الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

أنجيل يهوذا ( بحث ) زيدوا المسيح تسبيح

ا
الصورةهى لصفحة من صفحات المخطوطات التى وجدت فى مصر بنجع حمادى والعنوان الظاهر باللغة القبطيه هو أبو كريفيه وتعنى مدسوسه وتضم عدة كتابات من بينها أنجيل يهوذا .

                               مقدمة لأنجيل يهوذا

نشأ فى القرون الأولى الميلادية لون جديد من الكتابات الأدبية ، لا ينتمى لأدب القصة ، ولا ينتمى لأدب الوحى ، وأنما كانت نشأته مرتبطة بأنتشار الكتابات المقدسة وذيوع صيتها وأنتشار شعبيتها ، فنشأ لون من الأدب يطمح للوصول الى مثل هذا القدر من الشعبية لعقائد وأفكار كان المؤمنون ينظرون اليها  بالريبة وأحيانآ بالرفض المطلق ، ولأن الكتابات المقدسة كانت السبيل لأقرار وأستقرار الأيمان المسيحى ، رأى بعض دعاة الجماعات الدينية والفكرية الأخرى أن يتخذوا نفس السلاح الذى أستخدمته المسيحية وهو الكتابات المختلفة ، فبدأ ما يطلق عليه أسم " أدب الأبوكريفا " ومعناه فى اللغة العربية أدب " الكتابات المدسوسة " .
ومن أشهر الجماعات التى أستخدمت هذا اللون من الأدب كانت جماعات  " الغنوسيين " و" المارسيونيين "، ويعتبر " أنجيل يهوذا " من بين الكتابات التى تخص الغنوسيين .
و" الغنوسيون" هم طائفة من المثقفين الذين ينتمون لمختلف الديانات الشرقية التى كانت موجودة حينئذ من " الزادشتيين" و " الهندوس " و" الأصناميين " و" اليهود "  و" المسيحيين ".
ومعنى الغنوسية : - " المعرفة " فقد كانوا يظنون أنهم يحتكرون المعرفة من خلال عقائدهم خاصة باعتبارالمادة شرآ، وكل هؤلاء يشتركون فى محاولة ربط أفكارهم الدينية ببعض المبادىء الفلسفية ، ومؤداها أن الله هو روح أزلى عرفه فيما قبل أبراهيم أبو الأنبياء ، ومن أشهر كتاباتهم " أنجيل العبرانيين "
Ron Cameron , ( 1982 ) The Other Gospels Non - Canonical Gospel Texts , Westminster John Knox Press , pp 83 - 86 .
 الذى كتب فى مصر خلال القرن الثانى الميلادى بواسطة يهود الأسكندرية ونسخته الأقدم هى باليونانية ، ومن بين تعاليمهم أنهم كانوا يعتبرون أن المادة هى شر وأن الروح هى الخير فكانوا ينادون بالبعد عن المادة مما أدى لنشوء بعض الأتجاهات الجديدة التى تم أدخالها على المسيحية تخت تأثير فلسفتهم ، مثل الرهبانية والزهد ، وفكرة الصيام الذى يمتنع فيه عن تناول أطعمة ذات أصل حيوانى ( الروح ) .
وأزدادت الكتابات التى تنتمى لنفس التوجه الأدبى ( الذى هو ليس بالقصة ولا هو بالأدب المنسوب للوحى ) فوجدنا فى هذه الفترة خلال القرن الثانى والثالث والرابع الميلادى عدة كتب نسجت جميعآ على هذا المنوال مثل أنجيل مريم ، وانجيل توما ، وأنجيل بطرس ، وغير تلك الكتابات التى تتميز بأن الكاتب يستلهم أحدى الشخصيات كبرنابا مثلآ أو بيلاطس ، وهى شخصيات ثانوية ، ويتحدث بلسانها كما لو كان يعيش أثناء هذه الفترة التى كان المسيح فيها يؤدى رسالته بحسب الجسد بين هذه الشخصيات المنسوب لها الحديث والحكى القصصى ،وفى عصرنا الحديث نحن نرى هذا لونآ من ألوان الكذب ، ألا أنه فى ذلك الوقت ومن خلال عقل الغنوسي الكاتب كان يرى ذلك نوعآ من أنواع التقمص فالروح الخالدة لا تموت وكأن شيئآ من فكرة تقمص الأأرواح أو أستنساخها قد آلت ألى هذا الفكر بكيفية مميزة تختلف عن الفكر الهندوسى الذى كان له جانب كبير من التأثير فى هذا التوجه وتقترب من فكرة الخيال القصصى المعهود فى القصص الأدبية الحديثة ، ولم يكن هذا جديدآ على الفكر الأدبى والتراث اليونانى والمصرى القديم ، ولا سيما فى " الميثولوجيا " أو " أدب الأساطير الدينية ".
وقد كانت فكرة دمج الحضارات الشرقية الفديمة مع الغربية القديمة أى الرومانية لا تزال فكرة رائعة تجذب بعض الأوساط المثقفة لحل أشكالية الصراع الدينى.
أنجيل يهوذا

بأخضاع كافة المخطوطات التى عثر عليها الباحثون حتى الآن لما يطلق عليه أسم أنجيل يهوذا  للكربون 14 المشع لتحديد عمر المخطوطة ، وجدنا أن أقدم مخطوطة هى التى تنتمى لمجموعة نجع حمادى وهى مكتوبة باللغة القبطية وترجع ألى عام 280 ميلادية بمراعاة احتمال ان تكون المخطوطة أقدم عمرآ من ذلك الحين فى حدود 50 عامآ أو أحدث من ذلك التاريخ فى حدود 50 عامآ أخرى ، فيكون على وجه الدقة تحديدنا لعمرها ما بين عام 230 - 330 ميلادية ، لا قبل ذلك ولا بعد ، وما يطلق عليه أنجيل ليس سوى صفحة واحدة هى الصفخة 33 من مجموعة تاكاكوس Page 33 , Codex Tachacos، ومجمل الحديث هو أن من يتقمص شخصية يهوذا الأسخريوطى الذى أتفقت الأناجيل على أنه قد خان سيده يدافع عن نفسه ، فهو الذى يظن نفسه أنه الوحيد من بينهم الذى عرف الحقيقة وهى أن المسيح كان يريده أن يقوم بهذا الدور وأنه أتفق مع اليهود على خيانة المسيح  تمشيآ مع رغيبة وأرادة المسيح نفسه ، وهنا يأتى دور الفكر الغنوسى حيث يعتبر أن المسيح كان يرى الجسد ( جسد المسيح ) هو السجن لروحه الخالدة التى تريد الحرية ، وأن يهوذا الأسخريوطى مثله روحآ خالدة ( لذلك يكتب بفلم شخص آخر فى زمن تالى ) ، وأن الناس صنفان  ، الصنف الأول هوالنوعية الفاضلة التى لها روح تحيا على الدوام بدون أن يتحكم فيها أحد كروح المسيح وروح يهوذا ، وأما الصنف الثانى فهو الذى تنتمى له باقى أرواح البشر ، وهم غير قادرين للوصول ألى الخلاص.
ويعلل كاتب هذه المخطوطة ما أحتسبه كتبة الأناجيل الباقية خيانة بواسطة يهوذا لعدم فهمهم لقصد المسيح فقد كان هو الوحيد فى وسطهم الذى ينتمى للصنق الأول الجنس المقدس !!!
وبذلك يقدم الكاتب لنا قراءة فلسفية أدبية من منظور غنوسى ليهوذا ويعيد تقديمه لنا على أساس أنه قام بعمله بناء على أوامر صدرت له من المسيح حتى يساعده كوسيط بينه وبين اليهود لكى يتمم خطة الفداء.
هذه المخطوطة أكتشفت فى مصر عام 1983 وقد تم تحقيقها وفحصها وأستخلاص الدراسة منها عام 2006 
  أترك تعليق.   د.ق.جوزيف المنشاوى.

الأحد، 1 أغسطس 2010

ألأعتراف هل هو سر كنسى أم تعليم كتابى يمارسه الفرد ترنيمة مسيحية - ايريني ابو جابر - يا رب انا بجيلك





                               
                              مقدمة

لايختلف أثنان على أن أصدق المصادر وأكثرها ثقة بخصوص التعليم المسيحى ، هو التعليم الذى أرساه المسيح نفسه بفمه، فهو أصدق من البابا ومن كل بابوات التاريخ المسيحى منذ أستحل الأنسان لنفسه تلقيب نفسه بألقاب لم يخولها الكتاب لأطلاقها على ذاته ، وحتى من قبل ذلك الحين عندما كان كبير المسيحيون هو أكثرهم عرضة للتنكيل وأحتقار المجتمع له.
ولربما يجد المرء فى مثل الأبن الضال الموجود فى الأنجيل بحسب البشير لوقا 15 : 11 - 32 خير مثال عن فكرة المسيح عن وجوب الأعتراف بالخطأ ، وأعتبر أن الخطأ الصادر من أنسان ضد أنسان آخر هو فى ذات الوقت خطأ ضد الله ذلك لأن وصايا الله تنتهك عندما يقع الأنسان فى الخطية.
لوقا 15 : 17 -24 " فرجع ألى نفسه وقال كم أجير لأبى يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعآ أقوم وأذهب ألى أبى وأقول له أخطأت ألى السماء وقدامك ولست مستحقآ أن أدعى لك أبنآ أجعلنى كأحد أجراك ، فقام وذهب ألى أبيه ، وأذ كان لم يزل بعيدآ رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله ، فقال له الأبن أخطأت ألى السماء وقدامك ولست مستحقآ بعد أن أدعى لك ابنآ ، فقال الأب لعبيده أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه واجعلوا خاتمآ فى يده وحذاء فى رجليه وقدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح، لأن ابنى هذا كان ميتآ فعاش وكان ضالآ فوجد ، فابتدأوا يفرحون ". فى هذا المثل نلاحظ أن الوالد كان هو الشخص الذى أخطأ الأبن فى حقه، ولذلك كان الأعتذار له واجب ، لكن فى ذات الوقت مع أدراك الأبن أن ذلك الخطأ كان فى حق الله كذلك الذى أوصى بأكرام الوالدين ، وأن أعترافه أمام الأب كان يشتمل على أعترافه أمام الله ، وأنه لم يوسط رجل دين أو أى وسيط فى سبيل أتمام ذلك الأعتراف وهذا هو ما قضى به تعليم المسيح ذاته. 
                      
                       تاريخ أدخال هذا الفكر للمسيحية .
 
والثابت فى التاريخ الكنسى أن أول ذكر موثق للأعتراف ووجوب أسناده للكاهن ( وسيرد الحديث عن الكاهن فيما يطلق عليه سر الكهنوت ) هو فى الكنيسة الشرقية أثناء مجمع ترولو عام 691 ميلاديه هذا المجمع الذى شككت الكنائس فى مسكونيته ولم تعترف به الكنيسة اللاتينية وبذلك سبق الشرق الغرب فى أدخال هذا الفكر فى الكنيسة ، وكان هذا المجمع قد ألتئم بدعوة من الأمبراطور الرومانى " يوستانيوس الثانى الملقب بالأجدع " وحضره 327 من الآباء منهم الأسقف الأسكندرى" بطرس " ، وكان الهدف من أنعقاده هو سن القوانين للقضاء على بعض الأمور الغريبة التى لوحظت فى الكنيسة ، وتنظيم أدارة شئون الكنيسة الداخلية ، وقد تحدث عن وجوب الأعتراف ( للكاهن ) فى القانون 102 من بين قوانين المجمع المذكور،  مع أنه لم يطلق على الأعتراف أنه سر من أسرار الكنيسة لأنها لم تكن قد أرسيت بعد.
وفى "المجمع اللاترانى " عام 1215 ميلادية بدأت الكنيسة الغربية فكرة تلقيبه بالسر حيث قسموا " الأعتراف " ألى مكونين  " الفضيلة " و " السر" ، أما  " الفضيلة " فهى الحزن على الخطية ، وأما " السر" فقد زعم هذا المجمع أنه قد رتب بواسطة المسيح لأجل مغفرة الخطايا المرتكبة بعد المعمودية ، ولم يرد فى هذا القول أى أستشهاد بقول واحد من أقوال المسيح تفيد تشريعه المدعى عليه بواسطتهم ، بما أنهم يزعمون أنه قد قام بتشريعه ، بل كان قولآ مرسلآ ، ملقى على عواهنه ، وربما لأن البابا قد أشار بذلك ، وكانت فكرة أنه معصوم من الخطأ قد بدأت تترعرع فى هذه الفترة الحالكة من التاريخ ، الذى يطلق عليه العصور الوسطى ، وبذلك يكون المسيح كما أدعى صاحبنا هو الذى شرع هذا السر، فلقد ورث عرش الأمبراطورية الرومانية خلفآ للأباطرة ، وجمع فى يده السلطتين المدنية والدينية.
وبالرغم من تعارض فكرة البابا المعصوم من الخطأ مع فكر الكنيسة الشرقية ألا ان الكنيسة المصرية بدأت تأخذ به بعد ذلك بفترة ليست كبيرة ، كما أخذت تنظيم الأسرار الى سبعة بعد قيام مجمع ترنت أو التريدنتينى بذكر ذلك ( فى الجزء 14 الفصل 2 ، 5 ) عام 1454 ميلادية ، ولكن كان أقتباس الكنيسة الشرقية محدود لهذه القرارات ، حيث قبلت السبعة الأسرار بما فيها سر الأعتراف ، ولكنها لم تقبل الغفرانات التى ناقشها مجمع ترنت فى الجلسة 25 ، بينما أزادت الكنيسة الكاثوليكية هذا البند فى منشور البابا ليون العاشر فزادت على تأكيده بأعتبارها سلطة فى يد الكاهن لمنح الغفران لمن أراد.

                تعليق على فكرة الأعتراف للكاهن

أولا: -  لا يوجد سلطان للكاهن  ولا يوجد كهنة أصلآ

لأن العهد الجديد لم يستخدم كلمة " أيروس" اليونانية للتعبير عن رجل الدين المسيحى ، وهى الكلمة التى تستخدم فى الترجمة السبعينية للكتاب المقدس ، والتى تمت قبل ميلاد المسيح ، وأستخدمها كتبة العهد الجديد للتعبير عن الكهنة اللاويون  راجع متى 8 : 4 " فقال له يسوع أنظر أن لا تقول لأحد ، بل أذهب أر نفسك للكاهن وقدم القربان الذى أمر به موسى شهادة لهم " ،وأستخدامها فى العهد الجديد كان قاصرآ على فئتين 1- كهنة العصر الموسوى ، 2- عن المسيح يسوع نفسه كما فى عبرانيين 5 : 6 " أنت كاهن ألى الأبد على رتبة ملكى صادق " ( وقد أشاعوا أنها رتبة للبابا بينما هى واضحة أن المقصود بها المسيح نفسه لا غير) كما فى عبرانيين 7 : 23 " وأولئك قد صاروا كهنة كثيرين ( يقصد كهنة العصر الموسوى ) من أجل منعهم بالموت عن البقاء وأما هذا ( المسيح ) فمن أجل أنه يبقى ألى الأبد له كهنوت لا يزول " وأيضآ فى عبرانيين 5 : 1 - 6 حيث يقول فى ختام هذا الجزء " كذلك المسيح أيضآ لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل قال له أنت ابنى أنا اليوم ولدتك كما يقول أيضآ فى موضع آخر أنت كاهن ألى الأبد على رتبة ملكى صادق " وعليه فأن أطلاق لقب الكهنوت أو رئاسة الكهنوت هو نوع من السرقة لمجد المسيح الذى أستحقه بحق شفاعته الكفارية ولكونه الوسيط الوحيد بين الله والأنسان كما كان الكاهن قديمآ ، بينما لم تستخدم هذه الكلمة للحديث عن رجال الدين المسيحيون بل أستخدموا كلمة " برسبيتيروس" التى ترجمت" قشيش " فى السريانية وأطلقت " قسيس " فى العربية وهى تعنى كلمة " شيخ" فى اللغة العربية .
والكلمة الأخرى كانت " أبوسكوبوس" التى ترجمت " أسقف"  ومعناها فى العربية " راعى".

ثانيآ :- لا يوجد سند فى العهد الجديد على الأطلاق ينادى بوجوب الأعتراف لرجل الدين.

بل ينادى العهد الجديد بوجوب الأعتراف من الأخوة بعضهم لبعض ، كما فعل الآبن الضال تجاه والده عندما أخطأ فى حق أبوته ، وفى يعقوب 5 : 16 " أعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكى تشفوا" ويتضح من كلمة الزلات أن الأعتراف هو لمن أخطأنا فى حقه .

ثالثآ : - أن الكتاب يوجهنا للأعتراف لله رأسآ ،

راجع مزمور 32 : 5 " أعترف للرب بخطيتى ولا أكتم أثمى ، قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت آثام خطيتى " وفى متى 11 : 28 " تعالوا ألى ياجميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم " وفى تيموثاوس الأولى 2 : 5 " لأنه يوجد أله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الأنسان يسوع المسيح " وفى يوحنا الأولى 1 : 9 " أن أعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل أثم " وفى نفس الرسالة 2 : 1 " يأولادى أكتب أليكم هذا لكى لا تخطئوا وأن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الله الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضآ "

رابعآ : - أن هذا التعليم يتعارض مع عقيدة الفداء 

ذلك لأنه يوسط آخر ( وهو الكاهن ) بين الله والأنسان  مع أن المسيح هوالذى له هذا السلطان كما فى عبرانيين 4 : 14 ، 15 " فأذ لنا رئيس كهنة عظيم قد أجتاز ألى السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالأقرار لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا بل مجرب فى كل شىء مثلنا بلا خطية فلنتقدم بثقة ألى عرش النعمة لكى ننال رحمة نجد نعمة عونآ فى حينه " كذلك فى عبرانيين 7 : 24 ، 25 " وأما هذا فمن أجل أنه يبقى ألى الأبد له كهنوت لا يزول فمن ثم يقدر أن يخلص أيضآ ألى التمام الذين يتقدمون به الى الله أذ هو حى فى كل حين ليشفع فيهم ".

خامسآ : - هذا الأعتراف المزعوم هو تعدى على خصوصيات البشر

ولأجل هذا الغرض قبلته الكنيسة المصرية تقليدآ للكنيسة الرومانية لأنه يمنح رجالها سلطة بحكم أطلاعهم على خصوصيات الناس وقد تنبأ عنهم الكتاب المفدس وحث الناس على تجنب هذه التعاليم الفاسدة فى تيموثاوس الثانية 3 : 1 - 7 " ولكن أعلم هذا أنه فى الأيام الأخيرة ستأتى أزمنة صعبة لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم ، محبين للمال ، متعظمين  ، مستكبرين ، مجدفين ، غبر طائعين لوالديهم ، غير شاكرين ، دنسين ، بلا حنو ،بلا رضى ، ثالبين ، عديمى النزاهة ،شرسين ، غير محبين للصلاح ، خائنين ، مقتحمين ، متصلفين ، محبين للذات دون محبة لله ، لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها ( لو كانوا لا ينكرون قوتها فلماذا يستهينون بقدرتها على تغيير البشر بدونهم )، فأعرض عن هؤلاء ، فأنه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت ويسبون نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة يتعلمن فى كل حين ولا يستطعن أن يقبلن ألى معرفة الحق أبدآ ".
مما سبق يمكننا القول بكل تأكيد أن هذا التعليم هو تعليم مدسوس على الكنيسة بقصد تجميع أسباب لسلطة الكاهن على شعبه على عكس ما توجه أليه تعليم المسيح ، كما أن الأعتراف لمن أخطأنا فى حقه هو الأمر الواجب مع ضرورة الأعتراف لله شخصيآ مباشرة وحيث أن الله قد صار فى عرف المسيحية أنه أبونا فلا مكان مطلقآ لمن يريد أن يحشر نفسه بيننا لأن المسيح وسيطنا قد ألغى وساطة البشر.
أترك تعليق .         د. ق. جوزيف المنشاوى .  
 

ترنيمة مسيحية - ايريني ابو جابر - يا رب انا بجيلك