الجمعة، 22 يوليو 2011

الكنيسة بين مسيحين ( أثنين )

 لا تريد الكنيسة أن تفهم المسيح ، بل هى تصنع لها مسيحآ آخر
فالمسيح الذى نعرفه جاء لهدف محدد وهو الفداء.
أما المسيح الذى تنشده الكنيسة التى لوثها العالم فهى تبحث فيه عن أله العالم ، وتتوسم فيه أن يعطيها ما يعطيه اله العالم لتابعيه.
وعندما لا تجد فيه ذلك ، تلجأ للوى ذراع النصوص ، وتوجيه معانى كلماته ألى حيث يقصدون هم - وليس حيث كان قصده هو - فى الوقت الذى لم يكن يقصد فيه هذا الفكر الذى ينسبونه له.
أيها السادة لم يأت المسيح ليتحدث عن الزواج والطلاق ، هناك آخرون كان لهم أهتمام بذلك أما هو فكانت له مهمة أسمى
أيها السادةلم يأت المسيح ليشرع القوانين التى توزع أنصبة الميراث ، لأن المملكة التى جاء ليفتديها لها ميراث آخر.
أيها السادة لم يأت المسيح ليتحدث عن نزوات الزوج أو شطحات المرأة ، بل جاء لكى يفتدى الأنسان الذى من خلال فداء المسيح له سيعرف طريق الطهارة الذى يجب أن يسلك فيه .
أيها السادة أنتم تبحثون عن مسيح تفصيل ، يناسب شكل الأله الذى يعبده العالم، وأستعبد الناس أنفسهم له ، هذا الأله الذى يعد عليهم أنفاسهم ،ويعلمهم كيف يغسلون وجوههم ، وكيف يأكلون طعامهم ، وكيف يتنفسون .
لكن المسيح لم يأت لهذه الصغائر من الأمور ، التى تأتى تلقائيآ عند أى رشيد عاقل ،
وقد شاء أن يفعل ذلك بنا عندما قدم لنا الفداء ، وحررنا من كل تلك القيود لنمارس من خلال تلك الحرية ، تلك التصرفات المتزنة العاقلة التى لا تحتاج لنصوص تشريعية لتحكمها .
لقد أستغلوا ردوده على الأفراد الذين ينتمون للمجتمع الجاهل - المجتمع الذى كبله أبليس وجعلهم لا يطيقون التصرف بدون أمر مكتوب - ولم يكن يريد لهذه الردود أن تكون ناموسآ مكتوبآ - فى الوقت الذى جاء فيه هو ليحررنا من عبودية الناموس - ولكن دون تابعيه ( كتبة الأناجيل والرسائل ) تلك الأقوال كنموذج لحسن تصرفه وحكمته ، ولكن الناس قلبوها حتى حولوها لتصير ناموسآ ، وكأنه مات بلا سبب ، وكأن تجسده كان لأجل نفس الهدف الذى جاء لأجله موسى .
المسيح حضر عرس قانا الجليل ، وحضر أجراءاته كلها ولكنه لم يتدخل فيها بالتعديل أو التحريم أو حتى المدح ، حتى الخمر ، وأكرر حتى الخمر، وقد كان خمر حقيقى وليس مجرد عصير طازج للعنب - فيما يدعون - بل معتقآ ، حتى هذا الخمر لم يتحدث بشأنه ، بل أعطاهم ما يشتهون ، أرضاء لعقولهم الفارغة ، حتى يستمعوا وينصتوا فيما بعد الى تعليم الفداء الذى علم به فى شوارع مدنهم ، ثم قام به على نحو عملى فوق الصليب .
عن أى مسيح تتحدثون ؟؟؟؟
هل تطلبون مسيحآ مثل الأنبياء البشر الذين كانوا يكتبون الوحى أو يكلفون تلاميذهم بكتابته ؟؟؟؟
 قد ضللتم الطريق ، وضللتم تابعيكم ، فلم يأت مسيحنا لهذا الغرض ، وحتى ما كتبه تلاميذه  لم يكن بأمر مباشر منه بل بأرشاد الروح القدس لأجل مجرد التعريف به وليس لشرح ناموس قد قام بتسجيل ذلك الهدف فى يوحنا 20 : 30 ، 31 وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ."
ويعود يكررها فى يوحنا 21 : 24 ، 25 "24هذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهذَا وَكَتَبَ هذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ. 25وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ."
 أن كنتم تريدون البحث عن مشرع ..........فأذهبوا لعلماء القانون  ، أن كنتم تريدون أن تبحثوا عن طبيب.......... فاذهبوا للأطباء ، أن كنتم تبحثون عن سياسة الحكم ......فاذهبوا ألى علماء السياسة ، أن كنتم تريدون أستراتيجية للنهوض بالمجتمع ...........فاذهبوا لعلماء الأجتماع  ، أما المسيح فلم يأت لهذه الأغراض التى تريدونها .
ولذلك عندما تأتون للمسيح فاعلموا أنكم تأتون لمن جاء ليحرركم من عبودية الفكر الأنسانى المتخلف ، ومن خطايا أفكاركم وخطايا أفعالكم فقد جاء لفدائكم ، والفداء يغيركم ويحرركم ، ىوفتح أذهانكم فتعرفوا وتدركوا أرادته ، ولا تحتاجون مثل العميان لمن يقودكم .
فمع أنه يستطيع أن يفعل كل هذه الأمور التى تريدونها ، ألا أنه لن يستجيب لكم لأنكم شوهتم صورته ، وجعلتم منه ألهآ متدنى يهتم بالجنس والأكل والمناورة .
فتوبوا عن شركم .
د. ق. جوزيف المنشاوى