الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

المذبح والذبيحه التناول بين الطقس والشكل وبين الحقيقة الكتابية والتاريخية ترنيمة عبد الحليم حافظ

 
يصر أصحاب الفكر المسمى بالفكر التقليدى على التمسك بشكل من أشكال التخطيط المعمارى لقاعة الكنيسة، حيث يضاف للمكان الذى يوجد فيه جمهور المتعبدين ، ما يطلق عليه حجاب الهيكل الذى يوجد وراءه ما يطلق عليه " مذبح "
وبالرغم من أن الكتاب يعلمنا فى أنجيل متى 27 :   51 " وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ" . ألا أن الحجاب لا يزال فى فكرهم عند التخطيط لأى بناء لكنيسة،
ولو كان أنشقاق الحجاب حدث عارض ، كان قد حدث أثناء الصلب لكان من الطبيعى أن يتجه تفكير القائمين على بناء الكنيسة فى تواجده ولا سيما وأنه كان موجود قبلآ فى الهيكل السليمانى ومن قبله خيمة الأجتماع كفاصل شرعى بين المذابح والمصلين من عامة الناس، ولكن أذا وجدنا الكتاب يفسر هذا الحدث بوصفه حدثآ مقصودآ بيد العناية الألهية ووفق مشيئته الحكيمة لوجدنا أنفسنا أذا فكرنا فى أقامته نكون بذلك غير متوافقين مع فكر الله الذى خطط ونفذ عملية شق حجاب الهيكل لأجل غاية معينة وضحها كاتب العبرانيين  أصحاح 10 : 19 ، 20 "فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، 20طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ وكاهن عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، 22لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ"، أذآ كان شق حجاب الهيكل مقصود وله معنى ويجب أن يظل هذا المعنى باقيآ ، وهو ألغاء وجوده لأن القصد الأساسى من تواجده كان لمنع العامة من الدخول للأقداس وأما بفداء المسيح أعطينا جميعآ الحق فى الدخوة للأقداس بدم صليبه راجع عبرانيين 9 : 3 وما بعدها( باقى الأصحاح ).
ويخلو العهد الجديد تمامآ من التوصية بوجود مذبح فلم يرد فيه ذكر كلمة مذبح ألا للأشارة لمذبح الهيكل اليهودى الذى كانت تقدم عليه الأضحيات ككفارة سواء عن العامة أو عن الكهنةتلك الذبائح التى أنتهت بصلب المسيح وصار مجرد التفكير لأحيائها خروجآ عن مقاصد الله وأتهامآ للمسيح بعدم كفاية كفارته فقد ورد فى رسالة كورنثوس الأولى 5 : 7 ، 8 "  7 إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا. 8إِذًا لِنُعَيِّدْ، لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ، وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ، بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ".
ولربما وجد هناك من يبحث عن شماعة يعلق عليها معتقده بخصوص المذبح فيبحث فى العهد الجديد بطوله وعرضه ولا يجد سوى ذلك الوصف الرمزى المسجل فى سفر الرؤيا 6 : 9 
" 9وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ"، وهم بذلك يتجاهلون عن قصد عقيدة اليهود بوجود هيكل أو خيمة للأجتماع فى السماء موازية للهيكل أو خيمة الأجتماع الموجودة على الأرض تأسيسآ على فكرة الشكل الخاص بالخيمة الذى أظهره الله لموسى فى السماء ( راجع خروج 25 : 40وَانْظُرْ فَاصْنَعْهَا عَلَى مِثَالِهَا الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ)
ومع أنه من غير الوارد أن يكون هذا هو قصد الرائى الذى كان يستخدم معطيات مادية يفهمها القارىءاليهودى، لوصف أحداث وأشياء سامية تسمو على الألفاظ التى أنتقاها بالروح القدس ، مما يؤكد رمزية حديثه ،ومع أنه كذلك لا يفترض وجود أى أستخدام لمذبح ما فى السماء ،للأسباب التالية: -
  1) لا يوجد هناك تقديم ذبائح مثل التى كانت تقدم فى العهد القديم  لأن السماء تخلو من المعصية التى تحتاج للتكفير عنها بذبيحة حسب شريعة العهد ىالقديم .
2) لا توجد كذلك حاجة لفداء جديد بواسطة المسيح ، لأنه قد تم وكمل بصلبه وقيامته على الأرض ،ولن يتكرر ثانية هذا الفداء لا على الأرض ولا فى السماء ، لأن المؤمنين هناك صاروا مكملين فى المجد على النحو الذى سنوضحه فيما بعد عند حديثنا عن كفاية ذبيحته التى قدمها مرة واحدة فأوجد فداء أبديآ.
بل والأدهى من ذلك أنه يشير ألى تلك الذبيحة بمعناها الروحى التى قدمها الشهداء بأنفسهم أبان حياتهم على الأرض شهادة للمسيح، فأذا كان هذا المذبح موجود بمعناه الحرفى، فأن الذى قام بذبحهم أما يكون واحد من  الأبرار الموجودين فى السماء - حيث يتصور وجود ذلك المذبح- بداية من الله البار نفسه ( وحاشا له أن يفعل ذلك )مرورآ بالطغمات السمائية وأنتهاء بالمؤمنين الأخرين وهو أفتراض لا يستقيم معه منطق ولا يتفق مع أى نص كتابى.
ولكن على العكس من ذلك تمامآ فالنصوص الكتابية تلغى وجود هذا المذبح سواء فى السماء أو على الأرض وتتحدث عنه بوصفه تاريخ شاء الله ألا يعود ، بل وعمل الله بقصد ألغائه ألى الأبد 
فترى ما هى تلك النصوص ؟
(1) نصوص توضح أن ذنيحة المسيح على عود الصليب قد قدمت مرة واحدة غير قابلة للتكرار تحت كل وأى ظرف من الظروف وهى كافية للتكفير عن الخطايا للمؤمنين فى كل العصور الآتية ألى الأبد.
( أ) عبرانيين 7 : 27 الَّذى ليس لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ .
( ب ) عبرانيين 9 : 12 وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا.
( ج ) عبرانيين 9 : 26 فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ. 
( د ) عبرانيين 9 : 28 هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ.
( ه ) عبرانيين 10 : 10  فَبِهذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً.
( ز ) عبرانيين 10 : 14 لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ. 
ويكرر العهد الجديد هذه الأفار على لسان بطرس الرسول فى رسالته الأولى 3 :  18فإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، 
أن كهنوت المسيح هو الذى أعطاه الحق فى تقديم الذبيحة ، هذا الحق لا يستطيع شخص آخر أن يحصل عليه ، وكل من يدعى ذلك فأدعاءه باطل ليس له أى سند كتابى.
 عبرانيين 7 : 14 - 17  14فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئًا مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ. 15وَذلِكَ أَكْثَرُ وُضُوحًا أَيْضًا إِنْ كَانَ عَلَى شِبْهِ مَلْكِي صَادَقَ يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ، 16قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ نَامُوسِ وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ. 17لأَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّكَ: «كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ». 
ولقد أستخدم كهنوته هذا قى تقديم ذبيحته مرة واحدة غير متكرره .
عبرانيين 9 : 25 ، 26 وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَارًا كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ. 26فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ
والمسيح بعدما أقيم من الأموات لا ينكسر جسده أو يسفك دمه مرة ثانية . 
رسالة رومية 6 : 9 عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ .
لقد شهد المسيح بنفسه وهو فوق الصليب بأن ذبيحته كافية وكاملة لا تحتاج بأن يكملها هو فيما بعد أو أن يقوم آخرون بأكمالها .
الأنجيل بحسب البشير يوحنا 19 : 30 فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ:«قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.
العشاء الربانى الأول الذى أقامه الرب يسوع المسيح يوضح هذه الأمور وهو مذكور فى الأنجيل بحسب البشير متى الأصحاح 26 : 26 - 30 
 26وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ:«خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». 27وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً:«اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، 28لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. 29وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي». 30ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزيتون.
والسؤال الآن أين المذبح الذى أستخدمه المسيح لأقامة هذه الفريضة ؟
  هل كان فى الهيكل ؟ هل كان فى أحد دور العبادة ؟ مجمع مثلآ ؟ أم فى بيت غير مجهز معماريآ ليكون فيه مذبح !!!!
والسؤال الآخر هل كان ذلك قبل الأفطار أم أثناء أو بعد العشاء  فيما يسجله الرسول بولس من بعد فى النص الذى سنورده فيما بعد؟والواضح أنه كان أثناء الأنتهاء من العشاء.
وسؤال ثالث هل قدم جسده ودمه قبل حدوث عملية الصلب ذاتها؟ أم أن البقايا التى كانت موجودة على المائدة مثل الخبز الذى يشبه الجسد والخمر التى تشبه الدم كانت هى السبب فى هذه الأختيار لتلك المادتين بواسطته لأطلاق هذه التسمية المجازية التى لأطلقها المسيح على هذه الأشياء ؟ 
وهل هذه هى أول مرة يلجأ المسيح فيها ألى المجاز ؟ لقد سبق فقال عن نفسه  فى الأنجيل بحسب البشير يوحنا 10 :  7فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. 8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ. 9أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى. 
كان يعلم بأمثال ويستخدم المجاز كقوله الذى سبق وأوردناه عن الخميرة العثيقة ويقصد بها التفسير الفريسى للعهد القديم بما أضيف عليه من طفوس مقيدة.
ويلقى الكتاب فى العهد الجديد كثير مكن الضوء لتوضيح مفهوم المسيح والكنيسة الأولى عن جسد المسيح ودمه المذكوران فى فريضة العشاء الربانى مثلآ فى رسالة كورنثوس الأولبى 11 : 17 - 34 17
وَلكِنَّنِي إِذْ أُوصِي بِهذَا، لَسْتُ أَمْدَحُ كَوْنَكُمْ تَجْتَمِعُونَ لَيْسَ لِلأَفْضَلِ، بَلْ لِلأَرْدَإِ. 18لأَنِّي أَوَّلاً حِينَ تَجْتَمِعُونَ فِي الْكَنِيسَةِ، أَسْمَعُ أَنَّ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٍ، وَأُصَدِّقُ بَعْضَ التَّصْدِيقِ. 19لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ بِدَعٌ أَيْضًا، لِيَكُونَ الْمُزَكَّوْنَ ظَاهِرِينَ بَيْنَكُمْ. 20فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا لَيْسَ هُوَ لأَكْلِ عَشَاءِ الرَّبِّ. 21لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ، فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ. 22أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟ أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ؟ مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ؟ أَأَمْدَحُكُمْ عَلَى هذَا؟ لَسْتُ أَمْدَحُكُمْ! 23لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا 24وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ:«خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». 25كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلاً: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي». 26فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ. 27إِذًا أَيُّ مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. 28وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. 29لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. 30مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. 31لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا، 32وَلكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ. 33إِذًا يَا إِخْوَتِي، حِينَ تَجْتَمِعُونَ لِلأَكْلِ، انْتَظِرُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. 34إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجُوعُ فَلْيَأْكُلْ فِي الْبَيْتِ، كَيْ لاَ تَجْتَمِعُوا لِلدَّيْنُونَةِ. وَأَمَّا الأُمُورُ الْبَاقِيَةُ فَعِنْدَمَا أَجِيءُ أُرَتِّبُهَا.
فلكى يؤكد الرسول مجازية أطلاق مسمى الجسد على الخبز ، والدم على الكأس فأنه يكرر فى عدد 26 التسمية لهذا الشىء الذى يفترض التقليديوت تحوله بأنه لا يزال خبزآ ولا يزال الخمر كأسآ ويعود قيكرر نفس المعنتى فى العدد التالى له أى عدد 27 .
أن أفتراض تقديم جسد المسيح بواسطة أنسان مهما كان قدره أو مكانته ، فيه الكثير من الأستخفاف بكهنوت المسيح الذى لا يبارى والذى لأجله كان يجب أن يتجسد لعدم كفاية غيره للقيام بهذا العمل.
وفيه قدر كبير من التأثر بالفكر الوثنى المبنى عل طقوس فيها تناول دماء.
كما أن فيه أقرار بعدم كفاية تجسده الذى حدث مرة واحدة وفداءه الذى حدث كذلك مرة واحدة.
ومع أن الآب متى المسكين تحدث بأستفاضة عن تاريخ هذا الخلط التاريخى بين الخبز والخمر والجسد والدم ومدى مجازية هذا التعبير على النحو الذى سبق وأسلفناه فى كتابه الأفخارستيا .
ونحن نضيف أن أول ذكر لكلمة مذبح بعدما كانت الكنيسة تتألف من ثلاثة قاعات" نارثكس " أى الدهليز وهو القسم الخارجى الذى يبعد قاعة الكنيسة عن الخارج كلزوم أمنى للعبادة فى هدوء ، حيث كان مخصصآ لراغبى حب الأستطلاع من الأمم، 
ثم حاجز خشبى يفصل بين هذا القسم والقسم الآخر الذى يقف فيه المرنمون والقراء حيث يوجد المنبر والتائبون الركع والقسم الثالث خاص بالمؤمنين وهو الذى فيه يمارسون العبادة والشركةولم يكن فيه توصيف معمارى مخصص ولم يكن هناك مسمى للمذبح بعد ( راجع مجموعة الشرع الكنسى أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة للأرشمندريت حنانيا كساب ص 73 ،74 .
كذلك كان أول ذكر لكلمة مذبح فى مجمع اللاذقية 343 - 381 وهو نفس المجمع الذى وضع تحديدآ لوظائف المرتلين بالكنيسة وكذلك أقرار الليتروجيات ( طقوس العبادة ) وأيضآ الحلل الكهنوتية( ومع ذلك لم تكن هذه الحلل شبيهة بما هو متبع حاليآ ) راجع نفس المرجع السابق ص 230 .
د.ق.جوزيف المنشاوى.