حيث كانوا يصلون أحيانآ فى المبالغة بما يدَّعونه من طلبات للوثن قد تتمثل فى تقديم أُضحيات أو ذبائح بشرية لبشر قد لا يكون لهم ذنب سوى أنهم من بين المستضعفين من العبيد أو الأطفال بزعم إرضاء الآلهة  ، وكان البعض منهم مثل كهنة البعل وعشتاروث وأرطاميس ومنهم كهنة من الذكور ومن الإناث يقومون بفعل أعمال جنسية بديلآ أو نيابة عن الآلهة ( بحسب إدعاءاتهم ) لتعويض المتعبدين خلفهم عن حاجاتهم خصوصآ فى حالات تأخر الآنجاب للمرأة حيث تذهب المرأة لكهنة البعل ، أو فى حالات أخرى لمجرد ممارسة لون من ألوان الفحشاء والزنى ومجرد إشباع الغريزة تقوم به كاهنات أرطاميس وعشتاروث لإشباع غريزة الرجال ، وبالتالى الحصول على ولائهم للآلهة التى يدَّعون قوتها من وراء الوثن ، كما إستخدم النساء تمثال البعل بما فيه من بروز لعضو التناسل فى ممارسات شاذه فارتبط الكهنوت الوثنى بالجريمة والإنحلال والإحتيال والعِرافة ، ويصل الدارس لتاريخ هذه الممارسات الكهنوتية الوثنية لخلاصة مؤداها أن هذا الكهنوت كان عبارة عن الطريق الموازى الذى لا يتلاقى نهائيآ مع عبادة الله بل كان لون من ألوان عبادة الشيطان فى العصور القديمة .
    وفى منتصف الطريق بين الكهنوت الوثنى الذى كان منتشرآ فى المجتمعات التى  جاورت شعب الله كان الكهنوت الوثنى الفرعونى حيث المجتمع الذى عاش فيه بنو إسرائيل عِدة أجيال متعاقبة ، وكانت شخصية الكاهن فى مصر الفرعونية تجمع بين الشخصية الدينية والشخصية ذات السلطان الثقافى الفكرى القادر على التأثير على المجتمع كله ، حتى على الفرعون ذاته ، وكانوا يجمعون بين خدمة الطقوس والعديد من العلوم مثل الطب والفلك والحساب والهندسة والفلسفة والحكمة ، وكان الملوك يستخدمونهم لتعليم أبنائهم الذين منهم سيكون الفرعون الذى يرث عرش أبيه ويشير سفر الأعمال لهذا الدور الذى كان للمعلمين الذين قاموا بتربية موسى فى مصر فى أعمال الرسل 7 : 21 ، 22 " 

    21وَلَمَّا نُبِذََ ( أى فُطِمَ ) ، اتَّخَذَتْهُ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ وَرَبَّتْهُ لِنَفْسِهَا ابْنًا. 22فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ."


    ومن الواضح أن وجود موسى فى بيت فرعون كان من تخطيط الله لكى يتعرف موسى على القراءة والكتابة والعلوم المختلفة وكل حكمة المصريين بحسب التعبير الكتابى .
    وكان لزامآ على من يتبوء مكانة الكهنوت بين شعب اليهود الذين خرجوا من أرض مصر أن يكون على درجة مقنعة لقومه من العلم والتعليم وشكل الممارسة الطقسية والسلطة كالكهنة المصريين حتى ينال المصداقية وسط شعبه الذى سمع أو رأى شكل وطبيعة الكهنوت المصرى الفرعونى .
     ولقد كان اللجوء لوظيفة الكهنة فى العصر الموسوى ضرورة هامة وهى إن الله رأى بعدما ترك الحرية لشعبه قبل العصر الموسوى لعبادته بحرية وتقديم الذبائح له بحرية أو ما نسميه عصر " الكهنوت القومى العام " الذى كان معروفآ فى عصر الأباء البطاركة " آدم حتى موسى " والتى يشير إليها الله على لسان موسى نفسه فى خروج 19 : 6 " إن سمعتم لصوتى وحفظتم عهدى ، تكونون لى خاصة من جميع الشعوب ....... وأنتم تكونون لى مملكة كهنة أمة مقدسة " .
    وكان عدول الله عن هذه الإباحة لسلطة الكهنوت لجميع الشعب ، لها سببها فقد صار إختلاطهم بالأمم الأخرى مصدر خطر حيث يمكن أن يستعيروا من هذه الأمم ممارسات وثنية تدنس عبادة الله ، فكان لجوء الله لتخصيص هذه الوظيفة لفئة يفترض منها حفاظها على شريعة الله بنقاء يضمنه الله من خلال الشريعة المكتوبة والمدونة لكافة التفاصيل التى يجب إتباعها بواسطة الكهنة فى مختلف المواقف حتى لا يحتاج الكاهن لإستعارة أى ممارسة غريبة من الأمم الأخرى تخالف مقاصد الله .
    الكهنوت الموسوى
    أو الكهنوت اللاوى الهارونى أو الكهنوت اليهودى
    إذآ كان الأصل فى الكهنوت هو الإباحة لكل المؤمنين ( راجع كذلك طقس ذبح خروف الفصح فى خروج 12 : 1- 14 حيث يقول فى عدد 6 ، 7 " . 6وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. 7وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا". وقد ظل ذبح خروف الفصح هو مهمة رب البيت داخل كل بيت من بيوت العبرانيين حتى اليوم ) .

    كما يجدر بنا الإشارة لأمر موسى بشكل مباشر لفتيان بنى إسرائيل بالقيام بتلك المهمة قبل الوقت الذى فيه تحول التخصص لتقديم الذبائح للكهنة اللاويين دون غيرهم من أفراد الشعب ( أى ) فى مرحلة "الكهنوت القومى العام" السابقة على عصر الشريعة كما أسلفنا مثلآ فى خروج 24 : 4 - 7  "  4فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحًا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُودًا لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 5وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ. 6فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي الطُّسُوسِ. وَنِصْفَ الدَّمِ رَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 7وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ».

    ولكن بعد إنتهاء تلك المرحلة الأولية بدأ الله يأمره بتشييد خيمة الإجتماع ، وهى مليئة فى مواصفات كافة الأدوات الموجودة بها ، وشكل بنائها ، بالرموز التى كانت تشير لأمور أخرى فى العهد الجديد وقد تحققت جميعها فى المسيح وكنيسته الذى تمم كل هذه الرموز بصلبه وقيامته وتأسيسه للكنيسة  .

    ولكن يستوقفنا من بين التعاليم التى أخبره بها الله بخصوص خيمة الإجتماعات تلك التعاليم ذات الهدف الطبى التى كانت تهدف للحفاظ على صحة أبناء الشعب ، ومن بينها مواصفات ألأمراض المُعدية التى كان يتوقع تعرض الشعب لها ، وكيفية تعامل الكاهن معها ، والحكم عليها أو تشخيصها ، وكيفية التصرف إزاءها ، وإبتكار إسلوب العزل الصحى خارج المحلة لهذه النوعية من الأمراض ، مما يدل على حرص الله الكامل على تعويض الشعب لشخصية الكاهن الذى يرتقى لطموحاتهم فى مؤهلاته التى تتشابه إلى حدِ ما مما كان سائدآ فى مصر الفرعونية التى إختبروا كهنتها .
    كما نلاحظ تخصيص  سبط من الأسباط دون غيره ليكون الكهنوت إمتياز خاص بفرع من فروع اللاويين أى أبناء " لاوى " بن يعقوب ، وكان هذا الفرع يتمثل فى أبناء هارون شقيق موسى  ، وكان الفرع الذى ينتمى له موسى وهرون هو القهاتيون أما الأفرع الأخرى وهى المراريون والجرشونيون إلى جانب القهاتيون الذين لا ينتمون لأسرة هرون ، فقد كانوا لخدمة خيمة الإجتماع .
      فقد تخصص الجرشونيون ليكونوا مجندون لحمل شقق المسكن وخيمة الإجتماع من مكان لمكان حيثما يرتحل الشعب وكانوا يعملون أعمال الصيانة للستائر ومكونات الخيمة .
     أما المراريون من بنى مرارى نسل لاوى  فكانت مهمتهم هندسية ، لتفكيك وتركيب الخيمة بمكوناتها حيثما يرتحل الشعب .
     أما القهاتيون فخدمتهم تخص العبادة والذبائح كمعاونين للكهنة من بنى هارون .
    ملابس الكهنة 

    أولآ :- ملابس رئيس الكهنة :- وقد كانت ملابس الكهنة تختلف عن ملابس رئيس الكهنة الذى كان فى ذلك الوقت هو "هارون" ، ولعل إختياره لشخصية     هارون بوصفه شقيقآ له ومرافقآ قريبآ منه ، حيث كانت عصاه هى التىكان قد  قام بإستخدامها أمام فرعون وكذلك لعبور بحر سوف
     أولآ : لأنه بهذه الممارسات التى شارك
     فيها شقيقه موسى قد تكونت لديه الكاريزما المناسبة المتميزة ، القادرة على القيادة حيث أنه كذلك كان لسان حال موسى أمام فرعون 

     وثانيآ : لأنه كان أقرب أبناء الشعب معرفة وإدراكآ لطبيعة الفكر الذى يُصَرِح به شقيقه ، وقد كانت ملابسه متميزة عن ملابس سائر الكهنة  .
    ملابس رئيس الكهنة :

     الأوريم والتميم ( خر 28 : 30 )  ومعنى الأوريم " الأنوار " والتميم " الكمالات "  وكانت عبارة عن الصدرة ذات الأثنى عشر حجرآ كريمآ بعدد الأسباط والتميم هو ما يكمل هذه الصدره ، وهذه الصدرة عبارة عن سلاسل مجدولة من ذهب نقى  بحلقات  تربطها بالرداء من خلال خيوط ذات لون بنفسجى

    جبة الرداء :( خر 28 : 31 ، 32 ، 29 ، 22 ، 23 )وهى من القماش البنفسجى ( الأسمانجونى )  فيه فتحة للراس فى وسطها وحاشية حواليها مطرزة يخرج منها أمام حتى الكوعين ، كمين غير مكتملين وأسفلها الرمانات أو الجلاجل المصنوعة من الذهب ، التى تعطى صوت كلما تحرك رئيس الكهنة ، تعلن إستمرار وجوده داخل قدس الأقداس الذى لا يدخل إليه إلا هو مرة واحدة فى السنة لعمل ذبيحة التطهير له وللكهنة 

    صفيحة الذهب : ( خر 28 : 36 - 38 ، 39 : 30 - 31 ) وتكون مصنوعة من الذهب الخالص وتوضع فى العمامة وعليها نقش خاتم :"  قدس للرب" ،  بينما تصنع العمامة من بوص ( الكتان النقى ) وتخيط فيها صفيحة الذهب بخيط بنفسجى 
    القميص المُخَرَم : ( خر 28 : 39 ، 39 : 27 ) القميص مصنوع من البوص ( الكتان النقى )  وبه خروم وهو منسوج 
    المنطقه : وهى بديل للحزام ( خر 28 : 39 ، 39 : 28 ) وهى من البوص المبروم( الكتان النقى ) المكون من ثلاثة ألوان البنفسجى ( الأسمانجونى ) والأرجوانى ( الأحمر الصريح ) والقرمزى ( الأحمر ذو الزرقة ) وهى مصنوعة بالتطريز  

    ومن الواضح أن الأوريم والتميم كان مستخدمآ لإضفاء البهاء على رئيس الكهنة حال كونه موكول له شئون قضائية كذلك إلى جانب مهمته الكهنوتيه وقد صار المسيح وهو نور للعالم ( يوحنا 1 : 4 ،5  4  فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، 5وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.) كما أنه أتم عمله بالتمام فوق الصليب عندما قال " قد أُكمِل" يوحنا 19 : 30 "
    كما عبر بتنازله وتجسده من السماء (اللون الأزرق ) ( يوحنا 3 : 13  13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.)
    أما صفيحة الذهب فكانت رمزآ لأرتفاع قيمة فكره حيث كانت على الجبهة هذا الفكر المقدس والبوص المبروم أى الكتان النقى الذى صنعت منه العمامة التى ترتبط بها صفيحة الذهب ،  دليل على البر والنقاوة لهذا الفكر .

    والرداء المخرم هو دليل على طبيعة الأنسان الفاسدة حيث تغطيه بعيوبه ( الخروم ) مجد النور ، نور العالم المتمثل فى مبادئه المعلنةَ للعالم والتى يعلنها كذلك أبنائه الذين هم أنوار كذلك فى العالم وتكون جبة الرداء التى من الأسمانجونى ( الأحمر + الأزرق أى الفداء والتجسد الذى من السماء للأرض ) هى الغطاء الذى يستر هذه الثقوب 

    وتكون المنطقة بألوانها الثلاث الأسمانجونى الذى يخلط الأزرق بالأحمر وبدرجة أخرى من الخلط فى القرمزى إلى جانب الأحمر الصريح الذى فى الأرجوانى هو الخيوط التى تتكون منها المنطقة التى تشير كيف أن هذه القيم العليا بدلت من حقارة إنسانيتنا لهذا المجد من خلال تجسد المسيح وفدائه .

    ثانيآ : ملابس الكهنة :-  وهى ملابس مصنوعة من البوص ( الكتان النقى ) بيضاء ناصعه كانت رمزآ لرداء المؤمن الروحى ( أش 61 :6 ، 10 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ، تُسَمَّوْنَ خُدَّامَ إِلهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ، وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ.

    10فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا ) بعمامة تشير ذلتقلدهم للمجد وسراويل كتانية لسترهم حيث لا يظهر أى جزء من أجسادهم من القدمين ألى أعلى من ذلك  حيث سترنا دم المسيح وبره بسر الكفارة التى غطتنا تمامآ أمامه فلا يظهر فينا أى عيب ( أف 1 : 4  4كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ ) وهو يتفق مع قول رب المجد للمؤمنين " لتكن أحقاءكم ممنطقة وسرجكم موقدة وأنتم مثل أُناس ينتظرون سيدهم متى يرجع " لوقا 12 : 35 ، 36 .


     " ولبنى هرون تصنع لهم أقمصة وتصنع لهم مناطق وتصنع لهم قلانس للمجد والبهاء " خر 28 : 40 " وصنعوا الأقمصة من بوص صنعة النساج لهرون وبنيه والعمامة من بوص وعصائب القلانس من بوص " خر 39 : 27 ، 28 " وتصنع لهم سراويل من كتان لستر العورة . من الحقوين إلى الفخذين تكون ، فتكون على هارون وبنيه عند دخولهم إلى خيمة الإجتماع أو عند إقترابهم إلى المذبح للخدمة فى القدس لئلا يحملوا إثمآ ويموتوا خر 28 : 42 ، 43  
    الكهنوت رئاسته وممارسته لاهوتيآ

     فى ضوء العهد الجديد

    الأصل فى الكهنوت منذ خلق الله البشرهوإتاحته للأنسان فقد خلق الله آدم وأنشأ بينه وبين آدم هذه العلاقة الحميمة ، ولكن بسقوط الأنسان صارت العلاقة مع الله لا تتم إلا من خلال ذبيحة ، وقد إستمر الله فى إباحة هذا الحق فى التواصل معه حتى من خلال الذبيحة لكل البشر على السواء ، وكانت خطية قايين حيث خالف قواعد هذا الشرط فى إقامة هذه العلاقة مع الله بينما نجح هابيل فى ذلك ، فلم يمنع الله قايين من تقديم ذبيحة أُسوة بأخيه ولكن قايين ذاته هو الذى خالف القاعده
    إذآ كان الأصل هو إباحة هذا الحق أو الأمتياز المتمثل فى الكهنوت.
    وكان من بعد تلك الأحداث أن كان الآباء البطاركة ( وهو اسم فنى للفترة الواقعة من طرد آدم من الجنة حتى نزول الشريعة المكتوبة فى عصر موسى ) وكان الاباء أثناء تلك الفترة يمارسون هذا الحق أو الأمتياز بتقديم الذبائح والتقرب لله .
    نوح يقدم ذبيحة بنفسه ( راجع تكوين 8 : 20 ،21  20وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ، 21فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ. ) .

    أبراهيم يقدم ذبيحه بنفسه ( راجع تكوين 22 : 9 - 14 َ9 فلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا» 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».

    يعقوب يقدم ذبيحة بنفسه ( تكوين 35 : 2 ، 3  2فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ. 3وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، فَأَصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي،       وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ»



    وكان من بين الأهداف الأساسيه للخروج من أرض مصر هو إتاحة الفرصة للشعب حتى يتعبدوا لإلههم بحرية وهذا لا يكون إلا من خلال الذبائح  وهذا ظاهر فى حوار موسى مع فرعون  ( راجع خروج 10 : 24 -26  
    24فَدَعَا فِرْعَوْنُ مُوسَى وَقَالَ: «اذْهَبُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ. غَيْرَ أَنَّ غَنَمَكُمْ وَبَقَرَكُمْ تَبْقَى. أَوْلاَدُكُمْ أَيْضًا تَذْهَبُ مَعَكُمْ». 25فَقَالَ مُوسَى: «أَنْتَ تُعْطِي أَيْضًا فِي أَيْدِينَا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ لِنَصْنَعَهَا لِلرَّبِّ إِلهِنَا، 26فَتَذْهَبُ مَوَاشِينَا أَيْضًا مَعَنَا. لاَ يَبْقَى ظِلْفٌ. لأَنَّنَا مِنْهَا نَأْخُذُ لِعِبَادَةِ الرَّبِّ إِلهِنَا. وَنَحْنُ لاَ نَعْرِفُ بِمَاذَا نَعْبُدُ الرَّبَّ حَتَّى نَأْتِيَ إِلَى هُنَاكَ».

    والحديث بصيغة الجمع هنا يفيد حق الجميع فى هذه العبادة التى تشتمل على تقديم الذبائح وقد ظل هذا الحق قائمآ حتى تم تخصيص هذا الحق لفئة معينة سميت بأسم الكهنة ( مما يفيد قصر الكهنوت عليهم ) والدليل على إستمرار هذا الحق العام  راجع خروج 12 : 1 - 14 بشأن ذبيحة الفصح وخصوصآ فى عدد 6 حيث يقول




    6وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ.


    ويستمر هذا الحق العام قائمآ حتى تخصيص الشريعة للكهنوت فى سبط لاوى راجع خروج 24 :  5 


     5وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ.
    بداية تخصيص الكهنوت لسبط لاوى

    نشأ هذا الحق فى الكهنوت لسبط لاوى مع بداية أمر الله لموسى لأقامة خيمة الإجتماع فقد شاء الله أن يضع قواعد للعبادة وللعقيدة والفكر تميز هذه الأمة عن غيرها من الأمم سواء بسبب الأفكار التى كانت كمكونات ثقافية  فى ذهن العبرانيين والتى آلت إليهم من طول إقامتهم فى أرض مصر ، أو تلك التى ستصادفهم عند وصولهم إلى مقر نهاية رحلتهم من ثقافات الأمم التى كانت تسكن فى هذه المنطقة وفى المناطق المجاورة .

    لذلك كان التخصيص والتمييز الذى قرره الله هو وضع تصميم لمكان العبادة ، ووضع تشريع إجتماعى قانونى بالأضافة للتشريع الدينى الذى يشمل خصوصية مكان العبادة والقائمين على الخدمة فيه والقواعد التى تحكم عبادتهم والتى لا يمكن تصور تبنيها بواسطة كل الشعب وهم أميون بتخصيص فئة تدرس وتتوارث الشريعة والقواعد وتقوم بتوجيه الشعب بسلطان خاص نحو العبادة الصحيحة التى تليق بالله .

    وبعد حديث اللله لموسى بشأن تصميم مكان العبادة ( خيمة الإجتماع ) فى أصحاح 25 ، 26 ، 27 من سفر الخروج يبدأ فى الأصحاح 28 بقوله فى خروج 28 : 1 - 3   1«وَقَرِّبْ إِلَيْكَ هَارُونَ أَخَاكَ وَبَنِيهِ مَعَهُ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَكْهَنَ لِي. هَارُونَ نَادَابَ وَأَبِيهُوَ أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ بَنِي هَارُونَ. 2وَاصْنَعْ ثِيَابًا مُقَدَّسَةً لِهَارُونَ أَخِيكَ لِلْمَجْدِ وَالْبَهَاءِ. 3وَتُكَلِّمُ جَمِيعَ حُكَمَاءِ الْقُلُوبِ الَّذِينَ مَلأْتُهُمْ رُوحَ حِكْمَةٍ، أَنْ يَصْنَعُوا ثِيَابَ هَارُونَ لِتَقْدِيسِهِ لِيَكْهَنَ لِي."

    العلاقة بين تخصيص اللاويين
    وكهنوت المسيح

    حدد الناموس الموسوى عدة مواصفات يجب أن تتوفر فى الكاهن وقد تحققت فى العهد الجديد على هذا النحو :-

    1- أن يكون الكاهن مُقيمآ بين البشر الذين ينوب هو عنهم أمام الله ، قارن بين خروج 28 : 9، 12 ، 21 ، 29 مع عبرانيين 5 : 1.


      9وَتَأْخُذُ حَجَرَيْ جَزْعٍ وَتُنَقِّشُ عَلَيْهِمَا أَسْمَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ

    12وَتَضَعُ الْحَجَرَيْنِ عَلَى كَتِفَيِ الرِّدَاءِ حَجَرَيْ تَذْكَارٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. فَيَحْمِلُ هَارُونُ أَسْمَاءَهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ عَلَى كَتِفَيْهِ لِلتَّذْكَارِ. 

    21وَتكونُ الْحِجَارَةُ عَلَى أَسْمَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، اثْنَيْ عَشَرَ عَلَى أَسْمَائِهِمْ. كَنَقْشِ الْخَاتم   كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى اسْمِهِ تَكُونُ لِلاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا.

     29فَيَحْمِلُ هَارُونُ أَسْمَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي صُدْرَةِ الْقَضَاءِ عَلَى قَلْبِهِ عِنْدَ دُخُولِهِ  إِلَى الْقُدْسِ لِلتَّذْكَارِ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِمًا.       

    1لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ النَّاسِ يُقَامُ لأَجْلِ النَّاسِ فِي مَاِللهِ،، لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ الْخَطَايَا، 2قَادِرًا أَنْ يَتَرَفَّقَ بِالْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ، إِذْ هُوَ أَيْضًا مُحَاطٌ بِالضَّعْفِ.



    2- وجوب إختياره من الله وفرزه لتلك الغاية سفر العدد 16 : 5 مع عبرانيين 5 : 4  5ثُمَّ كَلَّمَ قُورَحَ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ قَائِلاً: «غَدًا يُعْلِنُ الرَّبُّ مَنْ هُوَ لَهُ، وَمَنِ الْمُقَدَّسُ حَتَّى يُقَرِّبَهُ إِلَيْهِ. فَالَّذِي يَخْتَارُهُ يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ. 
    4يَأْخُذُ أَحَدٌ هذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُوُّ مِنَ اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضًا. 3- وجوب كونه قدوسآ طاهرآ مكرسآ لخدمة الرب لاويين 21 : 6 ، 8 مزمور 106 : 16 خروج 39 : 30 ، 31 عبرانيين 7 : 26.
    6مُقَدَّسِينَ يَكُونُونَ لإِلهِهِمْ، وَلاَ يُدَنِّسُونَ اسْمَ إِلهِهِمْ، لأَنَّهُمْ يُقَرِّبُونَ وَقَائِدَ الرَّبِّ طَعَامَ إِلهِهِمْ، فَيَكُونُونَ قُدْسًا. . 8فَتَحْسِبُهُ مُقَدَّسًا لأَنَّهُ يُقَرِّبُ خُبْزَ إِلهِكَ. مُقَدَّسًا يَكُونُ عِنْدَكَ لأَنِّي قُدُّوسٌ أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ. 
    16وَحَسَدُوا مُوسَى فِي الْمَحَلَّةِ، وَهارُونَ قُدُّوسَ الرَّبِّ. 

    30وَصَنَعُوا صَفِيحَةَ الإِكْلِيلِ الْمُقَدَّسِ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ، وَكَتَبُوا عَلَيْهَا كِتَابَةَ نَقْشِ الْخَاتِمِ: «قُدْسٌ لِلرَّبِّ». 31وَجَعَلُوا عَلَيْهَا خَيْطَ أَسْمَانْجُونِيٍّ لِتُجْعَلَ عَلَى الْعِمَامَةِ مِنْ فَوْقُ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.

    26لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ 

    4- أن يكون له حق الأقتراب إلى الله بتقديم الذبائح والشفاعة فى الشعب عدد 16 :5 مع عبرانيين 9 : 11 - 14 .
    . 5ثُمَّ كَلَّمَ قُورَحَ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ قَائِلاً: «غَدًا يُعْلِنُ الرَّبُّ مَنْ هُوَ لَهُ، وَمَنِ الْمُقَدَّسُ حَتَّى يُقَرِّبَهُ إِلَيْهِ. فَالَّذِي يَخْتَارُهُ يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ. 




    11وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هذِهِ الْخَلِيقَةِ، 12وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا. 13لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، 14فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!


    لقد جاء الرب يسوع ليعيد الكهنوت إلى أصله قبل السقوط من جنة عدن بواسطة آدم لذلك كان هو آدم الثانى كما فى كورنثوس الأولى 15 : 21 ، 22


    21فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. 22لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ .
    فأعاد بكهنوته ذلك الحق فى الكهنوت للجميع بعدما صار رئيس كهنة ورأسآ للمؤمنين فى ذات الوقت فهو بشهادة الرسالة للعبرانيين كلها عن أحقيته فى هذه الرئاسة بدم نفسه لا بموجب ذبيحة تحتاج للتجديد بذبيحة أخرى كل موسم جديد ومع كل خطية تحتاج للتكفير عنها فكان دمه كافيآ للتطهير فى كل المناسبات ولكل الخطايا وبذلك أعاد حق كهنوت جميع المؤمنين كما كان فى عصر الآباء البطاركة ، بل وأسمى منه بالعودة بالأنسان ألى درجة الأنسان الأول قبل السقوط فى جنة عدن حيث يقول الكتاب فى رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 5 5كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ ­كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ­ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.
    كذلك فى رؤيا 1 : 5، 6 

    5وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، 6وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.وعاد الكهنوت حقآ لكل المؤمنين بدم المسيح الذى سفك لأجلنا ولذلك علمنا أن نصلى بالقول " أبانا الذى فى السموات .....ألخ ، وأزيل الحاجز الذى كان يتمثل فى حجاب الهيكل والذى كان يمنع الناس من التمتع بالكهنوت والتواصل مع الله عندما إنشق وقت صلب المسيح ليعلن لنا هذا العهد الجديد وهو عهد العودة لرضى الله الذى كان يتمتع به الإنسان قبل السقوط ، بدون الحاجة لذبائح 

    د . ق . جوزيف المنشاوى 



      

الثلاثاء، 6 مارس 2012

نشأة الكون

أرسل الأخ يوسف أنطونيوس فى  ٤ - ٣ - ٢٠١٢  سؤالآ لى أرسله عبر الإنبوكس فى إحدى صفحاتى فى الفيسبوك ، وقد سألته نشر الرسالة مع الإجابة على الصفحة لصالح الجميع وقد إستجاب ، وكان سؤاله هو :- 
كنت عايز أسأل حضرتك سؤال ، ما هو عمر الإنسان على الأرض وفقآ للكتاب المقدس وهل كانت هناك حياة للأنسان قبل آدم ( الحفريات اللى اكتشفوها ما بين الأنسان والغورله وحددوا عمرها إلى أكثر من 5 مليون سنه ) ؟؟؟ شكرآ .

الإجابة 
من المعروف أن الكتاب المقدس قد كُتِبَ بأكمله ، ليس ككتاب للعلم ، وإنما ككتاب روحى كان القصد من وراءه هو توضيح جذور قضية الفداء من بدايتها حتى تمامها على الأرض بالتجسد والصلب والتبرير والتقديس للمؤمنين ، وتكميل الخلاص فى الأبدية بخلاص الروح من قيود الجسد إلى الأبد .
ولكن سائر القضايا التى تتعلق بالإنسان كان الكتاب يذكرها إما بالتلميح عنها أو التصريح بها بالتفصيل أو على نحو مختصر . 
ومن بين هذه القضايا كان حديثه عن الخليقة ، وكان الكتاب معنيآ بالحديث عن الإنسان الحديث الذى يُعِدّه الله لقبول الفداء ، ولنبدأ القصة من بدايتها 
نشأة الكون
يُخطىء كثير من الدارسين عندما يتصورون أن النص الموجود فى سفر التكوين الأصحاح الأول هو المرجع الوحيد بخصوص نشأة الكون ، مع أن هناك الكثير من النصوص التى تشير إلى ذلك ، على سبيل التلميح دون الخوض فى السرد التفصيلى لهذه الواقعة التى بدأ بها الكون فى التكوين ، وربما كان إسم السفر الأول فى كتابنا " التكوين " هو الذى جعل أنظارهم تتركز عليه دون غيره ، مع أننا نجد فى سفر الأمثال على سبيل المثال ، لمحة لنظرية قريبة الشبه بالنظرية التى يُطلِقُ عليها العلماء إسم " نظرية السديم " والتى تفترض وجود الغازات قبل المواد الصلبة ، وتحور تلك الغازات من خلال سرعة دورانها وتبريد حرارتها إلى المجرات التى أسفرت عن وجود الكون وهذا نجده فى سفر الأمثال ٨ : ٢٢ - ٣١ فى معرِضِ حديثه عن الحكمة حيث يقول " 
22«اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ. 23مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. 24إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ. 25مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ، قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ. 26إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ. 27لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ. 28لَمَّا أَثْبَتَ السُّحُبَ مِنْ فَوْقُ. لَمَّا تَشَدَّدَتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ. 29لَمَّا وَضَعَ لِلْبَحْرِ حَدَّهُ فَلاَ تَتَعَدَّى الْمِيَاهُ تُخْمَهُ، لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ، 30كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا، وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ. 31فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.
إنّه يجعل الحكمة هى الشىء الذى كان له وجود أوَلى قبل الغمر والجبال والتلال والبرارى و أول أعفار المسكونة حيث رسم دائرة على وجه الغمر والسحب ....ألخ كانت الحكمة هى الصانع لكل هذه الأشياء
كذلك كان حديثه عن المجرات فى أيوب حيث يعاتبه فى أيوب ٣٨ : ٣١ - ٣٨
"
31«هَلْ تَرْبِطُ أَنْتَ عُقْدَ الثُّرَيَّا، أَوْ تَفُكُّ رُبُطَ الْجَبَّارِ؟ 32أَتُخْرِجُ الْمَنَازِلَ فِي أَوْقَاتِهَا وَتَهْدِي النَّعْشَ مَعَ بَنَاتِهِ؟ 33هَلْ عَرَفْتَ سُنَنَ السَّمَاوَاتِ، أَوْ جَعَلْتَ تَسَلُّطَهَا عَلَى الأَرْضِ؟ 34أَتَرْفَعُ صَوْتَكَ إِلَى السُّحُبِ فَيُغَطِّيَكَ فَيْضُ الْمِيَاهِ؟ 35أَتُرْسِلُ الْبُرُوقَ فَتَذْهَبَ وَتَقُولَ لَكَ: هَا نَحْنُ؟ 36مَنْ وَضَعَ فِي الطَّخَاءِ حِكْمَةً، أَوْ مَنْ أَظْهَرَ فِي الشُّهُبِ فِطْنَةً؟ 37مَنْ يُحْصِي الْغُيُومَ بِالْحِكْمَةِ، وَمَنْ يَسْكُبُ أَزْقَاقَ السَّمَاوَاتِ، 38إِذْ يَنْسَبِكُ التُّرَابُ سَبْكًا وَيَتَلاَصَقُ الْمَدَرُ؟"
و"التريا" ، و"الجبار" هما من المجرات كذلك "النعش " ،
 ويشير للجاذبية التى فى تلك المجرات والتى تؤثر فى مدى إستقرار كوكبنا فى قوله " أو جعلت تسلطها على الأرض " ........ وهكذا .
بيد أن الذى يعود للأصحاح الأول من سفر التكوين يجد أن أول ما يطالعنا هو الآيات ١ - ٥
"
1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. 4وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا."
والقارىء المُتعجل لا يفطن - فى الغالب - إلى الفترة الزمنية التى أهمل الكتاب ذ كرها بين الاية الأولى والثانية ، والبعض يقف أمام التساؤل :-
 إذا كان الله فى البدء خلق السموات والأرض وأن هناك كانت أرضآ موجودة ولكنها فى حالة خربه ، وأن هناك كان موجود غمر (أى ) مياه ، فلماذا يقول أو اليوم الأول خلق فيه النور ( بحيث يبدو أنه إختص فى اليوم الأول بخليقة النور والظلمة فقط دون سائر المخلوقات ) ، بينما يشيرفى خليقة اليوم الثالث لخليقة الأرض بالنباتات واليابسة ، وفى اليوم الرابع للشمس والقمر والنجوم ، ما معنى خليقة هذه الأشياء لاحقآ مع العلم بأنه ذكرها بادئآ ذى بدء بوصفها أول شىء خلقه الله ؟ بمعنى كيف يتحدث عن أمور لاحقة كما لو كانت هى البدايات مع تصريحه بحقيقة وجودها دون الحديث عن سر وجودها قبل عملية الخلق ؟
لا توجد سوى إجابة واحدة :- إنّ الغمر الذى كان روح الله يرف عليه والسماوات والأرض كانت قد تمت خليقتها من قبل فى مراحل سابقة فى الخليقة أكثر قِدَمآ وعهدآ من قصة الخليقة التى يُفَصِلها فى خليقة الأيام الست المذكورة فى سفر التكوين الأصحاح الأول .
وهؤلاء الذين يتصورون أن كل يوم من تلك الأيام الست كان بمثابة يوم من أيامنا الحالية يقعون فى خطل فكرى بعيد المدى للأسباب التالية :-
١- اليوم كوحدة زمنية ثابتة - فى العصر الحالى - تم تحديده بناءَ على آستقرار الأرض فى دورانها فى فلكها ، بعد تكامل خلق المجرات ، وثبات دوران الأرض حول الشمس بعد إستقرارها المركزى فى المجموعة الشمسية ، التى تتألف من كواكب تدور حولها ، وأقمار تدور حول الكواكب ، فتم تحديد الزمن ،
وهذا لم يتم إلا بالأنتهاء من تلك الحِقبة من الخليقة المشار إليها بالخليقة ذات الستة أيام ،
وبذلك يكون مدى اليوم المذكور ، بمقياس الزمن الحاضر ، غير معلوم .
٢ - أن تحديد الكتاب للمدة الزمنية التى أطلق عليها يوم كان مرتبط بالقول وكان مساء وكان صباح يومآ واحدآ أو ثانيآ ...ألخ ، فالعامل المحدِد هنا هو المساء والصباح الذى لم يتم تحديده إلا فى اليوم الرابع أو المرحلة الرابعة مما يعنى أن تعريف المساء والص باح ذاته كمحدد لعامل الزمن كان على خلاف فهمنا نحن للمساء والصباح فى مفهومنا 
٣- إنّ الكلمة العبرانية التى أستخدمت للحديث عن اليوم هى 
 יוֹם وقد تمت ترجمتها " يوم " ولكنها تعنى فى القاموس العبرانى ، ليس فقط يوم ، ولكن " وقت " أو " فترة " أو " عصر "חדש 'מ'ם" ( نفس الصيغة المشتقة من 
 יוֹם ) بمعنى "بكامل الشهر" ثم " שנת'ם 'מ'ם "بمعنى "بكامل السنوات" -------- فاليوم بإختصار هو فترة زمنية خضعت فى تحديد مداها لقائلها ، فالله يرى فى تلك الفترة يومآ ، وقد فسر المسيح ذلك وشاركه فى هذا التفسير "داود النبى " أن يومآ واحدآ عند الرب كألف سنة والسنة كيوم واحد .
يحدثنا الكتاب عن وجود آبار نفطية فى أيام إبراهيم وهى الآبار الحمر التى كانت فى عمق السديم والتى لأجلها قامت الحرب على " لوط " للأستيلاء عليها فى تكوين ١٤ : ١٠  "
10وَعُمْقُ السِّدِّيمِ كَانَ فِيهِ آبَارُ حُمَرٍ كَثِيرَةٌ. فَهَرَبَ مَلِكَا سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَسَقَطَا هُنَاكَ، وَالْبَاقُونَ هَرَبُوا إِلَى الْجَبَلِ."وكانت المدة من آدم لإبراهيم بحسب تأريخ الكتاب ( وسوف يكون لنا حديثآ بخصوص هذا التأريخ لاحقآ ) مسافة ٢٠٠٠ سنه غير كافية لتكوين النفط .
كما يحدثنا عن القار فى زمان "نوح " فى تكوين ٦ : ١٤
14اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. " وبين "نوح " و "آدم "١٠٧١ سنة بحسب تأريخ الكتاب كذلك وهى مدة غير كافية لتكوين الفحم الحجرى وبالتالى القار.
ولا يوجد أى تفسير لوجود هذه الأشياء بالأضافة لوجود سائر الخامات المعدنية التى إستخدمها الأنسان المتناسل عن آدم بما فيها الجبال التى تتكون أساسآ من الكالسيوم ، إلا النظر إلى عالم ما قبل خليقة الأيام الست والذى خَلَّفَ غمر وخراب كطان معمورآ بكائنات قبل تلك الخليقة التى صارت المادة الخام لهذا الخلق الجديد .
وبالعودة للآية الثانية فى سفر التكوين الأصحاح الأول نجدها فى العبرانية هكذا :-
 וְהָאָרֶץ, הָיְתָה תֹהוּ וָבֹהוּ, וְחֹשֶׁךְ, עַל-פְּנֵי תְהוֹם; וְרוּחַ אֱלֹהִים, מְרַחֶפֶת עַל-פְּנֵי
 הַמָּיִ
ם وكانت  (הָיְתָה هايتتا ) الأرض خربةתֹהוּ ( توهو ) وخالية וָבֹהוּ (وِبوهو ) وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه
الفعل كانت فى اللغة العبرانية يشبه اللغة العربية أنه له إخوة مثل أخوات كان فى اللغة العربية ، وكانت اللغة الكلاسيكية تكتفى بإستخدام الفعل هايى بالمعنى الذى يشمل كل إخوة كان فيمكن ترجمته أمست أو أضحت ...... ألخ وهو فعل يفيد التحول من حالة لحالة أخرى بما يفيد أن الخلق المذكور للأيام الست كان بعد تحول جذرى قد تم على الكوكب كان فيه عُمران فيما قبل ، بدليل كلمة توهو أى خربة .
وبالتالى يكون
كل ما ذكرته فى سؤالك عن الغوريللا والحفريات وال ٥ مليون سنة أو ملايين السنين من الممكن أن تكون موجودة فى ذلك العالم الذى تم خرابه أو العوالم المتعاقبة ولم يهتم الكتاب بذكر تفاصيلها لأن غايته كانت تتجه إلى شىء آخر وهو الغاية الروحية الأخلاقية .
أما بالنسبة للتأريخ الكتابى فكما ذكرت لك قبلآ المدة من آدم لإبراهيم والمدة من نوح لإبراهيم ، ىكذلك يجد من يطالع الكتاب أن متوشالح عاش ٩٦٩ سنة وغيره من الآباء الأوائل ، كما يجد أن المدة من "آدم " بوصفه الإنسان الحديث الذى نعرفه وإبراهيم لا يناسب مع الزمن الذى تكشف الآثار عن إمتداده أكثر من ذلك فإن مشكلة التأريخ هى كما يلى :-
 التأريخ أو حساب الزمن
 الجميع يتفقون على أن حساب الزمن عند البشر  يتوقف على توافر نظام معمول به بينهم سمى " التقويم" ، والتقويم رغم أنه فلكى فى الأساس يُبنى على وحدة اليوم المحدد بدوران الأرض حول نفسها مرة كل يوم  بحيث كانت ولا تزال وحدة اليوم هى الوحدة السائدة المُشتَرَكةُ فى كل التقاويم ، لكن عدد الأيام فى الشهور تختلف من تقويم لآخر كذلك عدد الشهور من تقويم لغيره من التقاويم ، وها أنت تلاحظ الفرق بين العغام الهجرى والميلادى حيث يعتبر كل ٣٤ سنة هجرية وثلث بمقدار ٣٣ سنة ميلادية وثلث ، وقد عرف اليهود أربعة أشهر فى سنتهم العبرية قبل السبى بينما عرفوا كونها ١٢ شهر وأطلقوا على الأشهر الجديدة أسمائها بعد السبى ، وأول الأمم التى وضعت تقويمآ منضبطآ كانوا الفراعنة بحساباتهم الفلكية للدورة الكاملة للأرض حول الشمس التى تُقَدّر ب ٣٦٥ يومآ وربع فقاموا بعمل تقويمهم الذى يتكون من ١٢ شهر ، كل شهر فيه ٣٠ يوم بالأضافة للنسىء الذى يجبُر نقص السنة بخمسة أيبام تصير ست كل أربع سنوات ، والكتاب عندما يذكر تأريخ إنما يدون التأريخ الذى كان معمول به أثناء ذكر تلك الحوادث التى يؤرخ لها ، فلم يقوم بتصحيح لتاريخ وفقآ لتقويم معين ينحاز فيه لتقويمآ دون آخر ، ولكنه كان يدون الأحداث لأهميتها دون الأعتداد بذكر التقويم كما نعرفه اليوم ميلاديآ ( وهو فى الواقع رومانيآ ) ، ذلك لأن هدف الكتاب هو موضوع روحى أخلاقى لا يهتم فيه بشرح الأصول الفلكية .
وبذلك يحدد الكتاب زمن خليقة "آدم " وهو الإنسان الحديث الذى نعرفه فى عام ٤٠٠٤ قبل الميلاد وهو على نحو ما ذكرنا حساب غير خاضع لمقياس التقاويم الحالية
أتمنى أن أكون قد أكملت الإجابة عليك ومرحبآ بك .
د.ق. جوزيف المنشاوى